صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

اليهودي الاكثرنا اسلاما
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الالفية التي اخوض في مستنقعها للركب اليوم استفتحتها بدراسة الرسم ، و بفشل ذريع  ، على يد بروفيسور يهودي كان كل شيء فيه يقطر فنا وتواضعا وحكمة ، وواضح جدا انك عندما تفشل عند استاذ متمكن من صنعته ، فان خللا ، لعله كل الخلل ، فيك وليس في الاستاذ ولا في  كون قلم الفحم الذي كنت تستخدمه كان مصخما مصنوعا في زنبيل اباد  وليس في مصانع روترنغ الالمانية . لا  ادري لماذا توطدت العلاقة به حد ان طلب مني رقم هاتفي ، عندما كان يدرسنا في الهواء الطلق كان يطوي كشحا عن كل وجه صبوح  ويغمرني بسيل من الحكم في الفن  والحياة ، منها ما كان يبداه بسوال ، لماذا ترهق نفسك بدراسة الفن ؟ ربما تعويضا عن اخفاقات سابقة ، يضحك ، هل تعتقد ان هذا سبب كاف ، تستطيع ان تعوض عن اخفاقاتك الغابرة بالفوز على ابنك  في لعبة الحية والدرج ، هذا اذا استطعت ان تفوز بعقلك القديم على عقل حديث  . قبل ان انهي مسلسل البحث عن تعويضات الفشل اهديته لوحة صغيرة لفنان ايراني ، كتبت على ظهرها باللغة الانجليزية : " من طالب مسلم الى استاذ يهودي " وعلى استحياء قدمتها له في غفلة من الزملاء المتربصين . عند منتصف المحاضرة دعا الجميع الى وضع الاقلام والكف عن الثرثرة ليعلن عن تسلمه الهدية ، كاشفا عن خلفيتها اولا وهو يقول انظروا !!! هذا زميلكم يريد ان يهديني للاسلام ، فقد اهداني لوحة فيها آية قرآنية ، امامكم جميعا اقول انني اكثر اسلاما منك رغم انني لا اصلي كما تصلي ولا اصوم ولن اصلي ولن اصوم . كنت اتصبب عرقا من الموقف المحرج الذي وضعتني فيه ، وانا المتخفي خلف ستار الوقار والحكمة اصبحت محور المحاضرة ، وما اعرفه من لغة الاستعمار لا يسعفني في قول شيء . هل تعلمون لماذا انا احسن اسلاما منه ، السبب انني دخلت عالم الفن لتحقيق اصلاح في خلل ما في هذا الكون اولا ، فان لم استطع ففي مجتمعي  ، وان لم استطع ففي عائلتي ، وان لم استطع ففي نفسي " بقي ان يقول وهذا أضعف الايمان " واود ان اطمئنكم جميعا بانني فشلت في رحلة الاصلاح حتى في داخلي ، لكنني لن اتوقف فما تزال دقيقة واحدة على الاقل باقية في عمري ، لعل فيها شيئا جديدا سيحدث بارادتي . قال البروف فيما قال ، الكاتب ، الشاعر ، العتال ، السمكري ، المومس ، ومدرس الرسم  مصيرهم الانتحار او ما هو اسوأ ... قاطعته زميلة من اصول افريقية بدهشة ، وهل ثم  ابشع من الانتحار !!! قال نعم ، وهو ان يبقى الانسان على قيد الموت حيا دون ان يغير شيئا كان يعتقد انه يستحق التغيير ، قامت اخرى لتطلب من الاستاذ العودة الى الدرس ، متوعدة بمغادرة الحصة ، فردَّ : حسنا ، لعلكم ادركتم الان كم انا مخلوق فاشل ، عودوا الى اقلامكم الان وتمردوا عليها و ساكون سعيدا لو شاهدت احدكم يرسم بالطرف الاخر من القلم ، فالمسح هو افضل الرسوم وهو بدايتها ، تذكروا دائما واكررها الان ، لا اقبل اي مشروع رسم "سكيتش" أرى فيه من بياض الصفحة شيئا ، لوثوا بالفحم كل بقعة بيضاء ، لا وجود للون الابيض المطلق ، هذا الابيض الذي ترونه هو كذبة كبرى ، في المقابل فان العلم رغم كل تطوره لم يقدر على انتاج شيء لونه اسود . بعد ذلك بعشر سنوات تدبرت في قول الجواهري العملاق وهو يغرد قبل خلق موقع تويتر بعقود : ولأنت ِاذ لا تصدعين فواحشا ... الا كراضية عن الفحشاء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/13



كتابة تعليق لموضوع : اليهودي الاكثرنا اسلاما
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net