صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

لقمة العيش الديمقراطية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
لكي تتحقق الديمقراطية كسلوك إيجابي مثمر , وتترسخ في وعي الأجيال على أنها مطلب حضاري وإنساني  يتمسك بثوابته المتصلة بحقوق الإنسان وحريته وكرامته , عليها أن تجيب على سؤال : كيف تتوفر لقمة العيش للناس في دولها أو مجتمعاتها؟
 
فما هي كرامة وحرية الإنسان المرهون بلقمة العيش؟
 
وفي العديد من المجتمعات المتوهمة بالديمقراطية تحولت الحياة إلى مأزق أمني وإحتياجاتي  , وأصبحت أراضيها مسارح للفوضى بأنواعها ودرجاتها , وميادين لتدخلات القوى المتحركة المتحفزة في الأرض.
 
والعلة في فقدان الوعي الديمقراطي لدى القائمين على الحكم فيها , وبسبب جهلهم لمرتكزات الديمقراطية , تحوّلت مفاهيمها إلى منطلقات طوباوية ومفردات تسويغية للفساد والخراب والدمار , وترويع العباد وتجويعهم وقهرهم بالويلات والرعب المقيم.
 
فما أن إنطلقت أبواق الديمقراطية , حتى توهم الجميع بأنها صناديق إنتخابات وأصابع ملونة , وحرية مطلقة للتعبير عن الأحقاد والنوازع الشريرة , الكامنة في الأعماق المدجنة بآلة التضليل والخداع والإعماء الوخيم.
 
ووفقا لهذه الرؤى الرغباوية المنحرفة المغفلة , تم إهمال القيمة الإقتصادية وأهمية العمل والإنتاج والبناء , والتفاعل الإيجابي مع جميع المفردات وتحويلها إلى طاقات ذات مردود ربحي وإستثماري , يساهم في تطوير العمل وتنمية فرصه وقدراته وخبراته.
 
فالدول المدعية بالديمقراطية تمارس جهلها بإهمال الزراعة والصناعة , وتعتمد على غيرها في إطعام نفسها وتلبية حاجاتها , وخصوصا النفطية منها , التي عطلت الإنسان وقهرته وحسبت القوة في النفط وما يأتيها به من ثروات.
 
ولهذا فأن هذه الدول قد دخلت في متاهات , وإنزلقت في مطبّات وحفر لا مخرج منها , إلا بإستنزافها وإقعادها كسيحة مرتهنة بإرادة الآخرين من حولها , أي أن الديمقراطية تم تسخيرها لإستعباد الشعوب , ومصادرة سيادتهم وحقوقهم وتشريدهم , حتى أصبحوا سبايا وبضائع تتاجر بنفسها , بإرادتها المقهورة المستلبة الساعية لبعض أمل وحياة.
 
فالديمقراطية لا يمكن القول بها والحديث عنها بغير لغة الإقتصاد والعمل والإنتاج , لأنهاة تتناسب طرديا مع الإقتصاد , فلا ديمقراطية في مجتمع مقعد إقتصاديا , ومعطل إنتاجيا , ولا يستطيع إطعام نفسه والإسهام بسد بعض إحتياجاته.
 
ومن هنا فأن جوهر المشاكل والتداعيات يكمن في إضظراب بوصلة الديمقراطية وإنحرافها , ولكي تتحقق الحياة المتفقة مع حقوق الإنسان , لا بد من الوعي الإقتصادي والتفاعل البنّاء ما بين أبناء المجتمع , والإجتهاد في العمل وتنمية الإقتصاد , وإشغال الناس بالبناء , والنأي عن نشاطات الخراب والإعطاب والتعطيل والتهميش , وليسعى كل إنسان لإبتكار فرصة عمل في مجتمع يسعى للنهوض والتقدم المتواصل والنماء.
فالديمقراطية أن تلد وتتوالد لا أن تنعقم إقتصاديا , وتنتحر سلوكيا!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/06



كتابة تعليق لموضوع : لقمة العيش الديمقراطية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net