صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

بابيلون ح28
حيدر الحد راوي

 جرد القائد خنكيل سيفه , رفعه في الهواء , انزله بقوة مشيرا به نحو المقيدين , وصلت الاشارة لضابط قاذفات اللهب , فأمر بإطلاق الحجارة على مكان قريب منهم , اثناء ذلك انطلق الضابط كيعين وسراياه نحو معسكر الثوار بشكل سريع , بعد ان القوا رايات الامبراطورية ارضا , لكنه استدار عندما توسط الميدان نحو المقيدين , واشتبك في قتال مرير مع جيوش الوحوش , المحاصرة بين احجار قاذفات اللهب وبين سرايا كيعين , هبّت وحوش الخناكل والوحوش الملتحقة بهم بقيادة القائد خنكيل لتوفير الدعم الى يمينه , بينما انطلق ينامي الحكيم ومن معه من الثوار الى يساره , بعد قتال عنيف تمكن الضابط كيعين من تحرير اولئك المقيدين . 

لاحظ القائد زكميكار خطة القائد خنكيل لانقاد المقيدين من الموت المحتوم , فصدرت منه كلمات بصوت منخفض : 
- لم يخب ظني بك ابدا ... ايها القائد خنكيل ! .   
 سمعه مساعده الذي كان قريبا منه , فقال :
- نعم سيدي الامر كذلك ! . 
تبادلا النظرات بينهما , ثم امرا قواتهما بالتحرك نحو ارض الميدان , التي استجابت للأوامر , وتقدمت ببطء , فقد كانت قوة كبيرة , تضم سرايا من الوحوش العملاقة بطيئة الحركة , لم تشتبك قوات القائد زكميكار بالقتال , بل انعطفت يسارا مبتعدة قليلا عن ارض المعركة , فلاحظ الوزير خنياس ذلك , وجه نداءه له بالعودة الى مكانه , لكنه رفض الانصياع الى اوامره , عندها امر الوزير خنياس  الوحوش الطيارة بدك مقره , حلقت الوحوش الطيارة فوق قواته , ناصحا اياه قائدها بالعودة , فرد عليه ببعض الحجارة الملتهبة اطلقت من قاذفات اللهب التابعة له , اصاب بعضا منها , بينما لاذ الباقي بالفرار , فتقدمت نحوه فرقتين من الحرس الامبراطوري , ناصحين الجنود بالاستسلام والعودة لصف جيوش الامبراطورية : 
- ايها الجنود ... قائدكم زكميكار خان الإمبراطورية ... ننصحكم بتركه واللحوق بجيوشنا هناك ! .     
تقدم احد النبالين , وتر قوسه , ثم اطلق عليه , قائلا : 
- هذا ردنا عليك ايها الامبراطوري اللعين ! . 
فصاح بهم : 
- خونة ... خونة ! . 
ثم امر قواته بالهجوم , اشتبكوا في جبهة جديدة , قتال دامي اخر , التفوق العددي كان المرجح لقوات القائد زكميكار , , تراجعت امامه فرق الحرس الامبراطوري , لاحظ الضابط سيزون الذي كان يقاتل على مقربة منهم , فقرر ان يخبر القائد خنكيل , الذي حالما سمع بالأمر , ترك مكانه امرا الضابط زناكاف ان يحل محله وانطلق نحوهم , اطلّ عليهم برفقة بعض الضباط , ناظرا الى اليمين واليسار , ثم التفت للضابط سيزون قائلا مشيرا الى بعض فلول الوحوش : 
- لو استطعتم دحر تلك الفلول لتمكنت قوات القائد زكميكار من الاندماج مع الثوار ! . 
- سوف اعمل على ذلك سيدي ! . 
- سوف اطلب من ينامي الحكيم ان يرسل لك بعض السرايا لدعمك ! . 
- حسنا سيدي ! .   
شاهد جنود جيوش الوحوش هزيمة الحرس الامبراطوري امام قوات القائد زكميكار وعاينوا الوحوش الطيارة وقاذفات اللهب تصب عليهم وابلا من الحجارة الملتهبة , انتهزوا الفرصة ليعلنوا تمردهم , فتقاتلوا فيما بينهم , عمّت الفوضى في جيش الوحوش , حتى لم يك ليعلم الصديق صديقه , كان الوزير خنياس محلقا على وحشه الطائر يرمق الارض من على ظهره , كان يركز على مناطق تواجد الثوار وطريق امداداتهم , حين قاطعه سائق الوحش الطائر قائلا : 
- سيدي الوزير ... انظر هناك ! .  
مشيرا بيده الى جيوش الوحوش , نظر اليها , فشاهدهم يتقاتلون فيما بينهم , كاد يجن من ذلك , امر سائق وحشه الطائر ان يعود به الى مقر القيادة , من هناك امر بسحب القوات التي لازالت موالية , ثم امر بدك من تبقى في الميدان , بمزيد من قاذفات اللهب والوحوش الطائرة . 
دبّ الهرج بين الجميع , فقرر البعض منهم الانسحاب الى حيث يتمركز الثوار , بينما قرر الموالين للوحوش الانسحاب الى حيث تتمركز معسكراتهم , حتى غربت الشمس , لينتهي القتال . 
تجمهر القادة والضباط المنشقين عن الوحوش حول القائد خنكيل , معلنين ولائهم له , مخاطبين اياه بالإمبراطور , من جانبه اعلن لهم : 
- لست امبراطورا في الوقت الحالي ... على الاقل لم اتوج بعد ... لكني لازلت قائدا ! .   
كان الثوار ينظرون لهذا الموقف , تسلل الريب الى قلوب البعض منهم فقال احدهم للأخر : 
- هل ان القائد خنكيل فعلا طيب ... وانه مؤيدا لنا ... ام انه يريد ان يستعملنا سلما للوصول الى الامبراطورية ... ثم يقضي علينا بعد ذلك ؟ ! . 
- لا أعلم ... بدأ الشك يساورني انا ايضا .
- طالما وان ينامي الحكيم يثق به فلا بأس ! . 
- ينامي الحكيم رجل طيب ويمكن خداعه بسهولة ! .
- لا تنسوا ان القائد خنكيل كان بمثابة التلميذ لدى ينامي الحكيم الذي كان بمثابة الاستاذ له ! . 
- المهم ... هل يمكننا ان نعتبرهم اصدقاء ... بإمكاننا الاعتماد عليهم ام انهم سيغدرون بنا متى ما سنحت لهم الفرصة ! .    
****************************
كان الامبراطور يراقب الاوضاع , انزعج كثيرا من كثرة الخيانات التي تفشت في جيوشه , التفت نحو الشاشة وصرخ قائلا : 
- زنكادوخ ! .  
 ظهرت في الشاشة صورة وحش مكفهر الخلقة , ضخم الجثة , مجيبا بانحناء : 
- نعم سيدي الامبراطور المعظم ! . 
- خذ وحوش الزناكل وامض الى هناك ... الى ايروس ... يجب ان تدعم الوزير خنياس ! . 
- امركم سيدي الامبراطور ! . 
تأخر الوقت كثيرا , لكنهم لا زالوا مستغرقين في اجتماعهم المغلق , ينامي الحكيم وقادة الثوار , والقائد خنكيل وضباط جيوشه بالإضافة الى من التحق به من قادة الوحوش , يناقشون ويتدارسون الخطط ليوم غد , بينما هم كذلك اقبل احد جنود الوحوش ليبلغ القائد خنكيل بإمر هام , توسط المكان وبدا كأنه سقط على الارض صارخا : 
- سيدي القائد خنكيل ! . 
فزع الحاضرون من هذا المنظر , نظر اليه القائد خنكيل بسكينة قائلا : 
- قل .. ماذا وراءك ؟ . 
- سيدي ... ابلغتنا عيوننا في معسكر الوحوش ... ان وحوش الزناكل بقيادة القائد الامبراطوري زنكادوخ وصلوا بأعداد كثيرة ...   
نهض القائد خنكيل ونهض معه جميع الوحوش , الا ان ينامي الحكيم وقادة الثوار لم يفهموا ما يعني ذلك , قال القائد خنكيل : 
- هذا يعني ان الامبراطور زنجدار في حالة من الذعر ! . 
تساءل الثوار ما تعني وحوش الزنكل , قال احدهم : 
- لقد جابهنا الكثير من صنوف الوحوش وتغلبنا عليهم ... لأننا اصحاب القضية ! .  
التفت نحوه ضباط الوحوش قائلين : 
- انك لا تعرف الزناكل ! . 
- وماذا يعنون ؟ . 
رمقه القائد خنكيل بنظرة رأفة , ثم طلب حضور الوحش زنكيمار , لم يمر وقت طويل حتى حضر , فالتفت القائد خنكيل اليه قائلا مشيرا الى الوحش زنكيمار : 
- هذا واحدا منهم ! . 
اعلن الجميع انهم قد رأوه يقاتل بشراسة منقطعة النظير , فقال القائد خنكيل : 
- اذا ما هو رأيكم بجيش جبار من مثل هذا الوحش ... ضخام الجثث ... ذوي اسلحة فتاكة ... وذوي بأس شديد ؟ ! . 
- سنجرب حظنا معهم ! . 
- ليس الامر بهذه البساطة ! .    
****  يتبع

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/20



كتابة تعليق لموضوع : بابيلون ح28
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net