صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

مجتمعات أكون!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مجتمعات تختزن طاقات تكوينية مطلقة لا تعرف النضوب والشُحة , وديدنها التكوّن المتواصل أو التكوين المستمر.

وهي مجتمعات تتكوّن , بمعنى أنها تعيد تصنيع ذاتها وموضوعها ولا تستقر على حالة وتستنقع فيها , وإنما تترجم آليات المياه الجارية في عباب الأنهار الدفاقة المتوثبة , الواثقة بغداقة ما سيأتيها وبإمتلاء أوعية أعاليها.
والتكوين تعني التخليق والإبتكار والإختراع وترتيب عناصر الموجودات , وفقا لتفاعلات تنجم عن منتوجات أخرى غير مسبوقة , والتكوين ديدن الحياة وجوهر إرادة التطور والتغيّر والرقاء والبقاء.
والتكوّن تجسيد لمفاهيم الجريان وقوانين الدوران وإرادة الديمومة والتسرمد المِعطاء.
واللغة العربية غنية بمفردات الصيرورات الدائبة , والتحولات المتواصلة المتوثبة للتعبير عمّا فيها من المكنونات الطاقوية.
فلكل طاقة قانون يستوعبها , وحالما تتفاعل معه تؤثر في محيطها وتساهم في إستحضار ما يعزز تناميها وتطورها , لتحقيق ولادات متعاقبة وتطلعات واعدة ذات إتساع مطلق.
والكلمات الدالة على الحاضر والمستقبل , أي بصيغة المضارع , لها قيمتها النفسية والسلوكية وقدرتها على ضخ الأعماق بمعززات التفاعل الإيجابي مع الحياة , فكلمات مثل ( أكون , يكون , تكون ,  نكون , أتكوّن , تتكوّن , نتكوّن , تكوين ) , لها تأثيرها التحفيزي الدافع للفعل الجاد والإجتهاد الأصيل , لأنها تستجمع طاقات الذات الفردية والجمعية وتصبها في مسارات الهدف وأوعيته , وبهذا تكون نتائجها ذات قيمة فعّالة في صناعة واقع الحياة المتكوّنة.
فالسائد في مجتمعات أكون إحتشاد المفردات بصيغة الفعل المضارع في عباراتها , فهي الأكثر ميلا لحاضرها ومستقبلها من المجتمعات الأخرى , التي تسود في مفرداتها وعباراتها صيغة الفعل الماضي , وتتسيد على رؤاها وأفكارها مفردة "كان" أو "كانوا".
ذلك أن التفاعل بصيغة الفعل الماضي تنجز إنقطاعا عن الواقع المعاصر والآتي لتلك المجتمعات , وتزيدها إسفافا بالضياع والخسران المبيد.
ولهذا فأن مجتمعات أكون تتمتع بسعادة ورخاء , ومجتمعات كان تتجرع البؤس والشقاء.
فهل لدينا القدرة على رفع رايات أكون والتحرر من قبضة كان؟!! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/20



كتابة تعليق لموضوع : مجتمعات أكون!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net