صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

صراع الهويات او تعايشها
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الموصل عراقية ، وأناسها عراقيون ، بكل أديانهم واطيافهم ومعتقداتهم وقومياتهم ، ابن الموصل هو عراقي قبل ان يكون كردي ، وابن الرمادي هو عراقي قبل ان يكون سني ، وكذلك ابن الجنوب الشيعي فهو عراقي ، صبغة ومعتقد سكان المحافظة لا يغير من عراقيتها . 

لا ينكر احد ان هنالك خصوصيات لكل محافظة ، وعادات وتقاليد وأعراف تميزها عن غيرها ، لكن تبقى حدود الدولة والوطن هي الصبغة الرسمية ، وهي الهوية الوطنية الشاملة التي لا تتعارض مع الهويات الفرعية التي يحملها الأفراد ، الجزء المغتصب يحرره العراقيون ، والدماء الجارية هي عراقية قبل اي عنوان اخر ، فليس هنالك دماء زرقاء واُخرى حمراء ، والحدود بين ابناء الوطن لا ترسم بالدماء ، والتمييز بين ابناء الوطن فتنة ، ومكاسب الطائفية ليست ادسم من الوحدة الوطنية ، ومن اعتاد الشقاق والنفاق عليه ان يكف عن ذلك لان وحدة الوطن أولى ، ان دعاوى اشراك الأتراك في تحرير الموصل ومنع الحشد من ذلك خطوة بأتجاه التقسيم ، وتغليب مصلحة الحليف الخارجي على مصلحة الوطن . 

الحشد لا يعرب او يشيع المناطق المحررة ( ان كان هذا هاجساً ) ، كما يفعلها الاخرون ، فتكريد كركوك لازال شاخصاً أمامنا ، والمؤمن لا يسمح بتكريد محافظتين ! ، معركة الموصل ستكون فيصلاً بين ما قبلها وما بعدها من احداث ، فأن شارك الحشد والقوات العراقية فوحدة العراق مصانة ، كونهم قوات أمنية عراقية خالصة ، ولكن ان شارك الأتراك ومٰنع الحشد فالتقسيم قادم لا محالة ، كون مشاركة الأتراك لتحرير مدينة عراقية بوجود قوات عراقية يضع العديد من علامات الاستفهام ، وكذلك اشراك البيشمركة ومنع الحشد يثير الكثير من التساؤلات كونهما قوتان عراقيتان ، فكيف يسمح لواحدة بالمشاركة وتمنع الاخرى ؟ ، والذهاب بهذه الرؤية سيؤسس لرؤية ان ابن الجنوب غير مرحب به في الشمال ، كما نادى بذلك ساسة الغربية المفلسين من قبل ، واذا ما زرع مثل هذا الشعور في نفوس الناس فلا يهم ان تكون هنالك حدود على الارض ، فالحدود سترسم بالقلوب والعقول ، ولن تزيلها مئات المبادرات ، والمصالحات الغير وطنية .

عدم مقبولية الحشد من ساسة السنة والاكراد على حد سواء ، لن يخفي عراقية هذه القوة وأصالتها ، والانتصارات التي حققتها ، ولن ينسى العراقيّون الدماء الزاكية التي اريقت للدفاع عنهم وحفظ وحدتهم ، فالحشد قوة احتوت على جميع الانتماءات ولكن جمعها حب الوطن والتضحية في سبيله ، فمن منعها فقد منع العراق من استعادة احد أطرافه واستبدله بطرف صناعي لن يخفي أعاقته ! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/18



كتابة تعليق لموضوع : صراع الهويات او تعايشها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net