صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

باختصار : (الحشد الشعبي) لماذا يخشى العالم من قوة الجماهير.
مصطفى الهادي
 قد تتحمل الجماهير وقد تصبر ولكنها في النهاية سوف تنفجر وخصوصا إذا توفرت لها القيادة المخلصة الصادقة في نواياها ، فتثور الجماهير وتسحق كل من يقف في طريقها وفي التاريخ شواهد على ذلك كثيرة. 
وكثيرا ما قامت الثورات بصورة عفوية حيث تنطلق شرارتها لسبب بسيط ولكن شروطها متوفرة كامنة تتنتظر الشرارة التي تشعلها.
عالميا فإن الثورات التي اشعلتها الشعوب كثيرة ابتداء من الثورة الانكليزية مرورا بالثورة الفرنسية و الامريكية والروسية و الصينية ثورة الهند الكبرى . وأما في العالم العربي والاسلامي فإن هناك ثورات كثيرة قادتها الجماهير على حكامها الظلمة او القوانين الجائرة أو نتيجة تعرضها للظلم والاضطهاد ومن هذه الثوراة ما قام ضد الاستعمار او ضد عملاء الاستعمار او لتصحيح الاوضاع المزرية التي تقودها سياسات فاسدة والامثلة على ذلك كثيرة أيضا ، مثل : الثورة العرابية في مصر ، والثورة المهدية في السودان سنة 1881 ، والثورة العربية في الحجاز سنة 1916 وثورة فلسطين الكبرى سنة 1936 وثورة يوليو 1952 ثم الثورة الجزائرية ثم الثورة اليمنية ثم الثورة الإسلامية في إيران. 
 
الاستعمار والحكومات الفاسدة الفاشلة والجبابرة والطواغيت يخشون هذه الثورات كثيرا ويرتجفون هلعا من مجرد ذكرها ولذلك نراهم يُكدسون الاسلحة ويبذلون الاموال من اجل تكوين جيوش لا لحماية هذا الشعوب بل لقمعها في حال نهضتها وثورتها ، وكثيرا ما قاد رجال الدين هذه الثوراة ونجحوا في التغيير والجماهير اطوع لرجال الدين من رجال السياسية لما يعرفونه من خدع السياسية في تحويل مسارات الثورات إلى صالحها بعيدا عن الجماهير التي ساهمت بشكل فعّال في التغيير. 
 
وكثيرا ما تساهم قوى خارجية في احباط هذه الثورات والسبب ان توجهات الجماهير لا تتناسب ومقاسات هذه الدول، فتعمد إلى دعم اعلامي وعسكري وسياسي غير محدود لعملائها بغية اجهاض الثورة او تحويل مسارها ثم القيام باغتيال رموزها وتصفية قياداتها.
 
السلاح يتعطل امام ارادة الجماهير وكثيرا ما تستحوذ الجماهير على اكداس اسلحة الظلمة والطواغيت كما حصل في ثورات الربيع العربي الأخيرة حيث ان الطواغيت في مصر وتونس واليمن لم يستطيعوا استخدام هذه الاسلحة التي سرعان ما سقطت بأيدي الجماهير ولكن تم تحويل مسار هذه الثورات فيما بعد إلى غير وجهتها وتم اجهاضها وتغيير مسارها.
 
نقدم في هذا البحث نموذجا معاصرا لدور الجماهير وحشودها الشعبية المقاومة في تعطيل اقذر الاسلحة واخطرها ، فكما نعلم إن إسرائيل هي غدة سرطانية تم زراعتها في الوطن العربي والعالم الاسلامي لأهداف استعمارية واضحة ، وبمساعدة من فرنسا و أمريكا. تم انشاء مفاعل ديمونا الذي أوهمت إسرائيل العالم بأنه مصنع للنسيج.. وحين بدأ المفاعل بالعمل. ضربت إسرائيل بكل المواثيق والاتفاقات الدولية عرض الحائط. ورفضت الاعتراف بها أو التوقيع عليها. لم تمض فترة حتى تسربت اخبار مفادها ان إسرائيل تمتلك اسلحة نووية يكفي لتدمير كل العواصم العربية والاسلامية وهذا ما اقلق العالم العربي والاسلامي كثيرا ثم سعت إسرائيل إلى ضرب كل من تسول له نفسه إلى امتلاك الاسلحة النووية وقامت فعلا بتطبيق ذلك وبغطاء دولي فضربت مفاعلات مصر والعراق وسوريا وليبيا .وهي تحاول الان جاهدة إلى تعطيل برنامج إيران النووي. 
 
بعد غموض دام سنوات حول برنامج إسرائيل النووي أدلى العالم الإسرائيلي النووي (مردخاي فعنونو) باعترافات خطيرة إلى صحيفة الصنداي تايمز البريطانية سنة 1986 وهذه الاعترافات مدعومة بالصور والوثائق بأن إسرائيل اصبحت تمتلك (200) قنبلة نووية من ثلاث أنواع قنابل نيوترون وقنابل ذرية. وقنابل هيدروجينية. وهذه الأخيرة أكبر مئات المرات من القنابل الذرية. 
 
فماذا يفعل العالم الاسلامي والعربي ازاء هذه الاخبار الخطيرة وماذا يمتلك لصد هذه الأسلحة التي تُهدد بفناءه وزواله. 
وهكذا بقى العرب والمسلمون يتخبطون في حيرتهم إلى أن ظهر في سنة (1967) واثناء العدوان الثلاثي تقرير كتبه المحلل العسكري الإسرائيلي الكبير (زئيف شيف) يقول فيه : من أن هذه القنابل لا نفع منها لأن العرب تنبهوا إلى طريقة لتعطيل عمل هذه القنابل وجعلها من دون فائدة يقول تقرير زئيف شيف : (أن وجهة النظر العربية في المشروع النووي الإسرائيلي هي اشعال حرب تحرير شعبية داخل فلسطين وتشكيل حشد شعبي جماهيري مقاتل باسحلة بدائية يُربك العدو الاسرائيلي وهو كفيل بتعطيل مفعول السلاح النووي الإسرائيلي لأن إسرائيل غير قادرة على استخدامه على اراضيها ضد الجماهير لانها بذلك سوف تهلك نفسها معهم). 
 
وكذلك قال الكاتب والصحفي (يوسّي سلمان) في صحيفة معاريف في 30 مارس الماضي بأن : (ثورة الحجارة والسكاكين سوف تقضي على إسرائيل من دون حرب). وهذا ما أشار إليه الإمام الخميني في أحد خطبه بحضور ياسر عرفات عندما طالب بتزويد الشعب الفلسطيني بالسكاكين ثم قال : (لو أن كل مسلم حمل سطلا من الماء ورمى به إسرائيل لجرفتها السيول إلى البحر). 
 
إذن فقد تبين لنا أن قوة الجماهير لا يُستهان بها ويحسب لها الطواغيت ألف حساب ، وهي وحدها قادرة على التغيير خصوصا إذا حملت السلاح وخلفها قيادة واعية صادقة مخلصة. واليوم نحن في العراق امتلكنا هذه القوة الجماهيرية ( الحشد الشعبي) وامتلكنا كذلك قيادة حكيمة تقف خلف هذا الحشد وهي التي دعت إليه ولبت الجماهير النداء، فهل سنعرف قيمة هذه القوة القادرة على تعطيل حتى الاسلحة النووية واسقاط اعتى الانظمة والقادرة وحدها على التغيير ؟ أم اننا سوف نُكرر مأساة كربلاء مرة أخرى. ثم نجلس نبكي ونندب حظنا العاثر.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/16



كتابة تعليق لموضوع : باختصار : (الحشد الشعبي) لماذا يخشى العالم من قوة الجماهير.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net