صفحة الكاتب : واثق الجابري

بين مغشوش ومنحوش ساعدنا إنتشار الفساد
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ثمة عوامل مجتمعة؛ أدت الى جعل صورة العراق تلتف بخرقة سواد الفساد، وكثير من الشعب يعتبر كل مسؤول سارقاً، حتى المواطن شك في نفسه وهل يُراوده الفساد ويصرعه إذا تسلم الكرسي؟!
مَنْ أوصل كثير من المجتمع؛ الى قناعة القبول بوصمة عار في تاريخه، ومَن المستفيد من تعميم الفساد، وهل ينكرمواطن؛ علاقته المباشرة أو غيرها بالساسة من صلة قرابة أو ولاء حزبي؟!
يشبه لي وصف العراق كشخص عاقل إعترض على مفاهيم خاطئة، فأتهم بالجنون وتلاحقة أصوات تقول: مجنون مجنون؟! وهذا يرميه بالنفايات وأخر يضربه على قفاه ويمزق ملابسه، وجَمْع يصفقون، وآخرون يتفرجون، وعلى جانب وقف المعترضون ساكتين، ومن يُعارض جمعهم يتهم بالجنون؟!
لنسأل أنفسنا ونجلد ذاتنا وننتقد أفعالنا ونقيّم أداءنا؛ لماذا في كل مكان يتحدثون عن الفساد، ولماذا تلك البرامج التي تتحدث عن الفساد وتُدلي بأرقام صحيحة ومغلوطة؛ أكثر مشاهدة، وكلما نزل الإعلامي الى قاع الحديث السوقي صار أكثر وطنية وحرصاً، وهو يبكي وينوح كالنساء المفجوعات، ويلطم على رأسهم وكأنه وكيل دفاع لا يملك إلاّ الزهيق والنهيق؟!
لا يخلو مواطن متحدث من علاقة سياسية، ويعرف أن الساسة إستخدموا مناهج مختلفة لنتائج موحدة؛ تؤدي الى إنتخابهم لا غيرهم، وبعضنا يرتبط بالساسة بصلة قربى أو عشيرة أو حزب وفكر، أو أمنية معلقة؛ وصدق كثيرون خطاب هذا وإتهام ذاك، ولم يركن أغلب الشعب الى خطاب يجمعهم، وأفترقوا كي يدخول العدو بين طيات التفكير، وجرهم الساسة الى منزلق لا يعرف الوسطية، ويتقاذف بعض رعاع السياسة جملة ألفاظ سوقية، وعندما يثبت جرم أحدهم يقول كلنا، وهناك جهور يُصدق، وعتبره أفضل من سكوت مُدرك لخطورة المرحلة؟! 
قمة الإستهتار بالمواطنة؛ حينما يكون المسؤول رئيس عصابة، ويتباهى الفاسد بفساده، ولا يسحتي القاتل من إدعاء الوطنية، وبلا وجل يُعلن الرقيب أنه مرتشِ، ومنتهى الخيانة العفو عن المجرم بذريعة المصلحة، وأسخف المتاجرة؛ هي بيع الدماء لمصلحة آنية، وتشويه الخطاب لخلق ضبابية يختفي فيها السراق، ويقول كلنا فشلنا من كان على رأس الهرم، ويأتي دور الإعلام نافخاً في صورة المهرجين وقرقوزات السياسية، وصولات وجولات في التنظير لإسقاط هيبة الدولة ومقدرات الشعب
إن بعض الساسة سعوا بكل ما نهبوا من الخزينة؛ الى إشاعة الفساد، والظهور بوجه المدافع المتباكي على الشعب، وإتهام الطبقة السياسية جمعاء، وتحميل الشعب وز النتائج، والإعلام أهم وسيلة مساعدة، بين مغشوش ومنحوش؛ على تخريب صورة تقاليد المجتمع، وأداة رئيسة للإعلان للمواطن أن جمع الشعب فاسدون؟!
زيّن الإعلام المزيق صور الجلاد، وأكمل منهج التعميم، ووضع المجتمع برمته في سلة الفساد؟! 
يسعى الفاسدون لجعل الواقع سوادوياً، وتحمل الإعلام جزءاً مناصفاً، والمجتمع خاضعاً أو مُصدقاً أو مناصراً، فهل وقفنا يومياً وحاسبنا بصراحة من يسرق في القطاع العام والخاص، وهل لا نعرف أن الفاسدين موظفين أو أصحاب رؤوس أموال حرامي يعيشون بيننا ونجاملهم ونمدحهم، وعندما يذهبون نذمهم؛ إذا حديثنا عن الفساد هو من أشاع الفساد، وتشجيعنا للفاسد في الدواوين وإعلاء مرتبته في المجتمع؛ هو من جعله يتمادى، وحصرنا النزيه في زاوية الغبن والإتهام بالفشل والتخلف؛ إذن لنعترف أننا ساعدنا على إنتشار الفساد، ومنا من صدق كلام الفاسد بإتهام النزيه، وصار كالطبول يقرعها الفاسدون متى أرادوا، ومَنْ أيد أتهام التجربة السياسية؛ لحنينه الى الماضي وإسقاط تجربة الحاضر، وتبيض الماضي بسوداوية الحاضر، أو وجهه أسوّد من الفساد؛ وأراد الإختفاء في ضباب الفوضى؟!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/08



كتابة تعليق لموضوع : بين مغشوش ومنحوش ساعدنا إنتشار الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net