صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

فكّروا بطريقة إقتصادية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المشكلة العربية إقتصادية بحتة , فالساسة العرب يفتقرون لمهارات التفكير الإقتصادي , وينطلقون في رؤاهم وتصوراتهم وقراراتهم من تنظيرات إعتقادية طوباوية سرابية , لا تمت بصلة لواقع الحياة وعناصرها الأساسية المتفاعلة في مراجلها الصاخبة.

 

وتطغى على سلوكهم الحمقاوية واللا أبالية وعدم الشعور بالمسؤولية , والعجز الإستشرافي والوعي المستقبلي والضعف التقديري , والشحن العاطفي الإنفعالي المعتق في أوعية الفئوية والسفهوية والخسرانية المؤدية لنتائج مفجعة.

 

وتتجاهل الكراسي البعد الإقتصادي لأي قرار , بينما الدول المتقدمة حساباتها إقتصادية بالدرجة الأولى , فلكل خطوة هناك دراسات وتحليلات لمواطن الربح والخسارة , ولا يمكن لخطوة أن تتحقق إلا بمردودات إقتصادية منظورة , بعيدة المدى وقصيرته , حتى الحروب ما هي إلا نشاطات إقتصادية وتفاعلات إستثمارية للترويج لبضائع معروضة أو مستورة , ولتحقيق مشاريع ذات قيمة إقتصادية ما.

 

فالتفكير الإقتصادي حاضر في النشاطات السياسية وعلى جميع المستويات , فلا قيمة لأية عقيدة أو فكرة أو تصور إن لم تقترن بربح , وتفتح أبوابا إقتصادية ذات قيمة إستثمارية وفرصوية لتوظيف الآلاف من الناس.

 

بينما العرب يغطون في نوم عميق ,  ويتجاهلون الإقتصاد ودوره الكبير في بناء المجتمعات وتطورها وتقدمها , ويبدو أن النفط قد عطّل هذه القدرة وإقتلعها من عقولهم , ولذلك تجدهم يتفاعلون بأساليب عقيمة ذات نتائج خسرانية فادحة , وما فكروا بالعلاقات الإقتصادية المربحة فيما بينهم.

 

وفي عصر إنخماد أنفاس النفط وإسقاطه من علياء قيمته , وبالضربة القاضية في ميادين التنافسات الإقتصادية الحامية , والجري السريع لإكتشاف وإبتكار ما لا يُحصى من مصادر الطاقة البديلة , يتوجب على العرب التفكير التوقدي التحفزي الإبتكاري الإستباقي المنطلق من مرتكزات إقتصادية , بعيدا عمّا يعيق إنسيابية التواصل الإستثماري فيما بينهم , لكي يستقر حاضرهم ويتنامى مستقبلهم.

 

أما أن تبقى الدول العربية تدور بذات الناعور التجاهلي للدور الإقتصادي في تعاملاتها وعلاقاتها مع بعضها , فأنها ستتعرض لتداعيات باهضة التكاليف.

 فلن ينفع العرب غير العرب , وعليهم أن يتحرروا من قبضة ما فيهم من التصورات والمختزنات المتصملة المتحجرة , والخروج إلى فضاءات العصر بروح إقتصادية مطلقة , ذات أبعاد تنموية وتحفيزية تساهم في إنبثاق ملايين فرص العمل للشباب المتطلع لمستقبل أفضل.

 

فما عادت هناك سياسات حمقاوية , فالعالم عبارة عن كينونة إقتصادية تتحكم فيها عوامل العرض والطلب , والتسويق والتنافس الحر على جني الأرباح , فاستفيقوا ياعرب , وثوبوا إلى رشد هذا العصر , فالديمقراطية نظام إقتصادي لو أدركتم جوهر ما فيها.

 

فهل يستطيع العرب أن يؤسسوا لعلاقات إقتصادية ذات ربحية متنامية , وقدرات إتساعية لبناء الذات وجني ثمار طاقاتها وتوظيفها للحياة الحرة الكريمة؟!!

 

فاحرقوا أوراق سياساتكم الحمقاوية , وتعلّموا سلوك الإقتصاد التفاعلي الذي يؤمّن المصالح ويستفيد من الموارد , فالسياسة إقتصاد , وليست تصريحات وخطابات ومعتقدات , وتصورات بهتانية عجفاء المعطيات هشيمية الإنجازات!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/26



كتابة تعليق لموضوع : فكّروا بطريقة إقتصادية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net