صفحة الكاتب : احمد علي الشمر

مسلسل نكبات ربيع العارالعربي..إلى أين..؟!!
احمد علي الشمر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  تتايع مسلسل المصائب والكوارث والنكبات التى تحل حاليا بأمتنا العربية، هوأمرمريع ومخيف ولا يحتمل، فلاشك بأن هذه النكبات المتتابعة والتى أصبحت عدواها كمكروبات خبيثة متنقلة تسري وتنتقل من منطقة إلى منطقة ومن بلد إلى آخر، أصبحت دون ريب تثيرالقلق والذعروالهلع فى النفوس قبل أن تصل أحداثياتها المروعة إلى الواقع المريرالذى نلمسه ونعايشه على أرض الواقع، فمنذ أن إندلعت شرارة سيئ الذكرلماتسمى بثورات العارالعربي والأمة العربية من المحيط للخليج وهي تعاني التوترات والأزمات والتهديدات والهجمات والإنفجارات الإرهابية جراء هذا العدوان السافر، الذى دخلت عليه الجماعات الإرهابية المتطرفة، بما جاءت به من دعاوي ومخططات مثيرة للنعرات والنزعات العرقية والطائفية، فيماتوالت هذه الإنتكاسات لتصل إلى دول أخرى إجتاحتها موجة هذه الشعارات الهوجاء وأصبحت تتعرض إلى هذه الحملات، حتى إنتشرت فيها الحروب والقلاقل والكوارث والصراعات الدامية والمستمرة والتى لاتهدئ، ففتكت بأهلها وشردت شعوبها ودمرت منجزاتها وقضت على تراثها وتاريخها وحضارتها وأكلت الأخضرواليابس على أرضها..!!
  ليتنا لم نعش مرحلة هذه الحقبة التاريخية المخزية، هذه الحقبة الضبابية السوداء فى سماء وتاريخنا العربي, وهي حقبة من أسوأ الحقبات والمراحل التاريخية التى مرت بها أمتنا فى تاريخها الحديث، لانريد أن نتذكرها ولا نريد أن تتذكرها أجيالنا، فقد طفحت بنا هذه المرحلة القاتمة من مستقبلنا الآمن المستقرالمتقائل بغد واعد طموح، كنا نتأمل فيه إنجازمعظم قضايانا التنموية والإقتصادية التى تحقق لنا ولأجيالنا الطالعة المستقبل المشرق الجميل، وتأخذ بآمالهم وتطلعاتهم الطموحة، نحوالحياة الحضارية الرغيدة بزهائها ورخائها، وتخلصهم من براثن الجهل والتخلف، وتزيل عنهم كوابيس العقد وكل الأمراض التى تنخربمجتمعاتنا فى قضايانا السياسية والإستعمارية والإجتماعية والفكرية، أقول لقد طفحت ودفعت بنا هذه الحقبة المريرة من تاريخنا إلى هوة سحيقة وعميقة لا أول لها ولا آخر، لترجعنا وتعيدنا إلى عهود وأزمان وقرون سحيقة أكل عليها الدهروشرب، قرون الجهل والتخلف والعصبيات والتوترات والصراعات والحروب القبلية والطائفية والعرقية المقيتة، فتارة بإسم اللافتات والشعارات الثورية والقومية والعروبية المزعومة، وتارة أخرى بإسم اللافتات والشعارات الإسلامية المفتراة على قيم تراثنا وتاريخنا الإسلامي المجيد..!!
 
  لقد ضاعت كل أحلامنا وأهدافنا وكل أمانينا النبيلة التى كوناها وعشناها طيلة الخمسون السنة الماضية هباء منثورا، بفعل هؤلاء الشياطين من الأوباش والحمقى الذين ظهروا علينا، يإسم تلك الشعارات واللافتات المزيفة المشبوهة والمشوهة لضميروقلب وآمال الأمة، والتى لم يكن بينها للأسف هدف واحد أستهدف عدوها أومن ينال منها، إحتلالا وقتلا وتذميرا وتشريدا، فكل وجميع هذه الإستهدافات قد طالت ووجهت وسددت طعنات خناجرها إلى قلوب وضمائرهذه الأمة، نحرا وقتلا وسفك دماء فى كل مكان إمتلئت بها شوارعنا ومياديننا، وبل حتى المقدسات من المساجد وأماكن العبادة التى لم تسلم من شرورها..!! 
 كنا صغارا وقد تعلمنا بأن قضيتنا ووجهتنا الأولى هي فلسطين، فعلمونا وأعطونا  بداية دروسا فى معنى الجهاد السلمي، وبأن ندفع بتبرعاتنا المتواضعة إلى صندوق الريع الفلسطيني، فأقبلنا عليه محبين وراضين بشغف ولهفة يحذونا الأمل بمستقبل قضيتنا متوسمين نبل هذا الهدف.
  واليوم وقد كبرنا وبلغنا من العمرعتيا صحونا على هذه النكبات والصدمات الأليمة، فوجدنا أن أحلامنا قد ضاعت وأن قضيتنا قد صودرت، فلم يعد لنا قضية  ولم يدربخلدنا يوما بأن تذوب وتتبخرأحلامنا نحوهدفنا الأسمي، لنتجه بقضيتنا إلى منحى آخردمركل ما ادخرناه لمستقبل أحلامنا وطموحاتنا وتطلعات أجيالنا، لتنقلب على أثرها حياتنا وأوضاعنا رأسا على عقب، لتعم الفوضى فى بلداننا ويغدوالأخ والشقيق عدولأخيه وشقيقه، وتصبح وجهة ومرمى أهدافنا هي إستهدافات الآمنين والأبرياء من أبناء مواطنينا وأوطان عروبتنا، الذين باتوا اليوم من المنكوبين بهذه المأساة المروعة التى جلبها لنا عهروخريف ربيع ذلك العارالعربي، بما حمله لنا من آفة وعقد وأمراض تلك الدعاوي والإفتراءات الخاوية، التى إنضمت لها تلك العصابات الإرهابية بعقدها ودعاويها الفاجرة، حتى أصبحنا جميعا ضحية لها ندفع أثمانها الباهضة جزافا وبما لاناقة لنا فيه ولاجمل..!!      
  أن مايجري ويحدث الآن فى بلدان ثورات هذا الخريف العربي المزعوم إفتراءا، من أحداث وكوارث مأساوية وصراعات دموية مدمرة وقاتلة، طالت البشروالشجروالحجر، بعد أن بدلتها وغيرتها هذه الثورات المزيفة أنظمتها بزعامات ثورية مزعومة أعادتها ويا للسخرية للوراء عشرات السنين، ولم تحقق لها غيرالصراعات والقلاقل المستمرة، حتى دمرت بنيتها التحتية ومنجزاتها الحضارية، وحتى أصبح ماتبقى من أهلها على  يعيشون على حافة الهاوية يحملون أرواحهم على كفوفهم، ويتجرعون مرارة الخوف والجوع والحرمان والتشريد والبؤس، ومن ثم ما أصابنا نحن منها فى بلداننا الآمنة من إنعاكاسات وأعمال إرهابية صارخة، مست بدمويتها القاتلة كثيرمن الضحايا الأبرياء من الشهداء، وهومايجعلنا اليوم نترحم على تلك الأيام الخوالى، لبعض من تلك الزعامات الزائلة التى كانت تعتلى سدة حكمها، رغم كل ماقيل ويقال عنها من ظلامات..!! 
  وبعد فإننا لاندري إلى أين تسيربنا نكبات هذا المسلسل الدامي، فى ظل تنامي هذه الأحداث والكوارث الدموية نحوهذا الإنفلات المتعاظم، الذى تعيشه أمتنا وأصبح يهدد سلامة أمننا الوطني واستقرارحياتنا العامة، خاصة فى ظل تسجيل هذا الغياب الملفت لمعظم الهيئات الدولية والعربية، وفى مقدمتها الجامعة العربية وهيئاتها، بجانب منظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الحقوقية فى العالم العربي والإسلامي، لمواجهة هذه التحديات المؤدلجة التى تزرع بذورالفتن وتنشرالصراعات وتؤجج المشاعروالنزعات الطائفية والعرقية، فى وقت ضاعت فيه بوصلة أهدافنا الأساسية وقضايانا الحقيقية..!!
  وقى الله وطننا الغالي ومواطنينا الأعزاء وجنبنا كل مكروه.
alsahafee@Gmail.com 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الشمر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/21



كتابة تعليق لموضوع : مسلسل نكبات ربيع العارالعربي..إلى أين..؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net