صفحة الكاتب : عامر ناصر

لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ 18 الفتح
عامر ناصر

لقد دأب البعض على تنزيه الصحابة كلهم جملة وتفصيلا ورفع مقامهم حتى جاوزا بها مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويقدمون الادلة على ذلك هذه الآيات الكريمة : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)التوبة) وألآية :( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)الفتح.وهم بذلك قد خالفوا مناهج القرآن والعقل والمنطق المتفقة على أن الناس ليسوا إلا مختلفين في كل شيء ومنها مستوى العقل والايمان والوفاء وغيرها .

ولكن هذا البعض كان واثقا بأنه إن صرح بهذا التفريق الذي يستخدمه القرآن للناس كالمؤمن والمنافق والذي في قلبه مرض والمستضعف ، إن صرحوا بذلك فيما يخص الصحابة ، فسيدور ألأمر على رموزهم ، فقطعوا الطريق عن ذلك ؟؟؟!!! .

يقول ابن حجر: أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) مؤمنا به ومات على الإسلام. فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت ومن روى عنه أو لم يرو ومن غزا معه أو لم يغز ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ومن لم يره لعارض كالعمى ..

ويقول ابن حجر: أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهم صحابة ..

وقال ابن حنبل والبخاري والواقدي وغيرهم نفس كلام ابن حجر فهذا التعريف للصحابي محل اتفاق القوم والمخالف له شاذ ومبتدع (7)..

ويقول ابن حجر: اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة ونقل قول بعضهم: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم. فمن ذلك قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وقوله (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه) وقوله (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة (8)..

ومن الواضح أن هذا التعريف لمفهوم الصحبة من شأنه أن يدخل كل من هب ودب من الناس في زمرة الصحابة وبالتالي ينال هذه المرتبة الشريفة ويرتفع مقامه في نظر الأمة ويحوز على ثقتها فلا تجد حرجا من التلقي منه. 

هذه ألآية مختصة بأهل بيعة الرضوان ، بيعة الشجرة ، وفيها قيود:-

1-رضا الله سبحانه عن المؤمنين ؟! وكان ممن حضر البيعة كبار المنافقين كعبد الله بن أُبي بن سلول وأوس بن خولى (مغازي الواقدي وخطط المقريزي.) وأصحاب ألافك وحادثة العقبة و( الاثنى عشر منافقا ) ( إن في اصحابي اثنى عشر منافقا )

2-الرضا كان مقيدا بزمن البيعة لمكان ( إذ ) التي تفيد الزمان .

3-ألآية مقيدة بالآية 10 من نفس السورة (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) قال المفسرون كابن كثير والزمخشري وغيرهما: إنّ رضوان الله وسكينته مشروطة بالوفاء بالعهد وعدم نكث العهد (الكشاف ، ابن كثير ) 

وهناك أُمور يجب التأكيد عليها :

* الأمر الأوّل:

إنّه تمّ في صدر السورة الكريمة تقسيم مَن كان مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مؤمن ومنافق ، قال تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) )

فهذه السورة شأنها شأن بقية السور القرآنية :

1- تقسّم وتميّز من كان مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى صالح وطالح، ولا تجعلهم فئة واحدة . 

2- إنّها تبيّن أنّ السكينة تنزل على المؤمنين دون المنافقين ممّن صحب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) .

3- يتبيّن أنّ الرضا والسكينة في الآية 18 منها خاصّة بالمؤمنين الّذين بايعوا تحت الشجرة لا غيرهم، أي ليس كلّ من بايع فهو مؤمن وقد رضي الله عنه..

إذاً فالرضا كفِعلٍ أُسند وتعلّق بالمؤمنين الّذين وُضِعوا في صدر السورة في قبال المنافقين، فهؤلاء الّذين تميّزوا عن أُولئك، رضي الله عنهم حال مبايعتهم للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).

• ألأمر الثاني :

إنّ قوله تعالى في سورة الفتح: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )(10) ترى فيه أنّ الحكم لم يخصّص بإسناد المبايعة إلى خصوص المؤمنين، بل إلى عموم الّذين بايعوا، أي الّذين كانوا معه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحينئذ اشترط عليهم الوفاء بالبيعة وعدم النكث، وفي الآية إشعار بوجود كِلا الفئتين، ومن ثمّ عُرف بين الصحابة اصطلاح \" بَدَّلَ \" و \" نَكَثَ \" في الطعن الذي يوجّهونه على بعض منهم.

ومنه يظهر أنّ الرضا ـ حتّى الذي أُسند إلى المؤمنين منهم خاصة ـ مشروط بالوفاء بما عاهدوا الله عليه، وأنّ الرضا هو لأجل تسليمهم ومبايعتهم لا مطلقاً، و ( إذ ) من قبيل التعليل ، كما أنها تعني الزمان ، حيث أن الرضا جاء عند المبايعة ، كرضاه سبحانه عن المصلين حال صلاتهم لامطلقاً .

* الأمر الثالث:

وهو متّفق مع سابقَيه، وهو أنّ قوله تعالى في آخر السورة: ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) )

يصف الّذين معه بالشدّة على الكفّار والرحمة فيما بينهم، والوعد بالمغفرة والاجر العظيم للمؤمنين منهم ، وألاية صريحة بذلك ، وقد انبأتنا سورة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسورة الأحزاب وسورة التوبة وغيرها من السور إلى وجود فئات من المنافقين والّذين في قلوبهم مرض مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا جاء الخوف تدور أعينهم كالمغشيّ عليه من الموت، فإذا ذهب الخوف سلقوا المؤمنين بألسنة حداد، وإذا جاءت الأحزاب يودّون لو أنّهم بادون في الأعراب، يقولون بيوتنا عورة، وإنْ تولّى أحدهم الأُمور العامّة أفسد في الأرض وقطّع الأرحام، وأغلظ وكان فظّاً مع المؤمنين والمسلمين. وبهذا يتبيّن أنّ هذه الآية في سورة الفتح تشير إلى مديح فئة خاصة، ومعنىً خاصّ من \" المعية \" بمعنى النصرة الصادقة، ويدلّ على ذلك أيضاً تقييد الآية (الوعد الإلهي) بالمغفرة والأجر العظيم بخصوص المؤمنين العاملين للصالحات، أي أنّ الآية جاءت بلفظ ( منهم ) الدالّ على التبعيض وعدم العموم.

وهذا ما نطقت به السور جميعها، فهي تؤكّد على تبعيض المجموع الذي صحب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ سواء في القتال، أو في السلم حضراً أو سفراً ـ إلى صالح وطالح، كما إنّ السورة تشترط لحصول المغفرة والأجر العظيم الإيمان والعمل الصالح، أي الوفاء بالشرط.

* الأمر الرابع:

إنّ شأن وقوع بيعة الشجرة ونزول آياتها ـ كما ذكر ذلك في كتب الرواية والتفسير والسير ـ هو ما وقع في صلح الحديبية من عصيان أكثر مَن كان مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أَمْرَه (صلى الله عليه وآله وسلم) إيّاهم بالحلق والإحلال من الإحرام بعدما صُدّوا عن الاعتمار إلى بيت الله الحرام، وصار الأمر إلى عقد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الصلح مع قريش، والذي كان فيه انتصار كبير لرسول الله .

- في الدر المنثور : وأخرج البيهقي عن عروة ..... فثار المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت الشجرة فبايعوه على أن لا يفروا أبداً .

- في الدر المنثور: وأخرج مسلم وابن جرير وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال : كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة وقال : بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت .

- في الدر المنثور : وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم } قال : إنما أنزلت السكينة على من علم منه الوفاء .

- تفسير الرازي : قال تعالى : { لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجرة فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ } من الصدق إشارة إلى أن الرضا لم يكن عند المبايعة فحسب ، بل عند المبايعة التي كان معها علم الله بصدقهم . ( أقول : يجب أن لا ننسى القيد الذي في الاية وهو-المؤمنين-) 

- تفسير الطبري : يقول تعالى ذكره: لقد رضي الله يا محمد عن المؤمنين( إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) يعني بيعة أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم رسول الله بالحديبية حين بايعوه على مناجزة قريش الحرب، وعلى أن لا يفرّوا، ولا يولوهم الدبر تحت الشجرة .

- فتح القدير : ثم ذكر سبحانه الذين أخلصوا نياتهم ، وشهدوا بيعة الرضوان ، فقال : { لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجرة } أي : رضي الله عنهم وقت تلك البيعة ، وهي بيعة الرضوان ، وكانت بالحديبية .

تفسير الجلالين : { لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ } بالحديبية { تَحْتَ الشجرة } هي ( سَمُرَة ) ، وهم ألف وثلاثمائة أو أكثر ثم بايعهم على أن يناجزوا قريشاً وأن لا يفرّوا ، وعلى الموت

- صحيح البخاري : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ قَالَ قُلْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ عَلَى أَىِّ شَىْءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ . قَالَ عَلَى الْمَوْتِ .

 

• الامر الخامس

قال ابن حجر العسقلاني في كتابه الاصابة في تمييز الصحابة عن عدالة الصحابة: «اتفق أهل السنّة أنّ الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة، وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلاً نفيساً في ذلك فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم، فمن ذلك قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(2) وقوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطاً)(3) ، وقوله: (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) . وآيات أُخرى .

ولننظر ماذا يقول القرآن الكريم عنهم :

- يقول تعالى في سورة الفتح: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الاِنْجِيلِ كَزَرْع أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً»(1) .

( فمن ينظر إلى أول الاية يرى أن الممدوحين مع رسول الله صلى الله عليه وآله هم عموم الصحابة، لكن انظر إلى قوله تعالى: (وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ...) .

فلم يَعِدِ اللهُ سبحانه جميع الصحابة بالمغفرة والاجر، بل فقط مَنْ آمن وعمل صالحاً، ولو كان الوعد للجميع لقال: (وعدهم الله...) فتأمل.

ويقول تعالى في نفس هذه السورة: (إِنَّ الَّذينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً))

وأنت ترى في هذه الاية أنّ الله تعالى يحذّر الناكثين بأنهم إنّما ينكثون على أنفسهم وليسوا بضارّي الله تعالى شيئاً.

( انتهى القسم الاول ويليه القسم الثاني )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/08



كتابة تعليق لموضوع : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ 18 الفتح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net