صفحة الكاتب : داود السلمان

فضائح التحرش تسقط السياسيين
داود السلمان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ساسة العراق هم الوحيدين من دون ساسة جميع العالم الذين لاتهزهم مشاعر الناس ، مهما كانت ، ولم يتأثروا بأي حادث او حدث ، كبر أم صغر حجمه ، فرغم الذي جرى وما يجري اليوم من حوادث اجرامية بحق الشعب العراقي ، وبرغم الفساد المالي والاداري وسوء استعمال السلطة ، وعلى مدار السنوات الاثناعشر ، لم يجرؤ اي سياسي عراقي على تقديم استقالته ، ويعترف بفشله وخطئه ، وقديما قيل : إن الاعتراف بالخطأ فضيلة ، الا أنهم لا يفقهوا حتى معنى الفضيلة ، فضلا عن أنهم فاقدين هذه الكلمة اساساً ، فهي لا توجد في قاموس حياتهم قطعاً .
  علاوة على هذا انهم جميعا جاءوا عن طريق احزابهم التي تمتاز بطابع ديني ايديولوجي ، على اقل تقدير ، بل الصحيح أن جميعهم يرفعون شعارات الاسلام من عدالة ومساواة ، لكن اي اسلام هذا الذي يتحدث عنه هؤلاء ، أنه الاسلام السياسي . نعم يحملون الشعارات التي ضحكوا بها على الغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي الطيب من الذين تنقصهم الثقافة العامة والمعلومة ، فصعدوا على اكتافهم زورا وبهتانا ، ومن ثم تنصلوا عنهم وتركوهم في لجة الحيرة ، واليأس والبؤس ، وراحوا (يخمطون) المليارات من الدنانير ويهربونها الى الخارج بطرق ملتوية ومعروفة .
    اقول كلامي هذا ، وانا اقرأ الخبر الذي يفيد أن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم ، قدم استقالته الأحد 20 ديسمبر/ كانون الأول في أعقاب مزاعم بتحرشه جنسيا بعدد من النساء خلال حياته العملية . ونقل الخبر قول شالوم تعليقه على الاستقالة قائلا: "مزاعم التحرش الجنسي تسببت لي ولأسرتي بالكثير من الألم، وبالتالي كان التنحي هو قراري رغم إصراري على أن الادعاءات غير صحيحة". وجاء قرار شالوم وهو سياسي مخضرم في حزب الليكود اليميني في ظل توقعات بفتح تحقيق ضده ، بعد أن أعلنت 8 نساء حتى الآن أن شالوم تحرش بهن سابقا، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذا العدد مرشح للارتفاع .
 
نعم الفضائح الجنسية تطيح بالعديد من السياسيين ، مهما كان وزنهم وثقلهم السياسي في الدولة ، لكن ليس في دولة مثل العراق ، صحيح ان العراق بلد دستوري تحكمه قوانين وقيم اخلاقية وسياسية ، الا ان ساسته لا يحترمون قوانينه ولا دستوره الذي كتبوه هم بأيديهم وصوتوا عليه وقبلوه ، وهم اول من خرق هذا الدستور ، والصحيح انهم جعلوه مطاطا يستعملونه بحسب اهوائهم ورغباتهم السياسية ، ومتى ما تعارض بند من بنوده الى رغبة من تلك الرغبات فأنهم يفسرونها ويؤولونها بحسب مايريدون ، والامثلة على ما نذهب اليه كثيرة ومتعددة ، ولعل اهما مسألة الكتلة الاكبر التي يقع على عاتقها تشكيل الحكومة ، فقد فسروها بطريقتين مختلفتين .
والسؤال هل فيهم من يصير مثل شالوم هذا ، فيستقيل اكراما للشعب ؟ والذي فعله هؤلاء الساسة قد يوصلهم الى حبل المشنقة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


داود السلمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/21



كتابة تعليق لموضوع : فضائح التحرش تسقط السياسيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net