صفحة الكاتب : قيس النجم

سوريا والعراق ودول تقدس الحرب!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حرب عالمية ثالثة، بدأت ملامحها تتوضح للعيان، فبعد الإتفاق النووي الإيراني، جن جنون بعض الدول المتضررة، عندما شعرت بأن الموازين قد إنقلبت لصالح طهران، فشعلوا فتيل الحرب بالإنابة، ولكل شيء ثمن، وثمن هذه الحرب، هو دماء الأبرياء في العراق وسوريا.
فريقان الأول: (روسيا وإيران)، والفريق الثاني: (أمريكا وتركيا)، فساحة المعركة، الأراضي العراقية السورية، سيناريو يخدم المتخاصمان، لأنها حرب للحفاظ على مصالحهم، فمنها إقتصادية ومنها طائفية، بعيدة عن أراضيهم وشعوبهم.
سؤال يطرح نفسه، ما هو دور العراق وسوريا في هذه الحرب؟! أكيداً سيكون الجواب، هو الموت لشعوبهم، التي لا حولَ ولا قوة لها، سوى أنهم جزء من هذه الأرض، حيث أصبحت ساحة لتصفية الحسابات الروسية، والأمريكية، والإيرانية، والتركية!
أمريكا وحلفائها، ودعمها المفضوح، في تمويل الجماعات الإرهابية، بالمال والسلاح من جهة, ومحاربة هذه الجماعات بالشعارات، والتصدي لها من جهة أخرى, هي مسرحية هزيلة, حيث تتفاخر أمريكا بنموذجها الإقتصادي في العالم, والدليل أن التفاخر يسبق السقوط دائماً, ولكن مَنْ ينصب نفسه قائداً على العالم, ويقلب الموازين، ويكيل بمكيالين, لن يصمد في البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة, ولن يجد له ولياً ولا نصيراً.
روسيا بين إستمرار الصراعات، للأطراف المتنازعة على السلطة، أخذت الوقوف بالضد من أمريكا، في هذه الحرب المستعرة، وحفاظاً على هيبتها, كدولة عظمى، إستطاعت أن تكون نداً قوياً مع حلفائها، وهي على علم، بأن الطريق مؤدٍ، الى إقتتال طويل الأمد، للسيطرة على المناطق النفطية، وبيع الأسلحة, على حساب دماء الأبرياء، فالحرب تستمر طالما يستمر تدفق النفط،, فكأن هذه الدول تقدس النفط كإله, رغم أنها لا تعرف المقدسات, ولا تؤمن بالخالق.
إشعال فتيل أزمة في بلد ما, لا يحتاج سوى حرب أهلية صغيرة, يتصاعد دخانها شيئاً فشيئا,ً ومن ثم ستكون هذه الحرب, بداية لفقدان الإستقرار الأمني، وهذا ما حصل في العراق وسوريا، فالأرض خصبة، للنزاعات الدموية، وهنا تبدأ شرعنة التدخل الأجنبي،ومثالها ما يحدث، من توغل تركي سافر، في شمال الموصل بحجة تدريب قوات عراقية، ودون علم الحكومة المركزية لتدارك الأزمات, والذرائع موجودة، لمحاربة الإرهاب والتطرف.
إن ما قامت به بعض الدول, من تغذية للصراع الطائفي، والقومي بين مكونات البلدين, بمسميات السنة والشيعة، والمد الصفوي، وعربي كردي، هو للسيطرة على منابع النفط بشتى الطرق, خاصة أمريكا، وكذلك أضعافنا من أجل حماية أبنتها المدللة أسرائيل، وقد إستطاعت أن تضرب عصفوران بحجر واحد، وتغذي حروباً مزاجية، تم رسم ملامحها منذ مدة ليست بالقصيرة، ربما قد جهزوا لنا مفاجئة أخرى، بعد القاعدة وداعش، والتدخل التركي.
ختاماً: إذا ما صدق حدسي وتصوري، لا سامح الباريء وإندلعت حرب عالمية ثالثة، علينا أن نكون يداً واحدة للتصدي لها، لئلا نكون الوقود التي تحرق دون فائدة، ونقاتل بالإنابة عن هذه الدول، فقوتنا في وحدتنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/14



كتابة تعليق لموضوع : سوريا والعراق ودول تقدس الحرب!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net