صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

تركيا تحتل العراق
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتصاعد الجدل ويحتدم النقاش وتتواصل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تناول الحدث الكبير المتمثل بدخول قوات تركية الى أطراف مدينة الموصل التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش منذ أكثر من عام، وفي حين يتحدث الجانب التركي عن وجود مرتبط بتوفير الأمن لمعسكر لتدريب قوات عراقية يزمع لها أن تشارك في عملية تحرير المدينة وإن هذا الإجراء يأتي في سياق متفق عليه منذ سنوات، فإن الحكومة العراقية تعلن الرفض الكامل لهذا الوجود وتطالب بإنهائه على الفور وهي تستعد لجملة إجراءات من بينها اللجوء الى مجلس الأمن للبت في الأمر، وتزامن ذاك مع تحرك روسي لدى المجموعة الدولية حيث يعقد في الأثناء إجتماع مغلق للدول الكبرى حول طبيعة التحرك التركي داخل الأراضي العراقية والسورية.
وسائل الإعلام العراقية تحدثت كثيرا عن الأمر ووصفته بالإنتهاك الصارخ للسيادة، ومع إن الحكومة لم تستعجل الرد لكنها كانت مضطرة على مايبدو الى التماهي مع الحراك الشعبي المتصاعد والفورة الإعلامية التي دفعت رئيس الوزراء الى الإدلاء بتصريحات عديدة منها الطلب الى الجانب التركي الإتيان بأي دليل على وجود موافقة عراقية على هذا التدخل كما تدعي أنقرة التي ركزت وسائل إعلام لديها على تنسيق مسبق وموافقة، وربما إعتمدت في ذلك على الإتفاق المبرم مع نظام صدام حسين الذي يقضي بالموافقة على توغل تركي بعمق محدود لمطاردة عناصر حزب العمال المناوئ للأتراك داخل العراق وهذا أمر سابق وربما ترفضه بغداد وتعد هذه الإتفاقية ملغية وغير ذات قيمة.
الأكراد من جانبهم لم يبدو تحمسا لرفض وجود قوات على أطراف الموصل وهم متعاونون على أية حال مع القرار التركي ووجود عناصر من الجيش وآليات لدعم تدريب البيشمركة، ومايمكن ان يكون نواة لقوات سنية تحت مسمى الحشد الوطني إستعدادا لتحرير المدينة من سيطرة التنظيم المتشدد، ويبدو إن السياق الذي تجيئ فيه هذه الحادثة متصل بنوع من الصدام على الأرض وفي الجو بين قوى متعددة في سوريا والعراق، ومنها ماإرتبط بحادث إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود التركية السورية، ولايبدو أن هناك رغبة لدى روسيا لإنهاء الأمر إلا على طريقتها الخاصة لكي لاتكسر هيبة موسكو وهو مايحتم علينا الإنتظار لمزيد من الوقت لإستجلاء الأمور ومعرفة الى أين ستمضي.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/11



كتابة تعليق لموضوع : تركيا تحتل العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net