صفحة الكاتب : معمر حبار

سلسلة يوم في تلمسان 3 إنتقاد المحب للحبيب
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ونحن في الحافلة متجهون نحو تلمسان، تطرق الزملاء إلى جملة من النقاط، وكل منهم أدلى بدلوه، وكنت صاحب السطر، السّامع حينا، ومضيفا ومصححا حينا آخر، ومن بين هذه النقاط في انتظار نقاط أخرى..

سيف الأمير.. ما ألمني كثيرا وأنا أقرأ كتاب "الأمير عبد القادر" لحفيده خالد، وهو يقدم سيفه لعدوه الفرنسي، بطريقة محزنة تفتّت القلوب. وكم كنت أتمنى أن يمتنع عن تقديم سيفه، ويحتفظ بسيفه الذي ظل يرمز للجهاد ومناهضة الاستدمار الفرنسي.
يقول لي الأستاذ المحامي سفيان البراهمي في القانون: إنه هدية لفرنسا.
أجيبه.. هذه ليست هدية والهدية لا تعطى لعدو. وحبنا للأمير لايدفعنا إلى أن نبرر مواقفه كتسليم سيفه. والمطلوب هو إعادة دراسة أسباب تسليم الأمير لسيفه، وعلى إثرها يكون الدفاع عن الأمير والوقوف إلى جانبه، أو معارضته واللوم عليه. 
جمعية العلماء.. حبنا لجمعية العلماء الجزائريين، يدفع المتتبع إلى إنتقادها في مواقف تتطلب النقد. مثلا ذهابها لمؤتمر 1936، كان خطأ من حيث أنها سلّمت شؤون أمرها لبن جلول وهو العميل المتعامل مع فرنسا ولفرحات عباس، الذي ظل ينادي بالجزائر فرنسية، ناهيك عن إختيارها لفندق عرف عنه سوء السمعة وانحطاط الأخلاق. وتطرق المرء لمثل هذه القضايا والأشخاص، تدفعه لأن يقول.. لانبرر للهزيمة ولا نقدّس الأشخاص.
السينما الجزائرية والثورة الجزائرية.. من أبرز مايميّز السينما الجزائرية القديمة بالأبيض والأود، أنها تظهر المجاهدين الجزائريين على طبيعتهم دون غلو وتقديس. فالمجاهد الجزائري، كما يظهره فيلم "دورية نحو الشرق"، يرفض أن يقوم من نومه ليؤدي الحراسة ليلا، مايضطر صاحبه أن ينوب عنه في الحراسة وهي ليست مناوبته.
والسينما الجزارية بلغت المستوى العالي في عهد الأبيض والأسود، بفضل كبار كتابها، كمحمد ديب في رائعة "الدار الكبيرة"، و "الحريق".
ثمانينات الجزائر الزاهية.. كانت فترة الثمانينات في الجزار من أغنى وأرقى الفترات، من حيث كونها ضمت شخصيات كان من وراء إنجازات في ميادين مختلفة، كان يومها..
الرئيس الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه، وقد تميز عن غيره بكون فضل الحرية التي يتنعم فيها الجزائري تعود إليه، وأنه صاحب أعظم دستور في العالم وهو، حين أقر أن لرئيس الجمهورية عهدة واحدة قابلة للتجديد، وعهدة ثانية غير قابلة للتجديد مهما كانت الظروف..  
والمغني الكبير أحمد وهبي، والعالم الفقيه أحمد حماني، صاحب "الفتاوى" الجريئة النافعة لأهل الأرض، ولخضر بلومي صاحب العقب السحرية، والملاكم الرشيق موسى، والموسوعة العالمية أبو القاسم عد الله، والمتعدد للغات نايت بلقاسم. فالصعود يحتاج لقمم في ميادين شتى، والسقوط بسقوط هذه القمم.
حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت.. الشهيدة حسيبة بن بوعلي كانت من أسرة غنية ميسورة الحال، وكانت تحن اللعب على البيانو. وتعتبر عائلتها من أثرياء المنطقة.
علي لابوانت كان يعتمد على ذراعه وطيشه، ولم يكن من الأعيان والوجهاء، ولم تراوده فكرة الجهاد من قبل، لكنه كان مبغضا للظلم الفرنسي محاربا له.
قطع الرؤوس في عهد الثورة.. مهما كان حبنا للشهداء والمجاهدين، فإن النقد يبقى قائما ولا يستثني أحدا مهما كانت منزلته، منها..
قطع رأس المتعاون مع فرنسا كوبيس على يد الشهيد الجيلالي بونعامة وتقديمه رأسه لقائده العقيد بوقرة. وهذا عمل شنيع من طرفهما، فالثورة الجزائرية أكبر من أن تقطع الرؤوس، ولو كانوا خونة وعملاء للاستدمار الفرنسي، ولابد من استنكار هذا العمل الذي يسئ للجزائر وللثورة الجزائرية. 
يقاطعني أحد الزملاء.. إن الثورة تتطلب ذلك، وتفرض تقديم الرأس كدليل على قتل الخائن..
أجيبه.. مهما كانت الأسباب، ومهما كان الشخص ، فلا يمكنني أن أبرر قطع الرؤوس، ولو قام به من قام، وأظل أعارضها وأعري عيوبها، ولو صدرت من الثورة الجزائرية والمجاهدين الجزائريين وشهداء الجزائر.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/09



كتابة تعليق لموضوع : سلسلة يوم في تلمسان 3 إنتقاد المحب للحبيب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net