صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الموت لم يعد يكفي
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم يعد يكفي ليكون عبرة، ويقولون إن ملك الموت عندما يحضر لنزع روح مخلوق فيقول له، أمهلني لبعض الوقت، فيرد الملك، ولكنني أمهلتك وقتا طويلا، وقد سبقك أبوك وأمك وصديق لك وقريب ولم تعتبر، ولم تتحضر للحظة الرحيل التي جاءت ولامناص منها وأنت الآن عاجز عن فعل شئ لنفسك وليست لك القدرة لتدفع الموت، ولاأن تؤجله لوقت آخر، ولاوقت لديك لتعوض مافات وتعتذر للذين أسأت إليهم في أيام حياتك.

الملك يريد للإنسان أن يعتبر بمن سبقوه، لكنه لايعتبر، وهو في الحقيقة شخص مغرور سحبته الحياة الى دوائر لم يكن يتوقع لنفسه أن تكون في إمتحان مرير وصعب فيها وهو يجاهد من أجل العيش وينافس الآخرين ليستحوذ على المكاسب، وقد يتجاوز حدود الأخلاق والقانون فيعتدي على هذا و ذاك ويسلب حقه ويكون عاصيا في مواضع عدة ويستولي عليه الطمع الى الحد الذي ينسيه إنه مسؤول ومحاسب كما هو حال المفاسدين والمفسدين في العراق الذين نهبوا ميزانية الدولة العراقية وأشبعوا بطونهم من المال الحرام وأغروا نساءهم وأولادهم بالسحت منهم، ولم يتركوا شيئا للشعب، وصاروا يعلنون بوقاحة إن البلاد مقبلة على إفلاس غير مسبوق برغم إن الدولة العراقية أنتجت خلال العقد المنصرم مئات ملايين البراميل من النفط وحصلت على مئات المليارات من الدولارات ذهبت على مايبدو الى مصارف خارجية لحساب قادة وزعماء بعضهم لاتشوبه شائبة.

العراق بلد موحد ومتدين في الظاهر، ولكنه مشرك في الحقيقة

جرب الآن أن تنتقد أحد الفاسدين من الكبار، أو ممن يتصدون للمسؤولية وستجد الفراخ الصغيرة تهجم عليك بطريقة تتخيل معها إنها صقور وليست فراخا صغيرة. كل الذين يتبعون هذا، أو ذاك يعلمون بحجم فساده وفساد من معه لكنهم يوالونه ويحامون عنه وربما توفر لديهم الإستعدادا ليقتلوك، أو في أحسن الأحوال يتهمونك بالدونية والخبث والعمالة والسقوط والإنحراف، وكنا نتمنى وبدلا من التخوين والتهم الباطلة التي توجه للناس والذين تضرروا من السياسات الخاطئة أن يتم التعامل معهم بموضوعية من خلال الإنتباه للأخطاء وإصلاح الممكن، والإبتعاد عن سياسة الخديعة والمماطلة والكذب والتسويف وإطلاق الوعود التي لايتحقق منها شئ، وتبقى مجرد كلمات عائمة، أو شعارات تطلق في الهواء وتغيب في الأفق.

ومن يتعلق بالمال الحرام ويعيش في غيبوبة السلطة والترف الذي لايترك مجالا للتراجع عن الإنحراف، لايعود له أن يفكر في الموت ويخشى النهاية لأنه مات حين قرر أن ينحرف ويهمل القانون ويسرق حقوق الناس.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/03



كتابة تعليق لموضوع : الموت لم يعد يكفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net