صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

بابيلون ح24
حيدر الحد راوي
ثم بحركة خاطفة , فصل رأسه عن جسده , التفت الى من كان في الغرفة , وجدهم قد اجهزوا على الضباط الثلاثة الاخرين , اسرع الضباط الخمسة بالخروج لإيقاف القتال , لم يفلحوا بذلك , فلا زال هناك الكثير من الضباط الصغار موالين للإمبراطور , حتى اطل الضابط زناكاف من فوق مقر القيادة رافعا رأس القائد جرجيل ورؤوس الضباط الثلاثة الاخر , حالما شاهدوا ذلك , تقهقروا , ثم لاذوا بالفرار على غير هدى , بعضهم هام في الصحراء , واخرون سلكوا طريق الغابات , بينما اختار غيرهم طرق وعرة عبر الجبال .   
تنفس الجمع الصعداء , واحتفلوا بالنصر , بانضمام خمسة من كبار ضباط الامبراطورية , لكن القائد خنكيل كان له رأي اخر : 
- لا مجال للاحتفال ... ليس لدينا أي فكرة عما فعل زملائنا هناك ! .  
   مشيرا الى جهة الثوار , ثم اضاف : 
- يجب ان نتحرك الان لنزحف من خلف جيوش القائد زندكار . 
انطلقوا جميعا , مستخدمين وحوش الركوب التي استولوا عليها , وبعضا من الوحوش الطيارة , لتضمن لهم سرعة التنقل . 
استمر رديح ورفاقه بالتنقل بين الغابات , بشكل بطيء , لا يمكنهم السير في الاماكن المكشوفة خشية من الوحوش الطيارة , اثناء تحركه مع رفاقه , لاحظوا شيئا غريبا , فتوقف , طالبا من الجميع التوقف , سألوه عن السبب : 
- هل لاحظتم ان هذه المنطقة تخلو من الدوريات ؟ ! . 
- نعم ... لم نرى دورية تتحرك فيها . 
- لماذا يا ترى ؟ . 
- لا نعلم ... لكن هذا لصالحنا ! . 
- كلا ... ليس لصالحنا ... قد يكون هناك فخا ! . 
- فلنتحرك بحذر شديد ! . 
- لكن ذلك سيبطئ حركتنا ! .  
استمروا قدما , بحذر تام , على حين غرة سمعوا اصواتا غريبة , قال رديح : 
- هذا صوت جياد الوحوش ! .
- نعم ! . 
- لكن اين هي ؟ . 
- لم نر شيئا منها ! . 
قرر رديح ان يتسلق احدى الاشجار العالية , ليستطلع الامر من هناك , تمكن من رؤية جيشا كاملا من الوحوش يختبأ في الغابة المجاورة للغابة التي هم فيها , هبط مسرعا الى الارض مخبرا رفاقه , اندهش الجميع من سر اختباء جيش الوحوش هناك , لكنهم قرروا الاستمرار مبتعدين قدر الامكان عن انظارهم , توقفوا عند نهاية الغابة , استطلعوا المساحات الشاسعة امامهم , لا اثر للدوريات , ولا حتى للوحوش الطائرة , تدارسوا الامر ليصلوا الى فكرة ما , احد الوحوش من الرفاق خطرت في باله فكرة استحسنها الجميع : 
- نخرج جميعا ... متفرقين ... بين الواحد والاخر مسافة ثلاثة امتار ... ثم نستمر بالسير ... اذا لاحظنا وحشا طائرة نفترق ونتوزع في عدة اتجاهات ... عندها لا يستطيع مطاردتنا جميعا .     
كان الوزير خنياس يراقب هزيمة القائد جرجيل , ولاحظ ان القائد خنكيل متوجه بجيوشه الى ما خلف جيوش القائد زندكار , الذي كان مشغولا بثوار ينامي الحكيم , أمر ضابط الشاشة ان يتصل به , مرت ثواني على ظهور صورة القائد زندكار على الشاشة : 
- زندكار . 
- امركم سيدي الوزير ! . 
- هزم القائد جرجيل ... وهاهو القائد خنكيل يلتف عليك من الخلف ! . 
- حسنا سيدي الوزير ... انا جاهز للقائه في اي وقت ! . 
- كيف ذلك ؟ . 
- لم اشرك جميع فرقي في القتال .
- ماذا تقول ؟ . 
- نعم سيدي الوزير ... اشركت عشرون فرقة فقط ... والباقي تركتهم في مكان سري ! .   
- هذا يعني انك لم تقاتل بكل ما لديك ! . 
- نعم سيدي الوزير ... فأنا لست كالقائد جرجيل المغرور ... وتوقعت انتصار القائد خنكيل عليه ... ومن ثم سيقوم بالالتفاف على جيوشي من الخلف ... لذا استبقيت خمسون فرقة بعيدة عن الميدان ! .  
انفجر القائد زندكار بقهقهة عالية , اعقبتها قهقهة الوزير خنياس قائلا : 
- يا لك من محتال ! . 
عانى الثوار كثيرا , تمنوا انتصار القائد خنكيل ومجيئه بالنجدة , تكاد قواهم تنهار , وعزائمهم تخور . 
تقدم رديح ورفاقه كثيرا في الصحراء , حتى لاحظ احدهم  غبارا متصاعدا , فقال محذرا : 
- عاصفة رملية ! .   
حدق الجميع فيها , وضع رديح اذنه على الارض , طالبا من الجميع الهدوء , فجأة نهض مستبشرا , صارخا بأعلى صوته : 
- ليست عاصفة رملية ... بل هناك جيش قادم ... لا اظنه الا القائد خنكيل ! . 
- ما يجعلك متأكدا من ذلك ؟ ! . 
- لا يخسر القائد خنكيل في معركة ... لابد وانه قادم نحو ايروس ! .   
أسرعوا نحو الغبار , سرعان ما لاحت لهم الرايات , فعلا لقد كانت رايات القائد خنكيل وجيشه المنتصر , اسرعوا نحوهم , كان القائد خنكيل في المقدمة , عندما لاحظ اربعون شخصا قادمون نحوهم : 
- رديح المصارع ... ماذا تفعل هنا يا ولد ؟ . 
- سيدي ... جئت لألتحق بك ! . 
بالكاد يلتقط انفاسه من التعب والفرح . 
- حسنا ... ومن هؤلاء ؟ . 
- رفاقي ... قرروا الانضمام الى جيشكم سيدي . 
- لا بأس ! . 
استمر الجيش في تقدمه , لاحظ رديح خط مسير الجيش , فتذكر جيش الوحوش المختبئ , اسرع نحو القائد خنكيل ليخبره : 
- ماذا تقول يا ولد ... هناك جيش يختبأ في الغابات ! . 
- نعم ... نعم سيدي ... لقد رأيناهم ... هناك ! .  
مشيرا بيده نحوهم , فكر القائد خنكيل : 
- لو انعطفنا الى اليمين نحو القائد زندكار سيكونون خلفنا تماما ... ثم يضربوننا من هناك ... احسنت يا ولد ! . 
- الان يا سيدي ... وبعد ان احسنت ... هل لي ان اطلب يد ابنتك الاميرة شينوس ! . 
بكل بلاهة كطبعه دائما , وهو يعلم ان ذلك لا يغضب القائد خنكيل , فقد طلب يدها مرارا وتكرارا لكن القائد خنكيل كان يرميه في السجن في كل مرة , لكن هذه المرة لا يوجد سجن , حدق فيه طويلا وهو يبتسم ببلاهة : 
- لو كان لدي هنا سجنا لوضعتك فيه ! .  
ضحك وضحك الضباط جميعا , كان الضباط يظنون ان ذلك مجرد مزحة من مزح رديح , لكن القائد خنكيل يعلم جيدا انه لم يك ممازحا , بل كان جادا في ما يقول ويطلب , مع ذلك يصور الامر للجميع على انه مزحة , كي يسلم رديح من انتقام الوحوش , الذين يعتبرون الاميرة شينوس أميرة مقدسة . 
ألتفت القائد خنكيل الى الضابطين زاناكاف وسيزون سائلا : 
- أتعبتما ! .   
فهما ما عناه , ردا بحماس : 
- الخناكل لا تعرف التعب ! . 
- حسنا ... اصغيا لي جيدا ! . 
***********  يتبع

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/21



كتابة تعليق لموضوع : بابيلون ح24
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net