صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

لا تقلبوا الموازيين
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما يضحي أي فرد أو متصدي سياسي أو اجتماعي من اجل وطنه وشعبه يكون ممدوحا ومحبوبا في آن واحد لا بل وناطقا رسميا بدون تعيين , وبتضحيته يكشف عن حالة وسطوة الظلم الواقع على أمته, المشتت لشملها والملبد لأجوائها بالحزن والخوف , والكابت لحريتها , والعاشق لمسيرتها من التقدم والسؤدد, ويكتب اسم هذا المتصدي في عناوين الجهاد والتحدي والرجال المحسوبين على النضال في وقت قل فيه الناصر وقائل كلمة الحق وفاضح الدكتاتورية والاستبداد. إن وقوف هذا المقدام وأمثاله يشكل اصطفافا وطنيا أصيلا بعيدا عن المذهبية والعنصرية لأنه يتجاوز التقسيمات الدينية والعرقية بل يتحدى المؤامرات المفروضة على الناس والتي هدفها تفريقهم وتمزيق وحدتهم ,وهذا الأمر أو العمل الجهادي مفروض وواجب بالأصل على كل مواطن شريف يشعر بظلامة أبناء أمته ويعتبر أداءه ردا جميلا للوطن الحاضن والمربي لنا الذي ننعم في ربوعه وفيافيه ونأكل من خيراته وأثماره.فالوطن كالشجرة العالية الباسقة في الصحراء الواسعة القاحلة المجدبة حيث لا مفر من الطير فيها إلا اللجوء إليها ليستظل بظلها ويامن بوجودها , ويبقى الإنسان المؤمن الأصيل مدافعا عن وطنه وأمته كواجب أولي وبديهي عليه,ولكن قد يحدث اختلال في الطريق فتتضارب مصالح البعض من العاملين الوطنيين فيصاب قسم منهم في النكوص والتراجع والتخلي عن المواقف السليمة والصحيحة , وبدوافع غير متزنة لا تنم عن سلامة نية وخلوصها , كما يحلو للبعض اليوم ممن وقف بوجه البعثيين سابقا فاضطهدوه وحاربوه وسجنوه حتى أوصلوه إلى منصة الإعدام ونجا منها بأعجوبة أو حظ , يأتي اليوم يتباكى عليهم ويضع مقاييس خاطئة لا تصمد أمام المناقشات الصحيحة , إن أصحاب مثل هكذا تصريحات يريدون أن يخففوا عن البعثيين أو يبنوا عليهم آمالا في المستقبل لكسب مواقفهم الرذيلة الخائنة المريبة المهزوزة أو ربما يريدون  خلط الأوراق السياسية ليضيعوا فرصة القصاص العادل بحق هؤلاء المجرمين .نقولها وبصراحة وبأعلى أصواتنا لا يمكن لتقادم الزمن من إلغاء حقوق المظلومين والمغدورين والمغيبين وضحايا الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية في الشمال والوسط والجنوب, إن ما نعانيه منذ أكثر من أربعين عام وحتى اليوم من كوارث وبلاءات وتحطيم للبنى التحتية للبلاد وإشاعة الخراب والموت وانتشار الفقر والجهل سببه بلا أي مراء أو مداهنة هو الزمرة العفلقية الباغية , وكل الأجيال المعاصرة المنكوبة لا تعرف غير هذا حتى وان حاول العض تحويل الأنظار عنها أو تحايل زورا من اجلها , ولذا يجب على السياسي الحصيف ألا يقلب الموازين الشرعية والقانونية ولا يسبح ضد التيار فالرياح اليوم تجري بما لا تشتهي السفن , حيث ذهب زمن المجاملات والتخادم غير النظيف والضحك على الذقون ثم إن الأمور التي يجب أن يلتفت إليها السياسي المتزن ألا تغلب مصالحه على مقتضيات عقله وان لا تكون مواقفه كالأنواء الجوية الغير مستقرة , وعليه عدم التفريط بخلفياته الجهادية المحسوبة ومواقفه  المشرفة التي وقف فيها مع الشعب في يوم من اجل تحقيق آماله وأحلامه وشارك شعبه في مشاعره وآلامه , وعليه أن لا يطلق تصريحات واهية وضعيفة . إننا في الوقت الذي نكتب فيه هذا والألم يعصر قلوبنا ننصح ونرشد ونطلب من بعض الشخصيات المحترمة بان لا تنجر وراء أي دوافع أو دعاية أو إعلام مضلل فتسئ إلى نفسها وتشوه صورتها بدفاعها عن الحزب العفلقي المنحوس وأتباعه التكفيريين القتلة التي شهدت على إجرامهم أربعة عقود متتالية من الزمن, ونقول أخيرا إن الأمور تحسب بخواتيمها. 

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/26



كتابة تعليق لموضوع : لا تقلبوا الموازيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net