صفحة الكاتب : د . مسلم بديري

نص مسرحية : اقتل باسم ربك
د . مسلم بديري
شخوص العمل  :
................................
الفتاة ..
الشاب ..
الرجل ( الأب ) ..
الحارس  ( حارس ثلاجة الموتى ) ..
الرجل2  ( الجثة ) ..
الرسام  .. 
 
 
المنظر : 
باب كبير بمصراعين ( هو باب مفترض لثلاجة الموتى ), أحدهما مفتوح جزئياً , يشغل الباب  معظم مساحة المنظر عدا اطار صغير من البناء يحتضن الباب , ثمة  دكّة مكونة من صفيحة
معدنية ( تنكة ) فوقها وسادة بالية , تكون مخصصة لجلوس الحارس  الذي يضع أمامه  موقد  وابريق شاي ,
يفتح الستار .....
 تدخل الفتاة من أحد جانبي المكان  , المكان الذي يسوده الهدوء والترقب .. تدخل المكان 
بخفر  تتلفت يمينا  ويسارا 
الفتاة :   ( تهمس )  رباااه ما الذي حل بالمدينة؟؟!! الساعات تعمل بإفراط ولكن الزمن متوقف
            تماماً  ( تصرخ ) حبيبي أين أنت ؟ انه الموعد مئة .. ( تستدرك ) الموعد الف 
            ( تستدرك ) مليون ... ( بضجر ) انه موعد وكفى  .. الموعد الذي يتم تأجيله 
           , موعد تغتاله خناجر الصمت والترقب  
الشاب  :  ( يدخل من الجهة المقابلة ) حبيبتي أين أنت ؟  لا بل أين المدينة ؟ الصمت يغلف
            الأرجاء , ويمتد  ليحبس الخلق , داخل قشرة الترقب .!
الحارس : ( يبدو مشغولاً بتحريك الموقد , واعداد الشاي غير آبه بما يقول العاشقان ) 
الفتاة  :   ( تلتقي بالشاب وتتفاجأ بوجوده ) أنت هنا ؟ كيف سوّلت لك نفسك نسيان موعد
           كنا قد سرقناه من فكي قمر مترقب ..
الشاب :   لم اخلف وعدي ولكن الصمت والترقب كان حاجزا بين كل المواعيد .
الفتاة   : يجب أن نقابلهم  .
الشاب  :  يجب أن نقابلهم  .
الفتاة  :   لنمنع تلك الليلة الكبيرة المزعومة 
الشاب : الليلة التي غمر المدينة وطؤها 
الحارس : ( مع نفسه )  الليلة الكبيرة  , مشروع جميل حلم البقاء  والفناء 
( يدخل الرجل بتثاقل  جارا قدميه ) 
الرجل   :  ( متمتماً ) "  رديت وشرديت  لا موعد ولا كلمة ...."
الحارس :  ( كمن ينتظره .. يقاطعه ) " هاه رديت ؟ " 
الرجل  :   رجعت بخفي اليأس 
الحارس   :   وتقولها بصراحة ووقاحة ؟!
الرجل  :   ليس لي الى غير الرجوع من سبيل 
الحارس :   والموعد ؟ الوعد ؟ 
الرجل  : ( برهة صمت ) ما الجديد ؟
الحارس :  ثمة تطور في مسار القضية 
الرجل  :   على المرء ان يتوقع المزيد من الخيبات 
الحارس : جلبوا الكثير من الجثث  هذا اليوم الى الثلاجة 
الرجل :  ( بلهفة ) بشّرك الله 
الحارس : ولكن للأسف جميعها غير مطابقة لشهادة المنشأ
الرجل  :  والعمل ؟ 
الحارس :   العمل عمل الله وباسم الله 
( يجري الحوار اعلاه وكان الشاب والفتاة غير موجودين )
الفتاة : ( تتدخل )  أنتم .. أنتم من قتل صخب المدينة بقنابل الصمت المسيلة للفزع
الحارس :  مهلا يا صغيرتي حدثي الغرباء بلياقة .
الرجل   : أتعرفيننا ؟
الشاب   : يعرفكم ويخافكم الجميع 
الحارس  :   وانتم ؟
الشاب والفتاة سوية : نحن الحقيقة في زمن الأوهام 
الحارس : يعجبني اندفاع الشباب ولكنه غير حذر احياناً
الفتاة   :   نحن  نسير وراء ايماننا النابع من القلب 
الشاب : ليس ثمة غيركم في المدينة 
الحارس :  نحن عين المدينة الساهرة  , لراحة الناس 
الفتاة  :   وليلتكم الكبيرة التي ارعبتهم 
الرجل  :  الليلة الكبيرة , آه  , حلم أن انام بقربه أتوسد أحلامه  واتركها لكي تنزل منسابة
            كالشلال لتداعب ذاكرتي المحشوة بصور طفولته 
الشاب والفتاة : ( يجفلان ) أنتما اذن ..........
الرجل :  ( يقاطعهما بهستيرية ) من أنا ... من أنا  .. أنا رجل يحلم أن ينام ليلة واحدة 
         واحلامه بأطراف كاملة   
الفتاة :   لينام غيرك بأحلام بلا رؤوس ؟!
الشاب :   أنت تحلم ( مخاطبا الرجل ) ونحن نحلم وجميعنا أخوة .. 
الحارس :   وما هي أحلامكم ايها الصغير 
الفتاة    :     نحن نحلم ان يتم لنا ذلك الموعد الذي اغتالته خناجركم  بدم بارد
الشاب  :    قتلتموه بليلتكم الكبيرة المزعومة ..
الرجل   :  وما ذنبي أنا ؟ كلما أريده هو ليلة واحدة فقط 
الحارس :  أنت تعرف قوانين الحياة العامة  , عليك ان تنفذ الاتفاق وتجلب ...
الرجل   :   ( يقاطعه ) ليلة واحدة فقط .. ليلة واحدة  اريده فيها عريس وبلا عروسة أنا موافق
              , نعم ثمة شحة نساء في المدينة  , فهن أما هربن خشية جهاد النكاح وأما أخذن 
               على عاتقهن مهمة أعداد الرجال  ... ليلة  واحدة  اتحسس فيها مكان ربطة 
             العنق الخاصة بزفافه من رقبته ,
الحارس :  هذا غير ممكن .. رغم أني متعاطف معك مذ أول وهلة 
الفتاة  :   جثث .. جثث .. ابعدوا عني أحاديث الموت 
الحارس :   الموت حلم هو  الآخر ايتها الجميلة  ..
الفتاة :   لا نحب الاحلام المباغتة 
الشاب :   أحلامنا بنيناها على مهل 
الفتاة   :   الى ان جئتم 
الحارس :   وهذا المسكين ( يشير الى الرجل ) هو ايضا بنى حلمه على مهل ..
الرجل   :   ليلة واحدة فقط ..مذ  الف ليلة 
الحارس :   ونحن ننتظر ليلة افتتاح حلمه .. ليلة تدشينه 
الفتاة  :  عجيب أمركم حتى أنتم تجدون المبررات  لما تفعلون 
الرجل  :  لا تخلطوا بيننا ,, فأنا حلمي ليلة واحدة وهم كل الليالي أحلامهم
الشاب :   لكنك ضلع في مثلث الليلة الكبيرة 
الفتاة  :  الليلة التي خبأ  الجميع جثثهم خوفاً منها 
الحارس :   آه .. جثث بالجملة .. وهذا الرجل المسكين جل ما يحتاجه جثة واحدة 
الرجل   :   جثة استبدلها محل جثة ابني لليلة واحدة .. جثة ابني الذي تطايرت احلامه
             قبل أطرافه , باسم الله  وكل شيء كان باسم الله  (( يتخذ وضعا تراجيدياً))
 ( يدخل المكان عاملا تنظيف يوقفهما الحارس ويستعد الجميع لأداء المشهد , يحرك الحارس
 العاملين وكأنهما مانيكان  )
** مشهد خارج السياق السابق **
سيكون هنا عمل مجموعة ( عاملا نظافة – والحارس ) وستكون المؤثرات والجو العام للمشهد
مختلف وخاص : 
الرجل :
        باسم الله : خرج ولدي 
        باسم الله : تأبط كتبه 
المجوعة – الحارس وعاملا النظافة : ( تردد المجموعة بطريقة الية كمن حفظ كلمات بصيغة 
مبرمجة )
الرجل : وباسم الله 
المجموعة :  غازل حلمه .. 
الرجل  : وباسم الله 
المجموعة :  كان الجميع ينتظر الحافلة 
الرجل   :  وباسم الله 
صوت انفجار 
المجموعة : (  يمثلون المشهد .. يسقطون .. يتلوى كل منهم على حدى ) 
الرجل :   ( يهرع اليهم كالمجنون ) باسم الله ولدي .. هل انت بخير أجبني أرجوك , ( يقلب 
عامل النظافة الملقى ارضا ) ولدي كتبك جميعها سليمة لم يبقى منها الا حروف الحب التي 
  كنت تخبأها عني  .. ( يهزه بقوة ) ولدي كم جميل ان يكتشف المرء ان ابنه كبر وأحب وكم 
جميل ان يكتشف ذلك بطريق المصادفة .. لا بد انها جميلة  ( يبكي ) يجب  
أن تكون كأمك ... لا لا ينبغي لك ان تهمل دروسك ايا كان الدافع ..
 
 ( ينهض الحارس ويمثل دور المسعف يدفع  نفسه وكأنه محاط بحشود من الناس ,
      يدفع الرجل , ويحمل العامل – وكأنه يسرقه ويدخل به الى الثلاجة ) 
( يعود المشهد كما السابق ) 
الحارس : ( يخرج من الثلاجة ) 
يعود المشهد السابق 
الحارس : ( خارجا من الثلاجة ) عليك ان تدبر أمرك سريعا وتجلب ...
الفتاة  :   لستُ قاسية ولكن أيا كان الدافع فان هذا غير مبرر بقوانين الحب 
الشاب :  غير مبرر أن تستبدل الموت بالموت 
الفتاة  :  ( تخاطب الحارس )   كان ينبغي عليك ان تطلب منه وردة , لاستبدال جثة ابنه
           وردة يضعها محل جثة ابنه 
الرجل  :   ولليلة واحدة .. أنام فيها بقربه أودعه 
الشاب :   دعه يودع ابنه ويغازل أحلامه كما يريد 
الفتاة  :  ونستبدل الموت بالورد.. باسم الله 
الحارس :  ( بحيلة ) آه لو تعلمون كم يؤثر بي كلامكم وكم يظلمني في ذات الوقت , وكأن
             كل ما تناهى اليكم هو اني محرض على القتل , ولكن الله  يعلم اني حاولت 
             المستحيل لأمنع ترحيل الجثث , لقد وضعت في كل ثلاجة ثلاث جثث (يتصنع
           البكاء  ) آه كنت اخشى أن تختلط الأذرع والأنوف والأطراف .
الفتاة :  لا تخشى يعرف كل بأحلامه 
 الرجل : بالله عليك .. ليلة واحدة 
الحارس : جثة واحدة
الرجل :  ليلة واحدة 
الحارس : جثة واحدة 
الرجل :  ليلة واحدة 
الحارس :  عليك ان تعرف ان الوقت يداهمنا , وان الانفجار القادم على الابواب
الرجل  :  ( يبكي ) ليلة واحدة 
الحارس :  انوف .. اذرع .. خدمات فندقية ممتازة , الانوف الصغيرة مجانا 
الفتاة  :  عليكم أن توقفوا هذه المهزلة فورا 
الشاب :  وتتركوا العصافير تحط بسلام 
الحارس : ( بحيلة ) وتسمي احلام هذا الرجل مهزلة .. هل سماتكم التطاول على احلام
           العالمين 
الشاب : المهزلة ان تسخر حاجات الناس لخدمة راسك 
الحارس :لا تكن قاسيا ايها الفتى لقد وهبته الف ليلة ليجلب لي جثة 
الرجل :( يهذي ) الف ليلة ....رباه كل ما احتاجه هو ليلة واحدة بقربه
الفتاة : الف ليلة وليلة والمدينة لم تنم بسببكم ، لمَ  لم تجعلوها الف ليلة حب وسلام؟
الحارس : الف ليلة ولم يجلب جثة ، ولكم ان تتخيلوا كم الحيل التي اخترعتها لأمنع 
              ترحيل الجثث ولأقنع المدير لكي يؤخر الانفجار التالي ومذ الف ليلة وانتم اليوم 
              تكيلون لي احمالا من القسوة صفاتا ترمونني بها ،
الرجل : الف ليلة وما زلت اذكر جثة أول ليلة 
الحارس : تذّكر اول خيبات وكيف هربت فزعا
الرجل : بل هربت من احلام حارس عمارة فقير ، هربت من حلمه في ان يتزوج من فتاة 
         احبها ، هربت من حلمه في انجاب اطفالا يملؤون بيته صراخا محببا ، هربت 
          من اطفاله وهم يركضون خلفي صارخين ، هذا قاتل ابينا 
الحارس : هذا لأنك جبان بليت بأحلام ومن نكد الدنيا  على الجبان احلام لا تجد لها الى
               الولادة من سبيل 
الفتاة : بل لأنه اب يعرف معنى ان يفجع الاباء 
الحارس : لكن صاحبه  لم يكن ابا .. 
الفتاة : كان حلم اب 
الحارس : حسنا وجثة الليلة الثانية ؟ ! 
الشاب : جثة ليلة ثانية !! 
الفتاة  :   جثة ليلة ثانية !!
الحارس :  وثالثة ورابعة والف ، فصاحبنا صاحب سوابق فاشلة 
الرجل : آه (بحرقة ) لم انم منذ الف ليلة 
الفتاة :  والليلة الثانية ؟! 
الرجل : كانت اما لعشرة اطفال ، ساقهم اليتم الى مرارة حرمان اثير ، كنت قد فكرت 
             او وهمت ان بقتلها اراحة  لها من عناء رؤية عشرة اطفال يتضورون جوعا 
              وألما ، كنت قد  ظننت اني سأريحها من ان لا تجد الا الدعاء ودروس  القناعة
              خبزا ، 
الحارس:    القناعة والصلوات وحدها لا تكفي , الحياة معترك من القساوة .. وصاحب المال
             فائز فيها وصاحب السلطة , الحياة قسوة الاباء على الابناء ( يضحك ) 
الفتاة :      " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان " 
الرجل :     كان درسا قاسيا ان تتعلم متعة ألمها الشفيف وهو يمتزج بالرضا 
            متعة الرضا و نشوته حين ينتج عن ألم 
الشاب : وهل اقتنعت بألمك مصدرا لقناعة لذيذة 
الحارس : كما يقنع الجبناء؟!!
الرجل : وهكذا كانت الليلة  التي لا اعرف قبل الالف ، كان طفلا 
الشاب : وكيف توافي جثته الشروط؟! 
الرجل : كان بأحلام رجل 
الفتاة : ان تقتل طفلا يعني ان تضفي على البشاعة ابداعا في البشاعة 
الحارس : لو كنت قد قتلته لأرحته من مستقبل مظلم ، ولربما كنت انقذته من كفر مستقبلي
           وأرحته من غلطة في حسابات الآباء , أودت به وليدا  في حياة لا ذنب له فيها 
          الا انانية الآباء , ورغبتم البغيضة في هذه السنة البيولوجية  المقيتة , جريمة لا 
            لا تغتفر ان تنجب ..واعتقد ان الاباء ينجبون لكي يمارسوا السلطة على ابنائهم 
             في حياة لا سلطة لهم فيها 
الفتاة  : يا رب ما كل هذه السوداوية التي في قلوبهم .؟
الحارس : انها الواقعية يا صغيرتي 
الشاب : دعونا نحلم اذا كان هذا واقعكم ، نحلم ولا نصحو 
الفتاة : واحلامنا التي سيدمرونها بليلة واحدة 
الحارس :  لها الله وباسم الله 
الرجل : كان كل شيء باسم الله
الحارس :  عليك أن تدرك أن سيف الوقت  بدأ يحز رقبة المهلة  
الرجل    :   والعمل .. والعمل ؟؟
الحارس :   ( راقصا ) العمل عمل الله  وباسم الله .. والليلة بعد الألف .. حلم طازج في 
          الانتظار ما زالت شهرزاد تنسج حلما على امتداد ألف ليلة , وأنت ( يخاطب الرجل )            اقتل ليلة  واحدة  ولن ينقص الكون ليلة 
الفتاة  :    شهرزاد  نسجت حلماً على امتداد الف ليلة لتمنع الدم من أن يباح 
الحارس :   ( مصرا ) لتمنع دمها من ان يباح 
الشاب  :   الدم كله حرام 
الحارس :   ثمة فرق عزيزي  لقد   أشاحت شهرزاد بوجهها عن المأساة طالما أن ذقنها بخير
الفتاة    :    لكنها كانت كبش تضحية لتنقذ أحلام ألف فتاة 
الشاب  :   وفتاة 
الحارس :   كانت كبش تضحية لحراسة أحلامها بدليل أنها لم تتدخل الا حين دنى منها خطر
           ليلة شهريار .. كل يقاتل من أجل أحلامه 
الفتاة   :   ولكنها حفظت الدماء من أن تراق  كرامة لأحلامها 
الحارس :  المبدأ    ذاته  أما أن تدافع أو أن تهجم  , الفلسفة واحدة 
الرجل    :   ليلة واحدة 
الحارس :   الوقت ( مسرعا) الجثث سترحل الآن 
الرجل :    ليلة واحدة 
الحارس  :  جثة واحدة  .. اقتل باسم ربك 
الفتاة والشاب :  يقتل !! ( بتعجب واستهجان ) 
الحارس   :   نعم ببساطة  .. يقتل أحدهم ليجلب جثته   ولليلة واحدة 
الرجل  :   ليلة واحدة وهذا كل ما أطلبه ....
الفتاة  :   لن ندع المأساة .. لن نسمح أن يبقى الترقب سيد المدينة 
الشاب :  ولن ندع الصمت سلطانها الأوحد .... سنمنع المأساة 
الفتاة  :  بالحب تبنى المدن والأوطان 
الحارس :   كونوا واقعيين .. الحب ليس كافياً 
الفتاة   :   و هل القتل هو الحل ؟ 
الحارس :   عجزت جميع الحلول 
الرجل   :   أمام ليلة واحدة 
الشاب :   الليلة واحدة بعد الألف 
الفتاة  : ستنام المدينة تلك الليلة على انغام  المواعيد 
الحارس :   وأحلام هذا الرجل ؟ تباً لأنانيتكم 
الشاب :   كلنا سبلا لتحقيقها  
الحارس :  ( يمد يده في جيبه ويفاجئ الجميع ) جثث أخرى في الطريق , المدير يتصل 
                عليّ أن أرتب الأجواء واجهز النزل لضيوفنا  القادمين 
الرجل :    ( يوقفه  ) رجاء ليلة  واحدة .. ( يحاول منعه ) 
الحارس  :  ( بحزم ) مذ الف عام وانت تقول ذلك , ولم يجد لطفي معك نفعاً 
الرجل   : ليلة واحدة  فقط  ...
الحارس  :   عليك ان تجلب جثة  فوراً 
الرجل  :     ( يبكي ) وأنى لي بها ؟ 
الحارس :     اقتل أحدهم باسم ربك واجلب جثته 
الشاب والفتاة سوية :  لن ندعه 
الحارس :   وحلمه ... ابنه 
الرجل    :    انه ابني  ... حلمي 
الحارس :   ( بحيلة ) حلمه الذي راوده مذ الف عام 
الشاب  :   لن ندعكم تقتلون احدا
الفتاة    :    لن نسمح بانفجار الليلة الكبيرة 
الحارس :   حصلت الاف الانفجارات ولم ينبس أحد ببنت شفة  ولسوء حظ هذا المسكين
               ( يشير الى الرجل ) صرتم  تمانعون لتقتلوا أحلامه ..
               أين كنتم أيام انفجار القلعة القديمة , وانفجار سوق العصافير ؟ وانفجار ساحة 
               الحب لن يختل ميزان الدنيا لأجل انفجار جديد ,
الشاب :    لن ندعكم 
الفتاة  :    لن ندعكم تقتلوا أي عصفور أو عاشق  أو قطرة ندى , ومهما حاولتم , كل يوم هو 
            ولادة جديدة ولن تقف الدنيا عند احد 
الحارس :   ما أقساك أيتها العاشقة  , ما هكذا الظن بالعاشقين ..
الشاب   :   لا تراوغ  على حساب أحلام هذا الرجل شتان  بينما أراد وبينما  تسخره 
الحارس :    كونوا  انتم على قدر الادعاء ودعوه يحقق حلمه كما تحلمون 
الفتاة     :    حلمه مشروع لكن غايتك ليست نزيهة 
الشاب   :    وأي أحلام تلك التي يحققها الموت 
الحارس :    وتضحيات الرجال ألم تحقق أحلاماً ؟!
الفتاة :   لا تخلط الأمر أنت تريد له أن يقتل لكي تحقق نزوة الدم 
الحارس :   لا بل لكي أساعده 
الشاب   :   بل لتشبع ضما الموت الأزلي في نفسك ونفس مديرك ..
الحارس  :   لا تظلمونني .. وتشككوا في نواياي التي لست بحاجة لإثبات حسنها 
الرجل    :   ليلة واحدة فقط 
الحارس  :  ( مخاطبا الرجل ) حدثهم كم كنا سعداء قبلهم 
الفتاة     :    بل عثتم فسادا ولألف ليلة  
الحارس  :   وهل جئتم مصلحين ؟
الشاب   :   دعاة حب 
الحارس :   بل لتعرقلوا أحلام هذا الرجل  الذي بدأ الوقت  يداهمه 
الشاب  :   ( باندفاع ) سأنام انا مكان ابنه ( مخاطبا الحارس )
الفتاة    :    ( تصرخ ) أنت ؟!!! رباه  ( مذهولة ) وأحلامنا والمواعيد تلك التي لم يغفل عنها
               قمر الترقب  ولا أعين الجوري الخجول 
الشاب   :   سأضحي أنا لأجنب الناس ترقب الليلة الكبيرة 
الفتاة    :    لن أدعك .. لأننا مشروع حب وموعد .. لنملأ الأرض حبا وعدلاً 
الشاب   :   لا بد أن اضحي من أجل المدينة 
الفتاة    :   المدينة هي أنت 
الحارس  :   يا لأنانيتكِ !!
الفتاة    :    وهل عيب أن نرى الكون فيمن نحب ؟
الحارس  :   دعيه فقد آثر أن يضحي 
الرجل  :   ( بفرح مشوب بألم ) أقدر لك تعاطفك ولكن وأحلامك 
الشاب :    لها الله 
الفتاة  :   وأحلامي ؟!! 
الشاب :   لها الله ؟! 
الفتاة   :   وهل رأيتُ الله الا فيك وبحبك !؟ وهل الله الا محبة ؟
الحارس :   عليكم أن تحسموا أمركم سريعاً .. فلا يمكن التأخر كثيراً 
الفتاة   :   ( تخاطب الرجل ) لم َ لا تعدل عمّا تروم .. وتقبل الأمر ..ابنك قد مات مذ
            الف عام ( بلهجة يبكي على وقعها الرجل ) لمَ لا تحفظ ما بقي من ابنائك..
            وتغلق على اولئك أبواب استغلال مشاعر الاباء والعشاق , احفظ ما بقي منا وكلنا
            أبنائك 
يسود المكان ترقب كبير 
الشاب  :   حسم الأمر وسأنام أنا محل ابنه 
الفتاة    :   لا يمكن ذلك فأنت اساس التكوين ولأجلك خلقت 
الشاب :   ليلة واحدة لا أكثر 
الرجل  :  ( بألم ) ليلة واحدة هذا كل ما أحلم 
الفتاة   :   لكنها الليلة الواحدة بعد الألف ومن يضمن لشهرزاد ان يطلع الصباح 
الحارس :   لا تخشي فثلاجاتنا مكيفة لتحفظ الأموات ولتجمد الأحياء .. لا عليك 
            سأعد له غرفة لينام بلا كوابيس 
الفتاة  :   ( برعب ) لن أدعك تنام مع اذرع واطراف مقطعة 
الشاب :    وان لم أنم ستتطاير أذرع المدينة واطراف الف عاشق 
الحارس :   ( بحركة مفاجئة )  باسم الله 
الفتاة   :   لا أريد لذاكرتك ان تعلق بها صور الموت 
الشاب  :   الموت هو صورة من صور الحياة ..
الفتاة   :   ولكن موتهم هو صورة ملوثة  لحياة كانت تضج بالجمال 
الشاب  :     لا أريد للمجزرة أن تتكرر 
الفتاة   :   سأنام أنا مكانه 
الشاب  :  لن أدعك ِ 
الفتاة   :   وأنا لن أدعك (( يتخاصمان ))
الحارس :   لقد أفسدتم حياة هذا الرجل وازعجتم أيامي 
الرجل   :  ليلة واحدة فقط 
الحارس  :  عليكم أن تحسموا أمركم سريعا 
الفتاة   :  سأنام أنا 
الشاب  :  لا بل أنا 
الفتاة   :  بل أنا 
الشاب :   لا بل أنا 
الرجل  :    ( وكأنه غير معني )
الحارس :  عندي حل .. واعلموا انكم تضيعون وقتي 
الفتاة    :   لا حل غير أن أنام أنا
الشاب :  بل أنا 
الحارس :  احتكموا الى القرعة 
الفتاة : ( بلهفة ) انا موافقة شريطة ان يضع اسمي على كل أوراق القرعة 
الشاب :   وأنا موافق شريطة ان يضع اسمي على كل أوراق القرعة
الحارس :   أنتم تضيعون الوقت وربما كنتم تماطلون من يعلم النوايا ؟! 
الفتاة  :   لا مانع لدي من البدء شريطة أن يوضع اسمي على كل اوراق القرعة 
الشاب :   وأنا ايضا اشترط ان يوضع اسمي على كل اوراق القرعة 
في هذه الاثناء يدخل المكان رجل ( الرجل2 ) رث الثياب بذراع واحدة , يبدو وكأنه خارج من 
حرب أو لكأنه احد مخلفات انفجار ضخم .. 
الرجل2 : أخيراً ثمة أناس يمكنني سؤالهم ....( يتقرب بلهفة )
الجميع يبدون في حالة ذهول 
الحارس :  ( يخاطب الرجل2 ) من أنت وما الذي أتى بك الى هنا ؟!
الرجل2  :   كان هذا آخر مكان على وجه الأرض حططت فيه رحالي , منذ الف ليلة
            وأنا أجر أذيالي بحثاً عن .. ( ينتبه ) من أنتم وما الذي يجمعكم هنا في حين
           ان  المدينة خالية تماما ً الا من الصمت الذي يتجول في أرجائها 
الفتاة  :   ( تهم بالكلام )
الحارس :   ( يتدخل مقاطعاً اياها ) لم نعرف الكثير عنك .. منظرك يوحي بالريبة ؟!
الرجل2:     أنا غريب عن هذه المدينة    
الحارس :   وكيف وجدتنا .. ؟؟
الرجل2   :     جلت المدن جميعها بحثاً عن مأوى لجثتي ولكن لم أجد 
الفتاة     :  ( بخوف ) جثتك !!!
الشاب    :    (  بقلق ) ماذا تقول ؟! 
الرجل    :   ( بأمل ) جثتك ؟!! 
الرجل2 :   ( ببرود ) نعم جثتي هذه ( يشير الى جسده) فلا زلت أحملها وادور من مدينة 
              الى أخرى .. 
              وزقاق يلفظني الى زقاق ولا أحد يسيغ له استقبالي 
الفتاة   :    ما هي قصتك بالضبط ؟؟ 
الرجل2 :    ببساطة يا صغيرتي .. أنا ابحث عن مأوى اريح فيه جثتي .. قبررررر
              ( يبقى رنين كلمة قبر يملأ الأرجاء )
الشاب   :    ولم تبحث عن قبر ؟ 
الرجل2 :     وعم تبحث جثة ماتت مذ الف عام ؟ 
الحارس :     لم نفهم من حديثك أي شيء ( بحركة مباغتة ) أخشى أن تكون مفخخاً
               ( يخرج جهاز لاسلكي وينادي ) " أتسمعني ؟؟ يبدو أن شخص يفخخ 
               جثته قد اقترب .. هل هو تابع لكم .. ماذا؟؟  رقم الجثة السري ؟! 
الرجل2 :   ( يقاطعه ) نعم أنا مفخخ بأحلام كبار اغتيلت قبل ولادتها 
الفتاة   :    ( تقترب منه وكأنها تكتشف منحوتا أثرياً ) 
الرجل2 :    ( يدور في المكان )   قبر .. هل من قبر .. جثة قديمة .. لا بأس من حقي 
             أن أنام في قبر حتى ولو لليلة واحدة .. اكرام الميت دفنه يا ناس .. مذ الف 
             عام وأنا أحمل جثتي وأسير في الطرقات من مدينة الى أخرى 
الرجل :     ليلة واحدة !!! 
الفتاة   :      ماذا تريد   ؟؟ 
الرجل2 :      وبم تحلم جثة ؟! 
الشاب  :      ربما بالكثير 
الرجل2 :     والكثير عندي هو قبر 
الفتاة   :    وما الذي تفعله به 
الرجل2 :    كل ما يحتاجه ميت من وطنه هو قبر ووطني شح عليّ به 
الشاب  :    ومن هو الميت ؟ 
الرجل2 :   داعيك .. 
الفتاة    :   وكيف ذلك وانت ماثل أمامنا تتحدث وتحلم مثلنا 
الرجل2 :    ومن قال ان الموتى لا يحلمون ؟!!
الحارس :      ومن أي البلاد أنت ؟
الرجل2 :    من البلاد التي تشح على موتاها بقبر يليق بهم 
الفتاة    :     وكيف متّ ؟
الرجل2 :   في انفجار ليلة ما .. كان كل شيء باسم الله , ولم اصحُ الا وأنا جثة غير مصرح
            لها في الدفن .. جلتُ مقابر مدينتي لكنهم رفضوا دفني لكوني جثة مجهولة الهوية 
 الشاب :     أليس لك أهل ليتعرفوا على جثتك ؟
الرجل2 :     ( يبكي ) آه اهلي .. فبينما هم مشغولون بالتعرف على الاعضاء أحاق بهم 
              انفجار  آخر .. ثم سرت الى مدن أخرى بحثا عن قبر 
الشاب :    و هل ترضى أن تدفن غريبا 
الرجل2  :   وحتى تلك لم تتحقق .. كل دفانيها لم يقبلوا ان يدفنوا جثة بلا ذراع 
الرجل :   انت .. انت قصدت المكان المناسب .. سنكرم مثواك ..
الحارس :   مهلاً .. وهل تلا قفتموه ؟  انا سأكرم نهايتك وسأريحك من عناء طويل 
الفتاة   :   لم لا توفر له مكاناً عندك وتنهي معاناته ومعاناة المدينة ( تخاطب الحارس)
الرجل :   ( يبدو موافقا على الفكرة )
الشاب :   فكرة صائبة .. فلينام عندك في الثلاجة ودع الرجل يودع ابنه ..
الحارس :   وماذا سأفعل بجثته بعدها ؟
الرجل2  :   ثلاااااااااااااااااااااجة ( مرعوباً ) مذ الف ليلة وانا جثة تبحث عن قبر وهل عدل
            أن يجمّد  موتي بعد كل ما مضى حتى بعد ان رضيت بقبر غريب.. لا تلك فكرة  
            لا أوافق عليها .. ثلاجة لاااااااااا
الرجل :   ليلة واحدة فقط ..
الحارس :   أرأيتم حتى هو لا يوافق ( يشير الى الرجل2 ) 
الرجل2 :    نعم أنا أريد قبرا حتى ولو كان قبراً غريباً فقد هانت المطامح 
الحارس :   لدي اتفاق يرضي الجميع .. ولكن ارجو ان تستوعبوه و لا تعترضوا 
الجميع :    لنسمع اولا ....
الحارس  :   الأمر ببساطة  كالآتي هذا الرجل يريد ان يودع ابنه .. وهذا الرجل يريد التخلص
              من جثته التي اصبحت عبء عليه 
الفتاة  :   يريد دفنها !!
الحارس : النتيجة واحدة .. هو يريد التخلص منها بطريقة أو بأخرى 
الشاب   :   الدفن اكرام 
الحارس :   الدفن تخلص من الروائح النتنة التي يقرف منها اعزاء الميت 
الرجل2  :   ليس لي اعزاء الان .. أريد ان ادفن جثتي ..
الحارس :   سنفخخ جثة هذا الرجل  ونفجرها وبهذا سيخلص من جثته أو ما بقي منها 
            وسنجلب جثة من الانفجار ونضعها محل جثة ابن هذا الرجل 
( يهول الجميع فظاعة الفكرة , فيبدأ اعتراضهم ويعلوا الضجيج ) 
وفي هذه الأثناء يدخل الرسام  حاملاً أدوات الرسم ومسند ولوحة فارغة 
الرسام : ما الذي اصاب المدينة .. الشوارع يلونها الصمت .. والأسواق تبدو كظلال باهت 
الحارس :   من أنت ؟ 
الرسام  :    أنتم من انتم .. أنا فنان وهذه هوية كاملة تغنيني عن التعريف 
الفتاة   :   ما الذي أتى بك الى هنا 
الرسام   :    جئت لكي ارسم الحياة 
الشاب   :     نحن نبحث عن الحياة  بالمكروسكوب .. أي رسم ذلك 
الرسام  :   ما كل هذا التشاؤم يا عزيزي 
الفتاة    :    ألم تسمع عن الليلة الكبيرة ..
الرسام   :    ( يفكر ) الليلة الكبيرة .. يبدو عنوانا جميل فيما لو استثمرته للوحة 
الشاب  :     تعال الى فريقنا .. فريق نصرة الحياة 
الرسام   :   أحب أن اكون مستقلا وهذا شأن الفنان الحقيقي 
الفتاة   :    حين تقتضي الضرورة يجب ان لا يبقى أحد على الحياد  , يجب أن تسخر كل
            ادواتك لنصرة الحياة 
الحارس :   أعتقد ان الموضوع قد تطور .. لنعقد معك اتفاق 
الرسام   :    بصراحة ليس لدي ما اعقد الصفقات لأجله .. مذ الف ليلة لم ارسم شيئا
            جلتُ المدن جميعها لكي ارسم لوحة تمثل الحياة والحب ..
الحارس :    يمكنك ان ترسم الحياة من الموت 
الرسام :     ( يهرع ) الموت .. الموت قاتم الألوان 
الحارس :     الموت انعكاس الحياة 
الرجل :    أرجوكم تشعب الموضوع ولم يعد ثمة وقت , الحنين كخزان الوقود 
الحارس :    اذن نعود الى صلب اتفاقنا .. ودعكم من هذا المجنون ( يشير الى الرسام)
الرسام  :    ( يجلس على دكة الحارس ويراقب من بعيد ويحاول الرسم ) 
الفتاة   :   لن نرضى ان يموت أحد مجددا .. سئمنا من الموت 
الشاب  :    الموت يقتل المواعيد .. سنعود الى القرعة
الرجل2 :    أي قرعة ..؟؟  لقد سئمت من قرعة الحج  في حياتي .. سجلت عليها وانا
             في بطن أمي ..  ثم متُ وقيل أن اسمي لم يظهر الى الان 
الشاب :    نحن نجري قرعة فيما بيننا .. فيمن ينام ليلة واحدة في هذه الثلاجة 
الرسام  :   ( يتدخل من مكانه ) وما المنفعة من هذه المغامرة 
الشاب :   لدرء خطر الليلة الكبيرة عن المدينة .. ليودع هذا الرجل ابنه 
الرجل  :   ولليلة واحدة فقط 
الرجل2 :    أنا موافق أن انام في قبر  كل الليالي 
الرجل :    ابني مات ( يبكي ) باسم الله .. ولم يدفن ( يبكي الرجل2 ) وأريد أن اودعه 
الحارس :    قبل ترحيل الجثث ..  ودفنها 
الرجل2 :   لنفترض اني نمت مكانه هل سترحل جثتي ؟ وتدفن 
الحارس :  أولا ستعرض على الطب الشرعي وربما أعادوك الينا 
الرسام  :    انتم لوحة حياة ( يخاطبهم ) مشوبة وانا كرسام لا يمكنني ان ارسم شيئا يشوب
          لوحتي ..
الحارس :  عليكم ان تحسموا امركم سريعا 
الرسام :    اريد ان ارسم لوحتي ولكن احسموا امركم اريدها صافية 
الرجل :  ( بيـأس )  ليلة واحدة فقط 
الحارس :   المدير يتصل 
الشاب :    لنحتكم الى القرعة 
الرجل2 :   اريدكم ان تدفنوني 
الرجل  :    يجب ان يودعك احبابك 
الرجل2 :   لم يبق لدي أحباب 
الشاب والفتاة  :    كلنا أحبابك  
الرجل2 :   ادفنوني اذن 
الفتاة :   ما دمت تحلم فلن تدفن 
الرجل :   اريد ان اودع ابني 
الشاب :   كلنا ابنائك 
الحارس :  فلينام احدكم مكان ابنه 
الرسام  :  ( يقترب )
الرجل2 :  ( يخاطب الرسام )  انه عرض مناسب لك 
الرسام :   أعوذ بالله 
الرجل2 :   ارسم الحياة من خلال الموت.. فرصة ان تعيش مع الأموات لتعرف الاحياء
            على حقيقتهم 
الشاب :  الاحياء لوحة زاهية 
الرجل2 :   الأحياء يتخاصمون بينما ينام الموتى بهدوء , 
الرسام :    لا .. هذه تجربة غرائبية .. لا يمكنني الخوض بها .
الحارس :    ( يخاطب الرجل ) اراك قد خضعت .. وبردت همتك 
الفتاة   :    بل بدأ يركن الى الواقع 
الرسام  :   أنا أريد ان ارسم عن الحياة من الحياة وكفانا شعارات 
الرجل :   ليلة واحدة 
الرجل2 :   قبر واحد 
الشاب  :  سوف نلجأ الى القرعة  ومن يريد ان يشارك بها , أو سأنام أنا مكانه 
الحارس :  المدير يتصل 
الرجل :   لا يحرك ساكنا 
الفتاة  :    نحن نريد الحياة  بمواعيد وحب فقط 
الرسام :   بلا موت 
الرجل :   وانا اريد ان اودع ابني انام بقربه ليلة واحدة فقط 
الرسام  :   لك من الابناء بمقدار وطن 
الفتاة  :   ولو تبعت هذا ( تشير الى الحارس )  فلن يبقى لنا وطن 
الرجل2  :  وهل الوطن الا قبر ندفن فيه حين نتوقف عن الحلم ؟! 
الشاب :  وننعم فيه ما دمنا على قيد الحب والأمل 
الحارس : يصبح الجميع فلاسفة حين تمس مصالحهم 
الرسام :  بل حين تصادر الحقيقة 
الحارس : أي حقيقة تلك وهذا الرجل عاجز  عن توديع ابنه مذ الف ليلة وهذا الرجل لم 
          يستطع دفن جثته 
الشاب  :  هذا لأنكم صادرتم الأوطان والاحلام واختلقتم الف ليلة موت 
الرسام  :   وصادرتم الوقت لتتركوا الساعات خرائب تنبأ بالهلاك 
الحارس :   تحدث بأدب أيها الغريب 
الرسام   :   لستُ غريبا وكل الأرض موطني  وحيث ثمة ظلم هنا بلدي وأنت ( يخاطب 
             الحارس ) بأي حق تصادر أحلامهم 
الحارس :   لم أصادرها بل كنت عونا لهم 
الرجل :  ليلة واحدة أنام فيها بقربه 
الرجل2 :   قبر غريب يا ناس  
الفتاة  :   موعد ... 
الشاب  :  قوس قزح زاهي 
الرسام   :   تكلم (  يخاطب الحارس ) ألا يشوب اللوحة غيرك .. أنت فجوة في طريق التقاء 
           الأحلام ..
الحارس :   لم أرسل في طلب أحد  هم من أتى اليّ 
الرسام  :   وأنت ( يخاطب الرجل )  ألم تستوعب أن هذا الرجل ( يشير الى الحارس) كان 
           متفننا في توظيفك لخدمة رأسه المريض 
الرجل :   وأبني
الرسام  :   ابنك في لقاء اثنين في حلم  يزهو لوناً .. ألا تدرك انك " خطيّة " وانت تتبع
            هذا ( يشير الى الحارس ) " و الموت أهون من خطّية "*
*بيت للسياب 
الحارس :    ( يخاطب الرسام ) وانت ايها الغريب أنى لك دراية باهل مكتنا 
الرسام  :   لا أحتاج مثلكم لألف ليلة .. فأنا فنان نظرة واحدة تملأ عقلي يقيناً 
الرجل :   ليلة واحدة 
الرسام :  ( يخاطب الرجل ) الا يكفيك ان ترى ابنك في لقاء العاشقين واحلامهم 
         ألا يكفيك ان تودعه في زقزقة العصافير ..
الفتاة  :   نحن ابناؤك 
الشاب :  وسنملأ الأرض حباً 
الرجل2 :   وقبري .. 
الرسام  :   ستوضع فوقه أكاليل من الزهور 
الشاب :   حالما تتخلصون من هيمنة الوهم 
الحارس :   مفاتيح أحلامكم عندي 
الفتاة  :   أنت  مفلس 
الحارس :  ( يهيج ) المدير يتصل .. يجب أن افتح الطريق 
الرسام والفتاة والشاب :  أنت مفلس وحيلك لا تنطلي مجدداً  , مفلس سلاحه الارهاب فقط
الرجل :  يحاول منعه ( يتدافعان .. وبعد برهة يسقط الحارس )
يقتحم الجميع الثلاجة .. وبعد برهة يخرجون  صامتين 
الرسام :  ألم أقل لكم انه مفلس 
الفتاة :  ( بتعجب ) الثلاجة فارغة 
الشاب :   وكيف بألف ليلة مضت 
الرسام :   الف ليلة وهم 
الرجل :   ( يخر ) وابني ؟! 
الفتاة والشاب :  هو فينا جميعاً 
الرجل2 :   وجثتي .. 
الفتاة  :   ما زلت تحلم  .....
يخرجون جميعاً بعد أن يضعون الحارس في الثلاجة ويتأكدون من اغلاقها عليه 
....... مرددين سنملأ الأرض حبا بعدما ملئت  موتاً 
وأنتم ايضا غازلوا احلامكم وقدموا الوهم قرابين لها 
النهاية 
ســــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــــــــار  الــــــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــــــــــــــاية 
ملاحظـــة مهمة :
لا يجوز إخراج النص , أو الاشتغال على أفكاره وصوره , أو حتى نشره في مكان آخر دون الرجوع للمؤلف 
مسلم بديري
العراق / 
ايميل : Muslim_tyrant@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مسلم بديري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/01



كتابة تعليق لموضوع : نص مسرحية : اقتل باسم ربك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net