صفحة الكاتب : امل الياسري

أمانة بغداد وأم سبع جلود!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تكلفة بشرية وصلت خطورتها عند العراقيين، منذ عقد ونيف لأرقام مهولة، بين وفيات أحداث 2003 ، ثم الحرب الطائفية المقيتة، فحصدت مئات الآف من الأبرياء، فتوزعوا على المقابر جراء التعذيب والقتل، مضافاً إليهم ضحايا التفجيرات الإرهابية، يلحقها ملايين النازحين، والمهجرين، والمهاجرين، فلقي بعضهم حتفه مرضاً، وقهراً، والماً على عراقهم، ثم سيرت قوافل الشهداء الملبين، لنداء المرجعية دفاعاً عن الأرض والعرض، وما زال العرض مستمراً، فأموات الصعق الكهربائي بسبب الامطار، بات أمراً وارداً في شهادة الوفاة العراقية!!
يذكر في تراث المغاربة، أن إمرأة كانت تنتقد حكومتها المترهلة، بأن ترتدي ثوباً خرقاً، مكوناً من سبعة أنواع من الجلد، لسبعة من الحيوانات، التي تذبح أيام عيد الأضحى، وتسمى (أم سبع جلود)، ويتبعها مجموعة أطفال، وتطرق الأبواب، فتحصل على اللحم أو النقود، فتعطيها للأسر المنكوبة بوفاة، أو إعاقة، أو يتم وغيرها، فإذا كانت (أم سبع جلود)، تعمل من اجل أبناء جلدتها من المتضررين، فمَنْ يعوض العوائل التي ذهب أبنائها، جراء صعق كهربائي، نتيجة موجة الامطار!!
غرق الدور والمستشفيات، والدوائر الحكومية، ألم إنساني مشترك بسبب الامطار، وهو أمر مفروغ منه، ولكن أن يموت أناس أبرياء، بسبب إهمال الحكومة المحلية، وأمانة بغداد لمشاريع الماء، والصرف الصحي، وشبكات المجاري، لتصريف مياه الامطار والفيضانات، فهو نقطة نظام، وحقبة من الدموع، تستحق التوقف، والتفكير في السبب الرئيسي لهذه الحالات، إنه الفساد والهدر في المال العام، ودون رادع يذكر، أما المفجوعون بالكهرباء فلا حول لهم، إلا صناديق الموت، أما الحكومة/ والبرلمان، والساسة، فهم فرحون بمتاحف مستقبلهم الملياري!!
هناك عجز واضح، وتقصير كبير، من قبل الحكومة المحلية، وأمانة بغداد في عدم قدرتها، على إسترجاع الأموال المنهوبة، المتعلقة بمشاريع خدمية وهمية، فلمَ لا يتم التحقيق بهذه الملفات الخطيرة؟ التي أزهقت أرواح الأبرياء، بسبب عدم تنفيذها، لأنها وهمية أو هروب مقاوليها، وعليه فالحكومة أم سبع جلود، لا تحتاج إعانة من أحد، بل الأجدر بها البحث عن الفاسدين والسراق لمحاسبتهم، لأن الروح عندما تزهق صعقاً بسبب الإهمال، فذلك أمر لن يذهب سدى، وعلى المقصرين ستدور الدوائر!!
أمانة بغداد بحاجة الى صعقة كهربائية، مكتنزة بالتدبر والتوجه الصحيح، وإستنفار جميع الجهود والإمكانيات، وإعداد خطط طوارئ لمعالجة هكذا أمور، فأين هي الأموال المخصصة، لحالات الكوارث الطبيعية؟ بعيداً عن السياسة والساسة فالتطاحن الخدمي الذي يشهده العراق، بات مأساوياً في ليال ممطرة، مع صرخات بقايا النفس، التي تأوي لمرقدها الأبدي، لأنها رغبت في الكهرباء، وسط زقاق معتم، وحجرة رطبة، لتنام العائلة مطمئنة، لكنها ستنام في الأيام القادمة، بلا كفيلها أو عائلها، الذي جرفته أحلام الماء والكهرباء!! 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/01



كتابة تعليق لموضوع : أمانة بغداد وأم سبع جلود!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/02 .

السيدة ٱمل الياسري
السلام عليكم
تعددت ٱسباب الموت عندنا .والموت واحد .فمرة بالتفجيرات الارهابية ومرة بالفيضانات والصعق الكهربائي ومرة في خيم النازحين فالقاسم المشترك بين تلك الحالات هو الموت .فقد تعددت صوره في عراقنا الجريح وٱبتدعت له طرق جديدة لأٱزهاق الارواح .كما يفعل داعش فكل يوم يخترع طريقة لقتل ضحاياه .فيضان بغداد يرقى ليكون فضيحة العصر الحديث .وعجز السلطات المختصة على مكافحته فضيحة ٱخرى .فبغداد ليس كمحافظة عراقية فقط بل هي العاصمة ووجه العراق الذي ينظر اليه عالميا .وهذا التقصير بحقها جريمة نكراء وغير مقبول من ٱحد تترك وتهمل بهذا الحال رغم الميزانية وٱلأموال الكبيرة المخصصة للخدمات .المشاريع الكبيرة التي يروج لها ٱعلاميا لتصريف مياه الامطار تفشل في ٱحتواء وتصريف ٱمطار سقطت لمدة ربع ساعة ؟ عندما يكتب التٱريخ عن جيوش غزاة ومعتدين فيقول ٱن جيوش كذا عاثت بكذا مدينة خرابا ؟ يصف حال المدن التي تقع تحت رحمة الاعداء .فماذا نقول عنكم ياٱمانة ؟ بغداد عن مدينة ٱستودعناها بين ٱيديكم .هذا حالها الذي يرثى له ..حسبنا الله ونعم الوكيل




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net