صفحة الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

ومضات من ملحمة الطف ( 1 ، 2 ، 3 )
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ومضات من ملحمة الطف (1)

امتياز معاجز استشهاد الحسين ع عن معاجز الانبياء

1- إن الآيات والمعاجز والإرهاصات التي رافقت شهادته ع من يوم استشهاده امتدت  مدة مديدة بعد ذلك ففي بعض البلدان الى شهور وبعضها الى سنة وثالث الى سنتين ورابع الى ثلاث سنين وخامس الى اربع سنين .وهذا امتياز لم يشاهد في معاجز وآيات التي حظي بها الانبياء.

2 -هذه الآيات الكونية كانت شمولية وعمومية بمرأى الكل ومسمع جميع البشر في ذلك الزمان والأوان فلم تختص بفئة او منطقة او جماعة معينة .
فقد رؤيت في السماء وفي الشمس وفي الافق وفي الجدران وفي المياه وفي الثياب وفي الاكل وتحت كل حجر ومدر وفي الرياح
فقد ورد في عناوين فهارس مصادر الحديث لدى الفريقين  نظير ما ذكره بن عساكر باسانيد متصلة بكاء السماء كان بكاؤوها حمرتها الشديدة  كالعلقة وفي بعض الروايات انها بقيت سبعة ايام بلياليها كأنها علقة او اسودادها وانظلام الدنيا
وتغير الآفاق نظير ان بعد قتله احمرت ستة اشهر كأنها الدم  وسقوط التراب الاحمر وكسوف الشمس وظهور الكواكب نهارا ولم يرفع حجر ولامدر الا وجدوا تحته دما عبيطا ولم يختص ذلك ببلاد المسلمين بل عم وشمل بلدان غيرهم
وان السماء مطرت دما فأصبح كل شيء ملآن دما وانه كان ذلك بخراسان والشام والكوفة
وان جدران دار الامارة لابن زياد تسايل دما
واصطلام البلايا والنكال قتلة الحسين والفرحين بقتله وكذا الشامتين
تظافر رؤية رسول الله ص في المنام لدى  الناس والصحابة والتابعين وهو متفجع ثكل اشعث يجمع دماءالحسين في قارورة دم  او يجمع دم اصحابه
او يلاحق القتلة والشامتين والخاذلين والراضيين بقتله وبما جرى عليه
وسماع الكل في جل البلدان  اصوات نوح وبكاء من دون ان يرون اشخاصا .
كما كشف عن تلك المصادر عدة من المتابعين والباحثين سواء. في تاريخ عريق عن بريطانيا او تاريخ الديانات الهندية العريقة في كتب تراثهم  الديني .

3- تواتر هذه المعاجز في كتب الحديث بمفردها علاوة على كتب السيرة والتاريخ بل ان كتب الحديث لدى كل فريق على حدة تتوفر على تواتر هذه الآيات والمعاجز ،بل ان مصادر التاريخ لدى الشعوب والملل والنحل الاخرى قد نقلوا هذه الظواهر الكونية المفاجئة

4- ان المقرر في علم الكلام وعلوم المعارف ان كل معجزة متناسبة مع دعوة ذلك النبي او الرسول او الوصي ومتناغمة مع ما يدعو اليه ومن ثم اختلفت معاجز الانبياء ،
والحاصل ان مضمون ومؤدى كل معجزة يتناسب مع هدف صاحب المعجزة والرسالة التي يدعو اليها وهذا باب مبسوط في المعارف فياترى على ضوء ما تقدم فما هي الرسالة والمؤدى والمضمون الذي توصله لنا الآيات الالهية والمعاجز الكونية التي اوجدها الباري تعالى .

5- ذكر في مباحث علم الكلام وعلوم المعارف ان المعجزة وحي الهي وتخاطب مباشر من الله تعالى مع البشر بدون توسط الملائكة ولا الانبياء و لا الرسل و لا الاوصياء في هذا الخطاب الوحياني من الله تعالى مع البشر وبعبارة اخرى ان المعجزة رسالة وحيانية مستعجلة. من الباري لعموم البشر لا تحتمل التاخير ولا الالتواء ولا التمطمط من البشر ولا التمجمج انها رسالة استنفار وتعبوية من الملكوت وقرار حاسم من القضاءوالقدر ولا تمر بمراحل ولا تمديد بل مضمونها عاجل عاجل عاجل .
فياترى ماهو المضمون العاجل  لهذه المعاجز والآيات التي احدثها الله في كل منظومة الكون والبيئات المحيطة بالبشر ?
هل توقفنا عناية بهذا الانذار الالهي العاجل لنا !!!

6- ان الاعراض عن الآيات الالهية  والتهاون عن العناية والتدبر برسالة السماء من خلال الآيات السماوية
” وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ”
ان مؤدى هذه المعاجز والآيات كما هو مضمون عقائدي فهو متضمن لمضمون فقهي وقواعد احكام الشعائر الحسينية ومؤدى اخلاقي وروحي
فمثلا الآيات والمعاجز برهان على امامة اهل البيت ع ومكانتهم عند الله تعالى وان قرب منزلتهم عنده وخاصتهم لديه وشرف مقامهم عنده ووو
وبعد ودحر مكانة اعدائهم و هلاك معانديهم و دمار غاصبي حقوقهم
ووو
إلا ان هذا المقدار ليس يوفي بالمطلوب من غرض الرسالة الالهية  التعبوية العاجلة التي وصفت من رواة تلك الروايات المتواترة لدى كل فريق ان اناس ذلك الزمان حسبوا ان ارهاصات القيامة قد لاحت في الآفاق لما مر من شيوع وتعدد الآيات والمعاجز في كل البيئات المحيطة كمنظومة مترابطة متداعية حلقات تتصل ببعضها البعض وانه قد ازفت الآزفة ليس لوقعتها كاذبة كيف وهي ترى بالعيان الغضب الالهي يعاجل اهل الارض .

ومضات من ملحمة الطف (2)

التراث المتواتر للمعاجز والآيات الكونية لاستشهاد الحسين عليه السلام مستند ومدرك تراثي ديني ضخم .

7- إن الروايات الواردة المتواترة والمستفيضة عند كل فريق هي تراث فقهي عقائدي ضخم  لكنه للأسف متروكٌ في البحث العقائدي
ومتروكٌ في البحث الفقهي أيضاً
والحال أنّ المعاجز من أعظم البراهين في البحوث العقائدية كما أن الآيات السماوية من أوفر الدلائل في وفور المعاني ووضوحها في المنابع المعرفية، وكذلك هذه المعاجز والآيات الإلهية هي منبع فقهي ثريّ لاستنباط أحكام الشعائر الحسينية وقواعد الشعيرة.
وقد يستغرب الكثير أنه كيف تكون الظاهرة الكونية الإعجازية مستندةً لحكم فقهي.
والإجابة عن هذا التساؤل بالإلتفات الى أن :
– أولاً: أنّ السنن التكوينية الإلهية متطابقة مع السنن التشريعية وليس بينها تباين بل التشريعية ليست إلا وسيلة للوصول للغايات التكوينية للخلقة الإلهية .

ومن ثم انبثقت قاعدة معتمدة لدى الفقهاء أنّ كل ما حكم به الوحي أو العقل أنّه من الغايات التكوينية فهو غاية تشريعية أيضاً وهذه قاعدة ثالثة في قاعدة الملازمة بين التكوين وحكم الشرع كما هي بين حكم العقلين العملي أو النظري وحكم الشرع.

ومن باب المثال فإن الفقهاء استنبطوا جملة من الأحكام والسنن  حول تربة الحسين عليه السلام من الحديث المتواتر بين الفريقين أن النبي صلى الله عليه وآله استأمن أم سلمة زوجه تربة كربلاء وانبأها بأنها علامة إعجازية لقتل واستشهاد الحسين عليه السلام وهو انقلابها دماً عبيطاً.

إلى غير ذلك مما يسطع وضوحاً من مؤدى ومضامين المعاجز التكوينية والآيات الالهية التي احدثها الباري تعالى لإستشهاد الحسين عليه السلام

8- إن هذا التراث يتطلب جهداً علمياً بالغاً:
1/ لجمعه من المصادر
و2/تبويباً بحسب نوع وصنف كل معجزة
3/ واستقصاء تمام التراث سواء عند الفريقين أو لدي تراث الامم والشعوب الأخرى من الملل والنحل بعد كون المعاجز والآيات كلها عالمية في مشهد ومشاهدة البشر أجمعين .
فقد روى بن أعثم في الفتوح عن كعب حيث صدق عبدالله بن عباس فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله  من هول وعظمة ما سيحدث في الكون من قتل الحسين عليه السلام وقد رواه بن عباس للناس قبل مقتل الحسين عليه السلام
قال كعب: نعم وأعظمها ملحمة التي لا تنسى أبداً…
أظنكم تهونون قتل الحسين أو لا تعلمون أنه يفتح كل يوم وليلة ابواب السماء كلها و يؤذن للسماء بالبكاء فتبكي دما عبيطاً؟
فإذا رأيتم الحمرة قد ارتفعت من جنباتها شرقاً وغرباً فاعلموا بأنها تبكي حسيناً، فتظهر هذه الحمرة في السماء.
قال: فقيل له: يا أبا اسحاق!
فكيف لم تفعل السماء ذلك بالأنبياء وأولاد الأنبياء من قبل وبمن كان خيراً من الحسين؟
فقال كعب: ويحكم! إن قتل الحسين أمر عظيم لأنه ابن بنت خيرة الأنبياء ،وانه يقتل علانية وعدوانا، لا تحفظ فيه وصية رسول الله صلي الله علي وآله، وهو مائه وبضعة لحمه، ثم ذبح بعرصة الكرب والبلاء كما ان لهذا التراث من المعاجز والآيات وجوه أخرى لكونها منبع ومصدر ومستند فقهي وهو كون جملة سنن إلهية قهرية للعباد كتلطخ البيئة المحيطة من الجدران وكل حجر ومدر  والثياب والاكل والشرب بالدم.
ومنها سنن نبوية إعجازية كوديعة النبي صلى الله عليه وآله تربة كربلاء لأم سلمة وانبائه لها أنها تنقلب دماً بقتل السبط عليه السلام.
ومنها سنن من الحسين عليه السلام نفسه لأنه أيضاً دفع تربته لأم سلمة وأوصاها بتعاهدها.
ومنها ما كان نصاً وحيانياً مكتوباً كالمسمار من حديد الذي يخط بالدم كتابة علي الجدار وغيرها من الكتابات التي شوهدت وفيها مضامين إنذار .
ولتبكينه زمرة من الملائكة في السماوات لايقطعون بكاءهم إلى آخر الدهر ..وفي الذيل أنّ سلمان الفارسي قال للراوي : لقد صدقك كعب.(الفتوح لابن اعثم الكوفي ج4 ص 323)

وقال الصدوق: فمن أنكر أمثال هذه الأخبار على صحتها وقوة سندها فهو قادر على إنكار الشرائع ومعاجز الرسول وجميع امور الدين لأن هذه وصلت إلينا بمثل هذه الأسانيد والطرق وثبت صحة ما فيها (أمالي الصدوق ص463)
ومع ضخامة تراث هذه الروائي بهذا الحجم الذي يشير اليه الصدوق وتتبعناه مع طاقم ورشة عمل من الاخوة يظهر زخم هذا التراث وترامي مصادره وانه يحتاج الى تدوين موسوعة ككتاب وسائل الشيعة مبوبة ومعنونة الاقسام كي يتسنى خطوات عملية الاستنباط الفقهي الصناعي الواسع في أحكام وقواعد الشعاير الحسينية فضلاً عن أبحاث المعارف والاعتقادات الزاخرة بها هذا التراث العظيم المروي عند الفريقين.

9- قد تقدم أن هذه المعاجز والآيات كمجموع ومنظومة لإبعاد الكون خصص الله تعالى بها الحسين عليه السلام دون بقية الأنبياء والرسل ودون بقية الأوصياء، وهذا التخصيص ليس جزافا ولا عبثا بل حكمة بالغة وغاية تامة، وأن هذه :
1/ بناء  وسن الملة في الشعيرة.
2/ توشيح الكون بالحداد في الآيات الحادثة.
3/سوق الناس إلجاءا الى سنة العزاء والحداد على سيد الشهداء عليه السلام.
4/ استمرار شعيرية واقعة الطف الى عالم القيامة وفي الجنة.
5/ تقدم- سنة اقامة الشعائر الحسينية -على ولادته عليه السلام اي منذ آدم عليه السلام وزمن الانبياء السابقين.
إلى غير ذلك من المحاور التي يجدها الباحث في طوائف هذا التراث المروي المتروك في البحوث العلمية الفقهية والعقائدية.

ومضات من ملحمة الطف (3)

(المنهج في تحقيق وقائع عاشوراء)

بعد وضوح تعاظم فادحة الطف وعظم الجناية التي ارتُكبت في التطاول على الله تعالى ورسوله من قبل العصابة الأموية المروانية الدموية؛ فليس منهج العقلاء ولا نهج البشر على التبرئة حتى يثبت الجرم.
وبعبارة أخرى: العرف القانوني في السيرة العقلانية على التعاطي مع باب الجنايات وتوثيقها على صور وأقسام، فتارةً أصل الجناية والجرم لم يتحقق من وقوعهما وأخرى قد ظنّ وقوعهما وثالثة قد تحقق من وقوعهما.
كما أن درجة الجناية تارةً من الخطورة بمكان تمس بنياناً وأساساً بالغ الأهمية ببعد مجتمعي حضاري تمتد تداعياته إلى أجيال وأمم  وأخرى متوسطاً في ذلك وثالثةً عادياً ببعد فردي.
كما أنَّ المتّهم تارةً طاهر النقيبة ونظيف الردان وثانيةً متهوم ظنين وثالثةً معلوم أنّه شرور دموي من عصابات تحترف الغدر والغيلة والسطو والعدوان.

ومن الواضح اختلاف أحكام الصور عند اجتماع الشقوق التسع فيما بينها، والحكم ببراءة المتهم حتى تثبت جنايته ليس مطرداً في كثير من تلك الصور بل جملة منها الحكم بإلادانة حتى تثبت البراءة،
كما أنَّ الحكم في جلّها في أنَّ الفحص والتحري هو المدار والميزان لا البناء على التبرئة والتنزيه والنفي والإنكار حتى يتبين الحال.
فمثلاً:
في موارد التحقق من وقوع الجناية والجرم؛ فالنهج هو على التحريات وإجراء مسيرة الفحص وعدم التهاون وتجنب التفريط في حقوق المجني عليه لاسيما إذا كان من الحق العام وليس هو من البعد الشخصي بل طابع بعد الحق العام.

وأمّا مع زيادة ثبوت تورط الجاني في الجناية ووقوع الجرم بشكل إجمالي فليس القاعدة المتبعة لدى العرف العقلائي السائد لديهم في التفاصيل على البراءة والتبرئة ولا تنزيه الجاني عن التفاصيل المظنونة حتى يتبين الحال، بل على المزيد من التحري والتقصي والفحص.
وعلى ضوء ذلك فالخلط بين أقسام الصور وجعلها بحكم واحد وإطلاق قاعدة المتهم بريء حتى تثبت إدانته تسرية لها لغير موردها وأنّ جل الموارد والأقسام هي على خلاف ذلك كما مرّ.

وإذا زيد إلى الفرض كون فعل الجناية والجرم بالغ الأهمية والخطورة وتداعياته واسعة المدى    فمن الواضح أن نهج العقلاء في ذلك الباب على الاستنفار الشديد في الفحص والاهتمام والمبالغة في التحري.
وإذا زيد إلى ذلك أن كيفية ارتكاب الجريمة كانت بأبشع ما يكون واشنع ما يبطش وأقسى ما يفتك فإن درجة الجناية والإجرام تتصاعد شدة وفداحة؛ فتتعالى درجة الملاحقة والمتابعة للجُناة.

وكل هذه المواصفات الثلاث والأربع  منطبقة على واقعة الطف من جهات ومنطبقة على عصابة الإجرام من بني أمية من جهات، ومنطبقة على خطورة وقع وتداعيات الحادثة ومنطبقة على الآليات البشعة والبطش الذي ارتُكب.

أضف إلى ذلك خامساً: كون الجناية ليست مدنية محدودة بل دينية وسياسية عسكرية وأمنية حضارية.

فمن البين على وفق تلك القواعد العقلائية في باب التحريات والتحقيقات الجنائية أنّ الموقف في تحقيق وقائع  عاشوراء وأحداث كربلاء  لابد أن تأخذ التحريات والتحقيقات والملاحقات والمتابعات مجراها على وفق تلك القواعد والضوابط
لا أن يتعاطى معها على وفق قضية مدنية ذات طابع فردي فإنه بمنأى عن حقائق الأحداث والوقايع في مواجهة الطف الكبرى والدواعي والأهداف التي انطلقت منها،
كل ذلك يوظِّف منهج وأصول تُلقي بمسؤوليتها على الباحث والمحقق في نازلة الطفوف، كي يخرج بذلك عن التقصير والتفريط في إحقاق الحقائق فإن واقعة كربلاء قد أعدّت لها السماء والإرادة الأزلية الإلهية إعداداً منقطع المثيل ومنتفي عنه النظير، كلُّ ذلك لأجل وخامة التداعيات على الدين ومصير المسير البشري.
فيا أيها الباحث إن كنت أهلاً وذا أهلية للقيام بذلك فأوفِ واستوفِ ما تستطيعه وإلا فلا تحكم ولا تقضي من نفسك بتبرئة جناة الإجرام ولا تنزّه عصابات الدم والدمار للإنسانية فإنك ستكون شريكاً فيما ارتَكبوا، قال تعالى: {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً}
وقال تعالى : {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}.
ومن أعظم الظلم أن يسعى الباحث لتبرأة الجُناة وتلميع صورتهم والتغطية على ما أرتكبوا والإسهام في التعتيم على ما أقترفوا،
فلتعلم أيها الباحث وأيها الكاتب وأيها المحاضر أن تسجيل موقف في البحث إما يكون إصطفاف مع إجهار صوت الظلامة والمظلوم في واقعة الطف، وإما والعياذ بالله مناصرة لبني أمية ومحاماة عن جناياتهم وفظاعة ما أرتكبوا؛ فكل تقرير وحكم تطلقه فإنه يأخذ أحد المسارين.
قال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
فمسؤولية اللسان والقول من أعظم التكاليف.

أو يعلم القائل برأيه والباحث الذي يبدي بحكم في أحداث الطف أنه نصّب نفسه قاضياً بين المعسكرين في أعظم واقعة وحادثة في الدين فهل يملك الأهلية الكافية لذلك أم يكون ممن جلس مجلس القضاء وليس بأهل له فليتبوأ مقعده من النار، اتقوا الحكومة -الحكم القضائي- فإن الحكومة إنما هي للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين لنبي أو وصي نبي.

ولماذا كل هذا التهويل والتضخيم؟! ذلك لصعوبة الإحاطة بآليات إحقاق الحق وكشف الحقايق كما هي وإلا فستكون الحكومة والحكم القضائي مناصرة للظالم الجبار على المظلوم المهتضم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/25



كتابة تعليق لموضوع : ومضات من ملحمة الطف ( 1 ، 2 ، 3 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net