صفحة الكاتب : عبد الحسن العاملي

ودَاعُ القَلْبَيْن الأقدَسَيْن
عبد الحسن العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لأنَّ "لحظةَ الوَدَاع" حَانَت، فقد لبِسَت ازَارَ أمِّهَا الزَّهرَاء.. وسكتت طويلاً.. ثمَّ أقبَلَت على شَيْئٍ كان تخفيهِ عن أنظارِ مَن معها.. فانكبَّت عليه.. تقرأ ما فِيْه.. ثمَّ أعادت النَّظرَ طويلاً.. لأنَّ أُمَّها "البتول" يوم ضَمَّتها إلى صدرها قَصَّت عليها "وجعَ اللهِ" في تلك الأرض المريرة، وبَكَت.. ثمَّ ذَيَّلَتْ لها شيئاً مِن ممهور الله، وفيه: أنَّ الحُسَيْن "ذِبْحُ الله الأعظم"، ووَاعيَتُهُ التي تهتزُّ لها السَّموات، وقَلْبُهُ الأرحم، ووريدهُ الذي يَسقِي هذا الوجود "مادَّة الحياة".. كان الحُسَيْن قريباً مِن زينب، وكلاهُما يقرأُ اللهَ بِصَمْت.. فَلَمَّا التقَى البَصَرُ بالبَصَر، نزفت زينبُ كلَّ قَلْبِهَا، فتمخَّضَ الحسينُ عن دَمْعٍ ما زالَ إلى اليوم يحكي معنى أن يُذبَحَ وُلدُك وأهلُ بيتكِ وأصحابُك أمام عَيْنَيْك، ثُمَّ تَرَى نساءَك "سبايا مُرَوَّعات" بين يَدَي أعتَى وُحُوش الأرض كفراً ونفاقاً ووُلُوغَاً بالدِّماء.. قرأتهُ زينب جيَّداً، فضمَّت ذراعَ قَلْبِهَا على قَلْبِه المُتَحَرِّق، وأسدلت لهيبَ نيرانِها ما وراء الأضلاع، وقالت: وداااااااااااعاً... أخي يا حُسَيْن.. فمدَّ الحُسينُ يَدَهُ على الجِراح العميقة.. لِيُطفِئ نَارَهَا.. ثمَّ عبَر بكلِّ الأوجاع.. كان كلُّ شيئٍ منهُوكَاً..كانت أنفاسُ الملأ الأعلى على زَفْرَتِها.. وكلُّ أطباق الوجود تنعى قَتِيْلَهَا.. كان الحُسينُ مَربَطَ هذا الوجود.. وعَيْنَ أبراجِه..  كان إلفةَ الكون وبسمةَ الله، وحوضَ الرَّحمَة المطلقة.. لذا بَكَاهُ الله.. وكلُّ مَلِيْكٍ في السَّما.. ومضى الحُسَيْن.. وعينُهُ على زينب.. قَلْبُهُ بين يديها.. رُوحُه تلوذُ بمقلَتَيْها.. وكلُّ ما فيهِ يئنُّ وجعاً لِمَا بَعدَ الحُسَيْن..
*السَّلام على قَتِيْل الله الأعظم.. وحجَّتُهُ على أهل الدُّنيا.. وكعبتُهُ التي لاذَت بِهَا السَّمَوات..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسن العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/23



كتابة تعليق لموضوع : ودَاعُ القَلْبَيْن الأقدَسَيْن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net