صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

يا وزير الداخلية!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جريدة الحقيقة 
قبل يومين نعت جماهير (العمارة) أربعة شهداء من أبنائها الأبرار، استشهدوا في منطقة الفتحة / شمال بيجي/ وقبل ذلك بثلاثة أيام استشهد أيضاً خمسة من أبناء بغداد في ذات المنطقة. وبطبيعة الحال فإن الأمر طبيعي جداً لو كان الشهداء مقاتلين مدربين تدريباً جيداً، يتناسب وخطورة الموقع الذي يدافعون عنه.. فمنطقة الفتحة التي استشهد فيها هؤلاء، واحدة من أشد مناطق الحرب مع داعش خطورة، والمواجهة فيها أمر خطير، إذ يصبح فيها القتل من الطرفين المتحاربين أمرا معتادا لا سيما وأن الطرفين المتحاربين يخصصان أفضل مالديهما في هذه المنطقة الاستراتيجية الخطيرة، فالجانب العراقي مثلاً يضع أبرز ما لديه من وحدات عسكرية في منطقة الفتحة، وأقصد بذلك قوات مؤهلة للحرب، تنظيماً وتدريباً وتأهيلاً واقتداراً.. كذلك يفعل تنظيم داعش، فهو يعرف مثلنا، أهمية (الفتحة) ستراتيجياً، واقتصادياً وجيولوجياً، سواء في خصوصية الممرات والعقد والروابط العسكرية المهمة، التي توصل بينها وبين بقية المسالك التي تعد عصباً حيوياً في خارطة الحرب مع داعش.. أم في الجوانب الاقتصادية (النفطية المهربة) من هناك..! فمنطقة الفتحة يا معالي الوزير عسكرياً - كما تعلمون - تقع على الطريق الرابط بين بيجي وكركوك من الجهة الشرقية لمحافظة صلاح الدين، وهي أيضاً نقطة ارتباط بين مدينة الحويجة وصلاح الدين، ناهيك عن ارتباطها الشديد مع مدينة بيجي ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة بسبب وجود مصفى النفط الكبير.. لذلك نرى تنظيم (داعش) يضع كل قوته فيها كي لا يخسر تلك البلدات المهمة، لأنها تربط بين كركوك والموصل والأنبار وبغداد..
لقد أردت من هذه المقدمة أن أقول، إن منطقة الفتحة، منطقة خطيرة عسكرياً، بمعنى أنها منطقة موت، فكيف تزج (بأفراد شرطة) هم بمثابة موظفين مدنيين، في أتون حرب طاحنة.. فالشهداء التسعة وغيرهم لم يتدربوا قط، ولم يمروا بمثل هذه السيناريوهات من قبل.. فالشهداء الأربعة (العماريون) هم أفراد في الدفاع المدني (أطفاء)، أرسلوا للفتحة بهيئة (معايشة)، وكذلك الشهداء البغداديون الخمسة، فهم من (مديرية الجنسية)، أرسلوا الى الفتحة كمعايشة أيضاً.. فاستشهدوا جميعاً قبل أن يكملوا في (الجبهة) أسبوعاً او أسبوعين لا أكثر!!
ربما ستقول يا معالي الوزير إن هناك شباباً يقاتلون في الحشد الشعبي كانوا طلبة، او موظفين، فأقول لك نعم، هذا صحيح، ولكنهم حصلوا على فترة تدريبية جيدة، وأنا أعرف أن الحشد الشعبي لا يزج بأبنائه في حرب ضروس دون تدريب، وأنت سيد العارفين في ذلك خصوصاً وأنت واحد من قادة أبطال الحشد الشعبي المقدس.. ثم أود ان اسأل عن الحكمة في إرسال (شرطة مدنيين) للمعايشة في الجبهة، بينما تظل مواقعهم شاغرة في دوائرهم الأصلية.. أو تسد بتعيينات جديدة.. اما كان الأفضل أن يرسل المتعينون الجدد – بعد تدريبهم طبعاً – الى الجبهة، دون الحاجة الى هذه اللفة، والدوخة، التي كان ثمنها كبيراً؟ إن منطقة الفتحة الخطيرة تحتاج الى مقاتلين مدربين وليس الى أشخاص في الأطفاء والجنسية وغيرهما.. واليك هذا التقرير عن القوات التي ستحرر (الفتحة) لتحكم بنفسك عن الفرق بين جماعة الأطفاء، والقوات الخاصة:
(القوات الخاصة تستعد لتحرير منطقة الفتحة شمالي بيجي من داعش)
صلاح الدين/...تستعد القوات الخاصة لتحرير منطقة الفتحة شمالي بيجي من عصابات داعش الارهابية..
وقال قائد القوات الخاصة اللواء الركن معن السعدي لـ"عين العراق نيوز"، ان" قوات النخبة مسنودة بالحشد الشعبي انهت استعداداتها لتحرير منطقة الفتحة والمناطق المحيطة بمصفى بيجي من العصابات الارهابية.".
وذكر ان "قضاء بيجي اصبح مقبرة للعصابات الداعشية وسيكون بوابة نحو تحرير الشرقاط وصولا الى محافظة الموصل..!!
اتمنى في ختام المقال من معالي وزير الداخلية المحترم، أن يصحح الأمر، ويوقف مهزلة (المعايشة)!!".

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/12



كتابة تعليق لموضوع : يا وزير الداخلية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net