صفحة الكاتب : قيس النجم

خرافات كاتب مجنون!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التناسي يجرنا حتماً الى النسيان، لكن الذاكرة تخزنها لتؤلمنا، في الوقت المناسب، وتعيد قراءة واقعنا، وذكرياتنا على الدوام، خاصة وأننا تركنا وطناً يمزقه الفكر المتطرف، وباتت الخيول البُنية تقدم إنجازاتها في الغربة، بزمن محترف عجول، يراد منه إفراغ من مثقفيه وشبابه، إنها الهجرة، عادة جعل الوطن في فوضى دائمة!
أموات في مقبرة الغرباء، وشهداء شعراء، باتوا بين دفات الكتب؛ بسبب العجز السياسي، في حماية العقول والكفاءات، فغادرتنا مبكراً، في رحلة التأريخ المدون، لمطابع الدول، غير العراق، على أن هذا الشامخ والمبدع، يولد ليصبح ملكاً بكل المقاييس، عندما تتجرأ ذاكرة الوطن على نسيانه، وتستذكره في مناسبة ما، ولكن بعد أن أصبح جثة هامدة! 
كثير من الناس كان يملأهم شعور بالتشظي، والتشاؤم، مع جملة من التساؤلات، عن كيفية القضاء على عادة أعتبرة سيئة، وهي سيطرة مشاعر الألم والحزن، الذي خيم على الشعب، بسبب إنتكاسات حكومات الفشل والفساد؛ دون مراعاة للوطن والمواطن على السواء، حيث يشعر الناس، بأنهم مجرد سلع في سوق المنافع الخاصة لا أكثر!
الكفاءات المصطنعة، والتمثيل الفاشل، باتت هي الأخرى عادات منتشرة بين الناس، حيث الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، والإصرار على كشف جميع مساوئ الحكومة، والمطالبة بالإصلاح دفعة واحدة، وكأن السيد العبادي هو مَنْ أفسد مؤسسات الدولة برمتها، ولم يرث شيئاً من سابقته، كبضاعاتها الفاسدة، وسياساتها المترهلة، بعد أن تجرعوا لوعة السقوط!
هناك طقس ديني، وعادة أصبحت وظيفة يومية، للكسب والعيش على الفتنة، مع أن صاحب هذه الوظيفة لا يمتلك أية مقومات، وقابليات تؤهله لأن يكون رجلاً داعياً، فهو شخص أراد العمامة لحياته الدنيوية، لا للإصلاح والتوعية والبناء، وهو بذلك شوه الدين وأعلامه المتقين، لذا توالت المصائب علينا، باسم الدين والدين منهم براء!
التقسيم شعار كان يزمر به، من قبل شيوخ الفتنة، ودعاة الطائفية، وهي عادة سيئة، إمتهنها القابعون في أحضان الفساد والرذيلة، بعد أن عمت مدنهم الفوضى والصراعات، في أسوء مراحل الجاهلية، التي دعموا بها دولة الخلافة المزعومة، وبقتلهم أبناء جلدتهم، أصبحوا كالطاعون على عشائرهم وأهلهم، وأمسوا كالمجانين، في مدن ملعونة قذرة!  
العراقيون مطالبون اليوم أكثر من الأمس، بضرورة القضاء على دعاة التناحر والتقاتل، والمشاركة في بناء عراق مبدع، في كل مجالات الحياة، فإتساع الرؤية، وسلامة الذوق، والحرية الخلاقة البناءة، والإلتزام الصادق، والإخلاص في العمل، هي العادات التي ستجعل العراق، بشعبه وجيشه وحشده قادرين على سحق الجرذان، والعقارب المسمومة، والفئران، والكلاب السائبة!  
الطائفية، والهجرة، والتهجير، والنزوح، والقتل الذي مورس ضد شعبنا، كان أسلوباً مقيتاً لإثارة الدمار والخراب، في أرضنا، وتحت سمائنا، أما الرسالة التي يراد إيصالها للعراقيين، فهي أن البيت العلوي الحسيني، واجه أشق المحن والخطوب، في مهمة صعبة جداً، حين حاربهم المنافقون والفاسدون، لكنهم صرخوا بصوت واحد، هيهات منا الذلة!
ختاماً: زوبعة من الكلمات تغزو رأسي، فمسكت قلمي،  وبدء الصراع، بين قلمي وسكارتي، ومرت لحظات التأمل، وانا أنفذ دخان سكارتي تارة، وأعصر حبر قلمي تارة أخرى،  في نقاش حاد وجاد بينهما، فدونوه على ورقة، ليكون شاهداً، على جنوني وخرافاتي! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/11



كتابة تعليق لموضوع : خرافات كاتب مجنون!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net