صفحة الكاتب : عباس العزاوي

عرس التاجي كشف عوراتكم النضالية
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلما حاولنا الهروب من واقع الاحداث وجربنا مرارا وتكرارا قرائتها بعقلية متزنة وراجحة  وضمائر ساكنة مطمئنة رغم وفرة المؤشرات الواضحة فيها.. اوكلما سعينا للثبات امام الالم الذي يعتصر قلوبنا من منظر الدماء الجارية وهمجية الجناة في ارتكاب جرائمهم دون واعز من ضمير او خوف من قانون على مدى السنين الماضية .. وحتى لانخلق اعداء جدد ممن نأمل فيهم وفي نفوسهم خير وطيبة اهل العراق ,نمارس القفز العالي بمهارة متميزة فوق برك الدم القاني ورائحة الخيانة الكريهة ..

 لكننا مع ذلك نصطدم بجموع الاشباح المخيفة ووجوه الضحايا المضرجة بدمائها وحسرة امهاتهم وانكسار ايتامهم وضياع احلامهم ادراج رياح الارهاب المحلي ..... صور تطارد نفوسنا وضمائرنا لتقول لنا جميعا بدون استثناء انكم.... بائسون... منافقون ...خائفون... وتقودنا الى حقيقة اكثر وضوحاً وعمقاً من جراحنا واسطع بياضاً من جماجم ابنائنا المقتولين صبراً في المقابر الجماعية سابقاً اومذابح البعثوهابية الجديدة ...الجوامع , المضايف, البيوت ,معامل تصنيع الموت.. وغيرها من بؤر اللصوصية والارهاب والغدر الوطني المنظم ....!!
حقيقة بل حقائق لايمكن لنا الاعراض عنها كأنها حلم من احلام  يوم قائض ازعجنا بزيارته  المفاجئة واودع  في افواهنا مرارة ريق الصبح التي لاتزول ..... فنحن نحتاج لاثبات مجزرة آدمية تجسدت بكل شياطينها ورؤوس افاعيها وعقاربها السامة .. الذهاب الى ابعد من بقعة الدم المراق على فراش سراديب دور العبادة الذي يفترض ان تصعد منه مناجاة المؤمنين وحسرة الخائفين ورجاء المذنبين ... وليس صراخ المعذبين وانينهم والمغتصبات وبكائهنّ .... ونحتاج الغوص اعمق من مستقر اشلاء الضحايا وهي تستغيث خالقها في ظلام اعماق دجلة المدنّسة بدماء الابرياء. وحتى لانصنف من الساذجين...علينا تكميم افواه اليتامى وحجب أنين العجائز المفجوعة بأبنائها واخراس المطالبين بالقصاص العادل ... اوربما نُتهم بأننا غير مدركين حقيقة مجريات الامور وتشعباتها والابعاد الاستراتيجية الخطيرة للمخططات التي تدعم  وتؤكد مبررات واسباب الذبح الايديلوجي على دكة المعابد الصهيونية والامبريالية العالمية في اطراف التاجي واللطيفية ومنطقة ابو غريب والدورة والغزالية والاعظمية وطريق محمد القاسم وتلعفر وطوزخرماتو والخالص وغيرها !!
 
 فلكي تكون واع  جداً ومثقف من الطرازالاول وصاحب رأي حصيف وقول سديد بعيداً عن المشاعر والعواطف المعيبة وغير طائفي ولا محرض على العنف ولا من عملاء الامريكان !!! عليك ان تنتزع قلبك وتودعه في اقرب حاوية لتجميد الجثث المتفسخة ..  مع كل خبر تفجير يذاع ومع كل رقبة تُحز ظلماً وعدواناً ومع كل رأس يتناثر غدراً برصاص ادعياء الدين والوطنية ...  ومع كل عين تُسمل وكل اثداء تحصد... وحتى لاتنقاد وراء ظلامية القصاص الهمجي واللامتمدن ....عليك بالبحث عن مصدر صناعة الرصاصة  التي مزقت راس الانسان  والمعمل الذي شُحذت فيه السكاكين والمناجل التي حصدوا بها اثداء الطهر والعفاف في التاجي .. اثداء ابنتك وابنتي اختك واختي , زوجتك وزوجتي وعلينا ايضا معرفة المعامل التي صنعت الحبال التي بها ربطوا الاضاحي واليد التي شيدت اركان الجامع ومعامل الخياطة التي طرزت عباءة شيخ العار والفجور الفاضح  "محجوب" اللعين ..علّنا نتوصل لاسباب وملابسات ودوافع الجريمة المروعة ومثيلاتها .
 
اعدام القتلة في قضية مجزرة التاجي لايكفي على ارض الواقع الابقدر تحقيق العدالة وانصاف اهالي الضحايا  وأطفاء نار قلوبهم المكلومة, نعم هذا لايكفي لان القضية اكبر مما نتصور ولاتنحصر بضحايا عرس التاجي وحسب وهي ليست المذبحة الاولى والوحيدة ولن تكون الاخيرة ...بل تشمل كل الضحايا الذين سقطوا او سيسقطون غدراً على يد الزمر الشيطانية  مستقبلاً
 
ان الحل الناجع للقضاء على الارهاب لايقتصر على معاقبة المجرمين والمتورطين فقط بل متابعة ومحاسبة من دعمهم ومن آواهم ومن ساندهم ومن مولهم .. ومن برّر لهم ودافع عنهم!؟ ومن زوج بناته الغرباء منهم؟  ومن مكنهم من رقاب العباد ؟... كل هؤلاء شركاء بل هم اطراف لايقلون خطورة عن وحوش عرس التاجي ويجب على الحكومة اعتقالهم ومقاضاتهم!! بل يجب على الحكومة ايضا تفعيل الفقرة السابعة من الدستور العراقي (( يحظر اي كيان او نهج يتبنى العنصرية او ....... او يحرض أو يمهد أو يمجد او يروج أو يبررله)) ....أن كنّا حريصين حقاً على بناء دولة مدنية متحضرة يسودها القانون والعدل والمساواة  بين ابناء الوطن.
 
سيقول البعض بان المطالبة بالقصاص من كل القتلة دون استثناء سيدفعهم للاستمرار باعمالهم الاجرامية لانهم ( عاطلون عن العمل)  وهذا صحيح.. فهم عاطلون اخلاقيا وليس عن العمل !!! وماذا جنينا من شمول بعضهم بالمخادعة الوطنية سابقاً ودخول الكثير من رجالات النظام السابق وابنائهم في العملية السياسية وضمن الاجهزة الامنية ... وماذا كانت النتيجة..؟ المزيد من المؤامرات والدسائس والخروقات الامنية المدبرة واصبحوا قنوات مهمة وحيوية لعبور المفخخات بسهولة ويسر الى اهدافها.
 
لماذا لانفهم بان اجهزة البعث الساقط من ضباط المخابرات والامن الخاص وافواج الحماية وفدائيي صدام وجهاز الاستخبارات العسكرية والحرس الجمهوري وضباط الجيش وعناصر حزب البعث ,هذه الاعداد الهائلة وابنائهم واحفادهم ... الذين فقدوا امتيازاتهم وحياتهم الباذخة وسفراتهم السنوية للخارج وضاعت معها  طموحاتهم واحلامهم في مناصب مرموقة في حكومة البعث الساقطة , لايمكن لهم باي حال من الاحوال القبول بالواقع الجديد والتسليم به او حتى ترك العراقيين العيش بسلام بعد ان فقدوا كل شئ!! وبعد ان تساوت رؤوسهم المكتنزة ورقابهم المنتفخة  ترفاً ورخاءاً مع رؤوس الفقراء والمحرومين من العراقيين.
ملاحضة هامة .... هذه ليست دعوة لشن الحرب ضد جميع منتسبي هذه المؤسسات القديمة لكنها دعوة ضد من يشملهم مضمون المقال .. "والي بعبة طلي خلي ايمعمع"
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/19



كتابة تعليق لموضوع : عرس التاجي كشف عوراتكم النضالية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net