صفحة الكاتب : علي علي

تصريحات "ماتداوي جرح"
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعود العراقيون على سماع نشرات الأخبار بوتيرة تكاد تتكرر بين حين وحين، إذ ماعاد مفاجئا لهم سماع خبر إلقاء القبض على عصابة تقوم بخطف النساء او الاطفال، وأخرى بسرقة المحال والبيوت، وثالثة بالمتاجرة بالمخدرات، ورابعة ببيع الأعضاء البشرية، وخامسة بالتزوير والاحتيال، حتى غدت المواد القانونية المنصوص عليها في قانون العقوبات الجزائية، معلومة ومفهومة بتفاصيلها وأرقامها لدى المواطنين من عامة الناس. إذ هم يطلقون الرقم 56 على من يرون فيه سمة التحايل وابتداع الـ (كلاوات) إشارة منهم الى المادة/ 56 من قانون العقوبات الجزائية فيما يخص جريمة النصب والاحتيال. أما المادة 4/ إرهاب فهي الأقرب إلى ألسنتهم، ذلك أن الإرهاب هو الأقرب إلى حياتهم ويتعايشون معه من صباحات أيامهم حتى مساءاتها. ويسري هذا الحكم على باقي الجرائم والجنح والجنايات، وبإمكاننا القول والحكم على العراقيين بأنهم صاروا يستقرئون الأحداث قبل وقوعها، او هم يعيشون الحدث من آخر نتائجه، لما لهم من خبرة وحنكة تولدت لديهم لأن أحداث البلد تطرق على رؤوسهم أولا بأول.
 كذلك تعودوا على سماع عبارات مثل؛ تجاوز على الدستور.. خروقات قانونية.. خروج عن الاتفاق.. وغيرها، وماعاد العراقيون يستغربون سماعها عقب كل تصريح او قرار يصدر من سياسي او مسؤول رفيع او غليظ، إذ سرعان ما ينهال عليه الآخرون من رفاق دربه بالاتهامات بمجرد تلويحه بنية الإفصاح عن رأي في قانون، او وجهة نظر في قرار، وقطعا لايفوتهم التعقيد من الأمر في استحالة تصحيح مسار او إصلاح خطأ يقع به أحدهم. يذكرني هذا الحال بأعرابي سئل يوما: كيف أنت في دينك؟ أجاب: "أخرقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار"، مع فارق أن ساستنا (مايرگعون الفتگ) الذي يتسببون به.
    وهذا ديدن رؤساء الكتل وزعماء الأحزاب، في مسيرة المليون ميل في العملية السياسية، والتي لاندري متى تبدأ الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح فيها، إذ ان اثني عشر عاما لم تكفِ لتصويب الخطى وتوحيد الرؤى، حيث بات مانراه من تقدم في المسيرة بضع خطوات إلى الأمام، يعقبه تقهقر سريع في الاتجاه أضعافا مضاعفة إلى الخلف. كما بلغ ما يتفتق من رحم ساستنا من خروقات بحق الوطنية والمهنية فضلا عن الإنسانية والأخلاقية، حدا يصعب معه التصحيح والتصليح، فالحلول بالمقابل خجولة لاتكاد تصيب من عين النجاح ومرمى الفلاح إلا بقدر مايصيب الأعمى مرماه. ولعلي أصيب إن شبهت حال ساستنا في المشاكل وحلولها بمثلنا الدارج: (الشگ چبير والرگعة صغيرة) والأمثلة في هذا كثيرة لايحتويها عمود او صفحة او عدد بكامله من صحفنا. 
  ويبدو ان مثلنا القائل؛ (الإيده بالثلج مومثل الإيده بالنار) ينطبق تماما على مايحدث في الهوة الكبيرة التي تفصل بين قبب مجالس البلد الثلاث من جهة، وبين المواطن المسكين من جهة ثانية، فكأن تصريحاتهم يأتون بها وفق مقولة؛ (أنا أصرح إذن..! أنا موجود) فراحوا يتلون علينا التصريحات تلو التصريحات، بطريقة أنشودة حفظوها بطريقة (يابط يابط) أو (أنا جندي عربي) وبات المواطن يستمع إليها (من لاچاره) واضعا يد الانتظار على خد الصبر وهو يصيح:
                لأقعدن على الطريق وأشتكي       
                          وأقول مظلوم وأنت ظلمتني

 aliali6212g@gmail.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/12



كتابة تعليق لموضوع : تصريحات "ماتداوي جرح"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net