صفحة الكاتب : علي الزيادي

بعد عام على تشكيلها . مشروع حكومة العبادي التستر على جرائم حكومتي المالكي !
علي الزيادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   كنت جالساً في ضيافة مجموعة من العقول الأقتصادية والتجارية العراقية والعربية الرائعة وهم يتحدثون عن أعمال يعملون على تنفيذها في العراق بعد ان تشكلت حكومة جديدة وكنت فرحاً معهم ومحتفلاً على ان فصلاً من الآلام قد انتهت وستنطلق مرحلة جديدة من العمل ولملمة الجراحات وفرض التعايش السلمي بين الناس على اساس من القوانين التي ستتخذها الحكومة وترسلها الى البرلمان في سقف زمني لايتجاوز ستة اشهر ! ورغم ان المدة طويلة والبلد يحتاج الى قوانين سريعة تنعشه بعد خطفه لمدة ثماني سنوات ولكن سلمنا بالمثل الشعبي المعروف والقائل ( الي تتواعد بيه احسن من الي تاكله ) !
كانت تلك الجلسة في الشهر التاسع من العام 2014 . طروحات الأصدقاء في جلستنا كانت تشرح الصدور وستنهي أزمات مهمة تلّوَعَ منها المجتمع العراقي بشكل عام . وحسب تلك الطروحات التي تعمل جميعها بالآجل ولمدة تتجاوز العشر سنوات فأن أزمة السكن ستنتهي في غضون 4 سنوات وأزمة المشتقات النفطية والكهرباء ستنتهي في غضون سنتين وسيتم بناء ميناء الفاو الكبير في غضون ثلاث سنوات ومشاريع اخرى متعلقة في البنى التحتية ستنتهي وتظهر للعيان في غضون اربعة سنوات . البعض من الأصدقاء يتحدث بأرقام مهمة لتمويل تلك المشاريع دون ان يثقل على كاهل الموازنات العراقية فأن اغلبها مشاريع تحقق ايرادات تفوق كلف الأنشاء وقبل استحقاق دفوعاتها . كنت فرحاً بما اسمع . فرئيس الوزراء الجديد القديم حيدر العبادي وفي اول خطاب له امام البرلمان تحدث عن واقع مر يعيشه العراق وسوف يسعى لتنفيذ  برنامجه الحكومي بدقة والمعلوم ان البرنامج الحكومي سوف يعبر بالعراق الى بر الأمان . ويوم بعد آخر واسبوع يليه اسبوع وشهر يتبعه شهر تبين ان الشياطين تكمن في التفاصيل ولأكن واضحاً ان جلستنا مع الأصدقاء في ذلك المكان الجميل في منطقة الجادرية كانت احلام صعبة المنال فلابرنامج حكومي يتحقق ونحن الآن نقترب من السنة الأولى من عمر حيدر العبادي كرئيس وزراء دون تطور يذكر . النزيف هو ذاته والشباب تموت دون معرفة المستقبل ومايحمله لنا وقوانين التسامح والتصالح مع الشعب مزقت مسوداتها قبل ان تكتب والكتل والأحزاب السياسية لايهمها مايجري من غليان وعدم استقرار في البلد وكل قانون وعدوا به كتبوا شيء مخالف له تماماً فاصبح العفو العام عفواً خاصاً والمحكمة الأتحادية كقانون يراوح مكانه والحكومة منشغلة في امور لاتهم المواطن فغابت الكهرباء عن الكثير من مدن العراق واشتعل الصيف هذا العام اكثر من العام الماضي وتحمل المواطن مبالغ اضافية يدفعها الى اصحاب المولدات بعد ان اوقفت وزارة النفط كميات زيت الغاز المجاني والتي كانت تعطيه لاصحاب المولدات في فصل كل صيف للتخفيف من عبء انقطاع التيار .
كل كلامنا وكلام غيرنا من الذين تأملوا خيراً تبين انها احلام لاتتحقق فالرأس ينتمي لذات الرأس الذي دمر العراق طوال السنوات العشر الماضية بدليل ان كل من جاء بهم رئيس الوزراء السابق هم الآن في مناصبهم يصولون ويجولون بين وزاراتهم الأرث والمنطقة الخضراء وهم صمام أمان لمن يحاول ان يفتح ملفاٍ على الحكومات السابقة ويبدو ان العملية اصبحت واضحة ان يكون الأختيار لشخصية بديلة ضعبفة وتنفذ اجندة خاصة تقوم على التستر على السياسات السابقة والتي ادت الى خراب العراق وتدميره بشكل كامل .
العبادي يعجز تماماً من ان يؤدي اي عمل في خدمة للعراق ويمكن ان يكون سبباً في انقاذه فهو لايريد اعادة اموال العراق التي هربها رفاق دربه من حزب الدعوة وشركائهم في النهب والسلب ولو أنه اراد ذلك لفعلها وهو يعرف ان الداخل والخارج سيقف معه لكنه مدرك ان خيرات العراق التي كانت تفيض من فرط اسعار النفط التي كانت مرتفعة لن تعود ولذلك هو وجماعته ينطلقون من المثل الدارج ( عصفورُ في اليد خير من عشرة على الشجرة )  
هذا الحديث واقعي وهو من صميم المعاناة وليس فيه تدليس ولا نفاق وبحجم الأمنيات في حصول التفيير اليوم نصل الى مرحلة اليأس وكنت دائماً اقول واليوم أؤكد ان الدكتور حيدر العبادي ليس جديداً بل هو جزء من الحكومات السابقة ولو اننا دققنا في التسريبات الأعلامية التي انتشرت قبل تشكيل حكومة العبادي من ان المالكي قد اشترط على التحالف الوطني بعدم ملاحقته قضائياً ومعه شخصيات تابعة له وان تترك له اعداد كبيرة بأمرته كحمايات له . هذه التسريبات يبدو انها تتحقق والتستر متواصل في زمن يتم الأنتقام قانونياً من المواطن البسيط والموظف الصغير على انه قد اخطا واجتهد فأخطا بينما من تسبب بكوارث واحرق البلاد وبدد ثرواته يصول ويجول دون مسائلة ! ماذا تعني هذه السياسة ؟ اعتقد انها تعني ان الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال بشكل يتستر على جرائم الجكومات السابقة في السنوات العشر الماضية ولا أضن ان لها واجب آخر طالما ان البلد من سيء الى اسوأ وأعتذر لأصدقائي الأقتصاديين ومن جلست معهم نحلم سوياً فان الفوضى هي اقوى من البناء . ولكن يبدو ان زمن السحل في الشوارع سيكون قريباً فلا العبادي ولاغيره يستطيع ان يُسكت افواه تجوع واجساد تتعرى وتبرد ورجال تبحث عن لقمة عوائلها ولن تجدها .
العبادي الذي يدعي انه يعمل على الأصلاح انما يخدع الناس فهو مأمور من المالكي كونه المسؤول عنه حزبياً وعقائدياً بالتستر على جرائم نفذت خلال السنوات العشر الماضية وهي جرائم لن ينساها التأريخ لبشاعتها ونتانة من فعلها بدم بارد . وحسبنا الله ونعم الوكيل ….
alialzayadi67@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزيادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/07



كتابة تعليق لموضوع : بعد عام على تشكيلها . مشروع حكومة العبادي التستر على جرائم حكومتي المالكي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net