صفحة الكاتب : علي علي

تحت شعار "أنا وبعدي الطوفان"
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   "وقف النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي على المنبر يوماً فقال للناس: أتدرون ما مثلي ومثلكم؟ قالوا: لا. قال: مثل الضبع والضب والثعلب، فإن الضبع والثعلب أتيا الضب في وجاره (بيته)، فنادياه: يا أبا الحسل (كنية الضب). فقال: سميعاً دعوتما. قالا: أتيناك لتحكم بيننا. قال: في بيته يُوتى الحكم: قالت الضبع: إني حللت غيبتي. قال: فعل الحرة فعلت. قالت: فلقطت تمرة. قال: طيباً لقطت. قالت: فأكلها الثعلب. قال: لنفسه نظر. قالت: فلطمته. قال: بجرمه. قالت: فلطمني. قال: حرّ انتصر. قالت: فاقض بيننا. قال: قد فعلت".
  من السطور أعلاه نستطيع الوصول الى حقيقة، قد تكون غائبة عنا في حياتنا المليئة بالمشاغل والمشاكل، لاسيما ساعات المحن والشدائد، إذ من الطبيعي أن تعتري المرء لحظتها قلة تركيز وتشتيت انتباه، تفضيان معا الى سوء تقدير وقلة حيلة في وضع النقاط فوق الحروف. والحقيقة التي قصدتها هي عدم الاكتفاء بتشخيص نقاط الخلل ومكامن الخطل، والوقوف عند معرفة أسباب مشاكلنا، بل حري بنا السعي في حل ما استعصى منها، فضلا عن الوقوف طويلا عند الأسباب التي أدت الى نشوبها وحدوثها. إننا نعيش هذه الأيام مرحلة حرجة في حياتنا، والمتمثلة برد الاعتداء الغاشم والتجاوز السافر على بلدنا الآمن.. البلد الذي يعيش أهله فترة نقاهة بعد انقشاع أربعة عقود من حكم الظلمة والدمويين، وعلينا استذكار أيام كنا قد قرأنا عنها في كتب التاريخ، وأطلعتنا عليها الأسفار، منها البعيدة الموغلة في القدم، ومنها حديثة العهد مازال أغلبنا يتذكرها وكأنها أحداث الأمس، الأيام التي لم تكن تخلو من أصناف من الناس لبسوا لنا لباس البشر في وقت هم أشد ضراوة في شرهم وشرورهم من الذئاب، وقطعا لم يتميزوا بهذه الميزة فخرا وعلوا، بل اكتسبوا بها خسة وضعة زادتهم ذلا على ماهم عليه. وكما نقول في مثلنا: (ماكو زور يخلى من الواوية) فـ (واوية) المراكز القيادية كثيرة في وقتنا هذا، ولديها من الألسن مايبدأ بتصريحات رنانة طنانة لاتقف عند حد من المبالغة والكذب وقلب الحقائق، فأكثرها ينفخ في قربة منخورة، بهدف واضح لدى الجميع. 
إلا أن بصيص الأمل معقود بهمة القوات المسلحة العراقية التي تساندها بشرف وعزة زنود الجماهير الغفيرة المتطوعة لنحر نفسها على مذبح الوطن كقربان للسلام والحياة الحرة الكريمة، بما يضمن إخلاء أرض العراق من كل قدم دنستها أقدام التكفيريين والأوغاد، سواء من داعش أم ممن يمت لهم بصلة من قريب او بعيد، ولاسيما أحفاد (ابو رغال) الذين يقومون بأدوار البطولة بالخيانة والغدر والالتفاف على رقاب أبناء جلدتهم من العراقيين. 
 ومع جملة المحن والشدائد التي حاقت بالعراقيين خلال السنين الأخيرة، ينفذ الفرج لشدتهم ببدء العد التنازلي بشكل مذهل منذ توحد صفوف شرفاء الوطن، بكل فئاتهم وأديانهم وطوائفهم وقومياتهم، والوقوف بعزم وبأس لن يكون أقل من بأس أجدادنا الذين خرجوا في ثورة العشرين، او ثورة مايس عام 1941 او الذي لم يناموا على ضيم وظلم من حاكم جائر، وكلنا يذكر الانتفاضات التي قام بها شعبنا في سنين الجور القمع، بعد أن بلغ السيل الزبى.
  اليوم يحارب العراقيون على أكثر من جبهة، وليست جبهة داعش أخطرها، فالجبهات المفتوحة مع المفسدين من متقلدي المناصب العليا أشد خطورة، إذ لم يتخذ أولئك المفسدون من ثورة الشعب وموقف المرجعية وقرارات العبادي رادعا يوقفهم عن غيهم وطغيانهم وتمددهم بالفساد، بل على العكس فبعضهم لن يتنازل عن صومعته التي بناها بأموال العراقيين، وسيسعى جاهدا للحفاظ على مركزه الذي وصله بالغش والمكر والسرقة والاحتيال مااستطاع لذلك سبيلا، فهم معروفون برفعهم شعار؛ "أنا وبعدي الطوفان".
aliali6212g@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/30



كتابة تعليق لموضوع : تحت شعار "أنا وبعدي الطوفان"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net