صفحة الكاتب : قيس النجم

الحرب على الفساد: التحصين أولاً والهجوم تالياً..!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زارت الروائية أجاثا كريستي مدينة بغداد، في ثلاثينات القرن الماضي، وإجتمعت بعدد من المثقفين والقضاة وقتها، وكان من بين الحاضرين مَنْ سألها: عن عدد الكتب البوليسية التي أصدرتها فقالت له: بما أنك قاض، والمفترض أنك تحكم بالعدل، والقانون، والنظام، فهل سيسألك أحد عن عدد الأبرياء، الذين أنصفهم حكمك طيلة مدة خدمتك؟ أيها الفتى: أنني كما أنت، لا أحد يسألني عن عدد الجرائم، التي كتبتها في كتبي، لأن العالم مليء بالشر! وبعد المائة، سأتوقف حتماً عن العد، لأن الشر يزداد يوماً بعد أخر!
أصبح القضاء العراقي كهفاً سرياً، ينام فيه الفاسدون، والخونة، والمتآمرون دون حساب أو عقاب، لذا لم يسأل أحدٌ كم عددهم؟
منذ عقود، والنظام القضائي في العراق غير منصف، متناسياً أن العدل أساس الملك، وسير تنفيذ الأحكام فيه، لا يتم وفق قانون نزيه عادل، بل تعدى الى إحتدام الصراعات، والنزاعات، والمجاملات، من أجل الفوز بالمناصب المهمة، أو الحفاظ عليها، لا لشيء إلا لمصالح الأحزاب، والجهات التي يعملون تحت إمرتها، أما العدالة والقانون، فيضربان عرض الحائط.
 التردي الحاصل في قيادة بلد بحجم العراق، من قبل السلطات الثلاث، يمر بظروف إسثنائية، ولكن أهم تلك السلطات، هو السلطة القضائية، ودورها في بناء دولة متزنة مستقر،ة وما شاهدناه هو العكس، فالقضاء تسيس، وأصبح لعبة بيد الساسة الفاسدين، وإلا ما السر في بقاء المحمود، في رئاسة مجلس القضاء الأعلى؟ رغم أنه تجاوز السن القانونية، والمفترض إحالته على التقاعد، وكأنه ليس في العراق غيره، ليشغل هذا المنصب المهم في القضاء العراقي!
أضف الى ذلك، أن القضاء العراقي ليس مسيساً فحسب، بل ومشترك في الفساد السياسي العراقي، الذي بات العراقيون بسببه يعيشون أسوء العهود، مضافة الى سلسلة العهود المظلمة المتأخرة، في الأمس القريب أيام الدكتاتور الطاغية.
 إن السلطتين التشريعية والتنفيذية، شهدتا العديد من ملفات الفساد والنهب، فإذا سقط حجر أساس القضاء العادل، ببيت الدولة العراقية، فإن ذلك يعني سقوط الدولة، حتى إنهيارها تماماً، وهذا ما حدث عندما فسدت السلطة القضائية، وأمسى المجرمون والإرهابيون، يحيون أفضل من الأبرياء والمحرومين، وكأن القضاء نخلة، بات كل من يأتي بجانبها، يصفعها دون أن يعي أهميتها، لمجرد وجود حمامة تعبة على سفعها.
ختاماً: الحرب على الفاسدين لم ولن تنتهي، إلا بالقضاء على آفة الفساد في القضاء، ومن بيته من زجاج تجده جباناً، لا يستطيع ان يحميه من حجر المتظاهرين، فحصنوا البيت الكبير وحاسبوا الطغاة!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/25



كتابة تعليق لموضوع : الحرب على الفساد: التحصين أولاً والهجوم تالياً..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net