صفحة الكاتب : جمال الدين الشهرستاني

حكومة القرية ، هل نفعت العراق
جمال الدين الشهرستاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من المعروف لدى المجتمع العراقي أن هناك تنوع في البيئة الاجتماعية ، وهذا ديدن الشعوب كافة ، ولكن كافحت الشعوب الاخرى ولسنين طويله كي تقارب بين هذه التنوعات لتصوغ لها مجتمع متوحد الافكار او متقارب ومتجانس العقول ، إلا في الدول العربية جاهد الحكام العرب وبصورة غريبة ومحيرة على زيادة التباعد الفكري والطبقي بين ابناء الشعب الواحد وكان النظام المقبور في العراق سابقا ، ينمي العادات القبلية الجاهلية التي نهى عنها الاسلام ، والمورثة للتخلف بكل انواعه ، فكانت العقول التي تدير المجتمعات لاتتجرئ على الخروج اوسع من دائرة القرية او القضاء بل الكثير كان لايسمح لنفسه بالتجاوز خارج العشيرة التي يتحكم بمقاليدها ، بل كان يتصور أنه مالئ الدنيا وشاغل الناس .
وبعد التحول الديمقراطي تسلقت شخصيات وطنية عانت الكثير من النظام البائد الى سدة الحكم ، ومنذ ثمان سنوات ونفس الوجوه الوطنية المتضررة سابقا والمستفيدة جدا لاحقا ، تحكم البلاد ولم تقدم شيء ، سيقول مدعي انهم حققوا الامن اقول لمدة عامين أو أكثر من التحول 2003 و2004 وحتى نهاية 2005 لم تكن هناك فوضى امنية بل الخلافات السياسية بين الفرقاء ولدت لنا حالة الفلتان الامني ، ثم عادت القيادات السياسية لتعيد الامن وإلا كل ما جرى من قتل واقتتال تابع لجهات سياسية كانت ومازالت في الحكم متوزعة بين التشريع والتنفيذ ولا يخفى على أحد ان جميع الاغتيالات الكاتمة الان لعناصر في الوزارات الامنية . فعليهم الانجاز وليس لهم .
         بعد هذه السنين العجاف والتي جاوزت سنين يوسف لا أمل ان يظهر لنا يوسف كي يورثنا سنين سمان !! لماذا ؟ لأن الذي تسلموا السلطة ما زالوا بعقلية رجل القرية التي لا يجسر ان يفكر اكثر من حدودها فقد تعود على الجلوس بين الاشجار ليستظل او ان ينزل الى النهر ليبرد او يتباهى بمضيفه وسعته ويستدين المال من أجل وضع اجتماعي مؤقت ليس له مردود سوى التباهي ، واهل بيته يجمعون الحشائش للبهائم وما زالوا ينعتون المرأة بالسيء والمشين من القول .
        مشكلتنا في العراق هو جمع النقائض في عقولنا  ، وفي ذات الحين الذي فيه الدعوة الى الدين و الصلاة والصوم واقامة المجالس الحسينية في ذات الوقت نقتل لأتفه الاسباب وتسبي العوائل ، نقتل لأنه أشعل سيجارة من رأس شيشته أو أخذ فنجان القهوة باليد اليسرى ‘ او تزوجت بنت عمه من شخص أخر أو ربط حيوانه في مربط اخيه ((وهذه لها قصة)) أو تتقاتل عشيرتين أو أبناء عمومه والضحايا أكثر من حرب البسوس على فتحة الماء ( الرشن )!!.
        هذه الشخصيات ذاتها التي تقلدت زمام الحكم ، وعلى هذا الاساس كان بنيان  العراق على اساس المشاكل وفصول عشائرية ( وقضية وزير الصحة شاهد حاضر ) وتأخر بالأعمار ، وتراجع بما كان من المفروض أن يتقدم  ، ولا يوجد في الافق ما يدل على الفرج إلا ما رحم ربي وإلا المسميات والاتجاهات الحزبية والفئوية ما هي إلا اسماء توارثها الاخوة على حساب دماء زكية لم يتم الوفاء لها بحفظ  أهاليهم و أولادهم فهل يعتبرون ونعتبر أم السقوط مستمر الى ما لانهاية .كل الشواهد لما ذكرت موجودة ومحفوظة لدى العراق بسطحه وسردابه 

جمال الدين محمد علي  
 كربلاء المقدسة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال الدين الشهرستاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/12



كتابة تعليق لموضوع : حكومة القرية ، هل نفعت العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 17)


• (1) - كتب : علي حميد الحمداني ، في 2013/01/10 .

السلام عليكم سيد جمال الدين.. طوال حياتي وانا واثق ان البيت الكريم الذي انجبك وترعرعتَ في فناء طيبة اهله وكنف ذلك الرجل العظيم والدك رحمه الله ؛ ان هذا البيت لم ينجب الا اهل علم وثقافة وشجاعة مواقف وراي وقلم لايلومهم في الحق لومة لائم .. تحياتي لك يا زميل الطفولة والف شكر وعرفان لكل ما تخطه اناملك الشريفة

• (2) - كتب : الحاج أبو ياسر المعمار من : العراق \ النجف الأشرف ، بعنوان : أين النصيحة ؟؟ في 2011/06/30 .

السلام عليكم \سيدنا الفاضل أبو مصطفى الغالي \كتاباتك لها صدى في نفوس الغيارى حبيبي \وتصيب الهدف وتخرج الؤلؤ من الصدف ..وهذا حال العراق الجديد \ولكن نريد الحلول والنصح يا أبو مصطفى في كل مقالة أطرح النصح ولا تكتفي بالويل والونه الخفية \ مع تحياتي

• (3) - كتب : جمال الدين محمد علي من : العراق / كربلاء المقدسة ، بعنوان : رد للسيد الحسيني في 2011/06/16 .

السيد الحسيني المحترم القوم ابناء القوم .... كيف ما تكونوا يولى عليكم ...الموضوع في قناعاتي الشخصية خارج عن السيطرة ..وماوراء الطبيعة لها علاقة ..

• (4) - كتب : محمد الحسيني من : العراق كربلاء ، بعنوان : بانتظار الفرج في 2011/06/15 .

السيد العزيز ارجو لك دوام التوفيق في كتاباتك خصوصا ...واود الاشارة الى ان جوهر المشكلة تكمن في الفرد العراقي ذاته اكثر مما هي في السياسييين او العملية السياسيية نحتاج الى اعادة تقييم للآراء والافكار والتوجهات الشعب يحتاج الى قادة حقيقييين وعليه ان يلد هؤلاء القادة اولا وعليه ان يطيعهم بعد ذلك ليوصلوه الى بر الامان والمتواجدين على الساحة اليوم هم منتهزي فرص لااكثر.... ننتظر الفرج



• (5) - كتب : رضوان السلامي من : العراق ، بعنوان : الترهل والترشيق وما بينهما في 2011/06/13 .

أعتقد إن جوهر المعضلة الغير قابلة للحل هو تقاسم السلطة، فعلى سبيل المثال الصين وعدد نفوسها مليار ونصف تقريباً لديها 16 وزارة فقط لا غير ونحن واحد وثلاثون مليون والحمد لله وبدون حسد لدينا 46 وزارة نصفها حقائب جلد دبلوماسية مودعة في حساب فقراء جنيف ، وماعدا مناصب وكيل وزير بدرجة وزير مدير عام بدرجة وزير سائق بدرجة وزير ......والله تعالى المستعان على كل حال

• (6) - كتب : فائق البراك من : العراق الموتور ، بعنوان : أه هههههه في 2011/06/12 .

لم أقرأ موضوع بهذا الاسلوب السهل الممتنع ولا بالقدر المؤنس والمطرب أحسنت أقسم إرتحت لنقد مؤدب يهدم المقابل وبنزاكة أحسدك أحسدك
فليتعلم أصحاب الشتائم منكم



• (7) - كتب : مهند البراك من : العراق - كربلاء ، بعنوان : ننتظر معكم الفرج في 2011/06/12 .

السيد الجليل جمال الدين

احسنتم على رسم صورة لواقع مرير يحمل اهات وتنهدات امهات وزوجات واطفال الشهداء الذين نسوهم سياسيونا القابعين خلف مكاتبهم الفخمة ...

نبقى ننتظر الفرج معكم في دولة العدل الالهي
بوركتم سيدنا

• (8) - كتب : جمال الدين محمد علي من : العراق / كربلاء المقدسة ، بعنوان : إجابات وتشكر في 2011/06/12 .

السلام على الجميع
شكرا لكل من علق ومن قرأ ، الاخ موفق الرسالة وصلت ‘ الاستاذ أكرم الشكر لكم ، الاعلاميه المبدعة ايمان بلال اللوحة سوداء ولكن تتخللها خيوط حمراء قانية ، الاخ كاميران كتاباتي تعبير عن ألم يتدفق وكثير مما أكتب يمنعني اصدقائي من نشره ، و ننتظر الفرج

• (9) - كتب : هاشم الكربلائي من : العراق ، بعنوان : الحكومة اللامركزية في 2011/06/12 .

اخي العزيز كاتب المقال احسنت التشبيه ولكن هناك في قرانا العزيزة رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع مع وجود الاعراف التي ذكرتها والتي هي متأصلة ومتجذرة وان اعتقد ان الحكومة باتت لامركزية والافق ينببيك عن مواضيع ستطرح لم تكن في الحسبان حيث الغريق يتعلق بقشة او سياسة الارض المحروقة او ( عليه او على اعدائي ) فالمهاترات الاخيرة اظنها بداية النهاية ..اشارة الى الاخ موفق الكعبي من البرازيل مع تقديري له اقول هناك من يحسب على المؤسسة الدينية وهو ليس منها حاله حال اصحاب المنافع الشخصية حيث ان المؤسسة الدينية تنصح وترشد وتوجه ولا من مجيب فالمؤسسة الدينية الحقة كانت ومازالت وستبقى في خدمة الشعب الذي فيه من ذكرتهم بالاطلاعات والمخابرات من الدول المجاورة



• (10) - كتب : الكربلائي من : العراق ، بعنوان : الحكومة اللامركزية في 2011/06/12 .

سيدنا العزيز صحيح هذا التشبيه ولكن الحكومة المركزية تحولت الى اللامركزية لان في الافق يلوح الكثير وسيكشف النقاب عن مواضيع قد لاتكن في الحسبان وهذا حال الغريق الذي يحاول ان يتعلق بقشة او كسياسة الارض المحروقة او ( علية اوعلى اعدائي ). لست متشائما لكن اظن ان المستقبل مخيف



• (11) - كتب : ابو محمد من : عراق المظاليم ، بعنوان : لو ناديت حيا في 2011/06/12 .

سيدنا لو ناديت حيا لأن جميع سياسينا موتى بحب المال والقتل و الكرسي لقد ادمنوا شرب دمائنا الطاهرة والزكية والتي لا يساوي قطرة منها جميع السياسين ولكنهم مشغولين بمصالحهم الشخصية الضيقة او اكثر بقليل لتشمل احزابهم الدموية المجرمة وتياراتهم ومنظماتهم النازية ويبدو انهم قد نسوا ان الباري عز وجل موجود ويرى جميع افعالهم الاجرامية التي يندى لها جبين الانسانية وسوف يأتي اليوم الذي يقتص فيه المظلوم من الظالم ويذوق الظالم من نفس الكأس الذي سقاه للمظلوم وفي تلك الساعة نرى ان كانت الاحزاب تنفع او رضى الله انفع ..........



• (12) - كتب : المسعودي من : العراق ، بعنوان : حكومة القرية في 2011/06/12 .

ابدأ بالمجاملة اولا فأقول عاشت ايدك او تسلم ايدك وثانيا نعم قد جمعت النقائض والمتضادات لكن هل يوجد جامع لهن ام طبع العراقيين هكذا.. سيدنا اعتقد ان المتصدين للعملية الجراحية قد وضعو انفسهم في عنق الزجاجة مثل ما يقال لتعلقهم بالمنافع الحزبية والشخصية مما ابعدهم عن منفعة الشعب وتطلعاته التي صبر وتحمل من اجلها الكثير.. وثالثا انه لايخفى هناك من يحاول جاهدا ان يربك كل عمل ممكن ان يخدم الشعب او يجهض كل عملية قد تساهم في حلحلة الازمة المعينة خدمة لاجندة خارجية باتت معروفة . اتمنى لقلمكم الحر الرقي

• (13) - كتب : kamiran من : iraq ، بعنوان : gooooood في 2011/06/12 .

لا حل والى الهاوية //// سيدنا الجليل لماذا مقلين بالكتابة أسعدونا بهذا النفس المريح ، والله لم ينصفوا عوائلنا ولا أمل بهم ، وأحسنت الوصف حينما شبهتهم بشيوخ اخو هدلة النذل واحدهم كأنه الطاووس لا تحمله الارض ـ مرة اخرى أحييكم



• (14) - كتب : ايمان بلال من : العراق ، بعنوان : ما زاد الجرح الا نكالا في 2011/06/12 .

بداية سلمت يداك على الموضوع القيم
كونه وضع يده على الجرح الا انه زاده الما ، لما يرينا من افق مظلم وبعيد لا طاقة لنا به . استاذ جمال اكيد السقوط مستمر سيما بعد المهاترات السياسية الاخيرة التي ربما ستسعر الوضع نيرانا .



• (15) - كتب : موفق الكعبي من : البرازيل ، بعنوان : بلد بلا أهل في 2011/06/12 .

سلام عليكم سيدنا العزيز
تسلم يديك على الكتابة بكل جرئة وهو منوا يقدر على لسانك
أنسيت قول علي الأكبر لأبيه الأمام الحسين -ع- الحمل الثقيل لاينهض به الاّ أهله ياأخي هذا البلد ليس له أهل غيورين عليه أذ من المؤسسة الدينية التي هي أحرص الناس الى أقل الناس والى العشيرة كلها تسرق بهذا البلد ليس هناك من يرق قلبه لهذا لبلد ويقول كفى يجب أن نبني بدل أن نهدم ويجب أن نعطي بدل أن نأخذ والعجيب الأعجب في هذا البلد لو جاء شخص ليعطيه بدل أن يشكروه يقولون كم أخذ يأخي العيب في جميع أبناء هذا البلد
أنا أعيش في البرازيل منذ سنين جميع أبناء هذا الشعب يبكون عندما يخسر فريقهم ويسعون الى تغيير الطاقم التدريبي من أجل أن يكسب فريقهم في المباريات القادمة الاّ العراق يذبح بيد أبناء شعبه ويتفرج عليه أبناء شعبه ويغدر به أبناء شعبه فالمصيبة ياأخي بأبناء هذا البلد أما يعمل للأطلاعات الأيرانية أو عميل للمخابرات السعودية أو الأردنية أو السورية وحتى الأفغانية من أجل أن يرقى جيبه هو ويذهب العراق الى الجحيم - هذه هي حقيقة العراق كما نراها من بعيد
نلقاك في كتابات أخرى



• (16) - كتب : اكرم من : العراق ، بعنوان : احسنتم في 2011/06/12 .

شكرا جزيلا لكم على هذه الكلمات التي خطت بحب العراق
لم نجد حتى هذه اللحظة من اوفى تلك الدماء الزكية حق اهاليهم واولادهم

• (17) - كتب : سيد اثير من : العراق ، بعنوان : تسلم ايدك في 2011/06/12 .

عاشت ايدك وكتاباتك سيدنا




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net