صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

موسم الهجرة من العراق
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كنت أتذمر من الحر الشديد والرطوبة العالية، وفي المنزل كانت نداءات الإستغاثة تصلني من الصغار والكبار، نريد الماء، نريد الكهرباء، نريد الحياة، ولاحياة، فياجماعة الخير إن هم إلا عصابات مجنونة تنهب المال العام وتنقله الى الخارج، بينما يتحول الكثير منهم الى منتجعات أخرى ليستأنسوا وأسرهم بالأجواء المنعشة، والحياة الهانئة، والتغيير في المزاج ومع إشتداد موجة الحر وإنقطاع المياه الصالحة للشرب، وإنعدام خدمات الطاقة الكهربائية فإن مشاعر الغضب تتحول الى شعور باليأس والإحباط والحاجة الى فعل شئ ما للإنتفاضة من أجل الكرامة الشخصية والحصول على النزر اليسير من الحقوق المهدورة لحساب مجموعات صغيرة من المتنفذين والموصوفين بالسياسيين، وماهم بسياسيين ولاعلاقة لهم بالسياسة، بل هم أبناء الصدفة، ولحظات الحظ الكافرة التي تمنح الصايع والضايع الفرصة ليتسيد الكرام ويحرمهم من حقوقهم المشروعة. فيكون هولاء كالأيتام على مائدة اللئام.

بربكم ماالذي تحقق حتى اللحظة؟ لم تنضج فكرة قيام مؤسسة سياسية، وصرنا نعتمد على المسلحين لتثبيت الوضع ودفعه الى إستقرار لن يتحقق على المدى المنظور، فالأمور ماضية الى مواجهة بين فئات دينية وعرقية كلها تبحث عن حقوق وتدعي إن الطرف المقابل يعطلها، ويمنع من الحصول عليها، بينما تقاتل المجموعات الشعبية والعشائر ضد تنظيم ديني شرير بشع يتخطى كل حدود الإنسانية ويستحضر كل الغرائز الحيوانية ليبحث له عن طرائد وفرائس بشرية يقضي شهوته من خلالها ويحقق بغيته السيئة دون وضوح في الهدف ودون غاية تذكر ولايقوم إلا بما يقوم به العابثون والساديون ومصاصو الدماء في العادة، بينما على الشعب المسكين أن يقاتل داعش، ويجاري السياسيين الفاسدين، ويتحمل خطاياهم الواحدة تلو الأخرى التي إستهلكت الوطن وثرواته، ولم تبق له سوى فرصة وحيدة هي أن يعيش نهايته المأساوية.

في واحدة من مناطق بغداد غادر مائتان وخمسة وعشرون شخصا دفعة واحدة وكلهم شباب صغار الى دولة مجاورة ومنها الى أوربا طامحين في الحصول على فرصة حياة، فالعراق لايوفر الفرص، وليس من العدل أن نقول،أن الفرص هي أن تبقى في بلدك وتحمل السلاح الى مالانهاية وتقاتل عدوا شريرا الى مالانهاية وإذا كان هناك من لديه الإستعداد والرغبة للقتال فمن العدل القول، إن هناك من يريد حياة مختلفة، ويبحث عن فرصة في مكان ما خاصة حين تتعطل الفرص، وتذوي وتنتهي وتذوب وتقضي على الحلم الأخير الذي يأمل كل شاب أن يعيشه قبل أن تمضي به السنين.

ولو كان هو موسما واحدا للهجرة فلابأس، والخشية أن نقول، إنها مواسم الهجرة من العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/02



كتابة تعليق لموضوع : موسم الهجرة من العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net