صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

نحن المسلمين نحتاجُ إلى هذه الصحوةِ التذكيريةِ… فقد عُـمِّيت علينا
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     السنيُّ وصفٌ للرجلِ المنسوبِ إلى (السنة النبوية الشريفة) يغلِبُ على الطرفين (الرجل ، والمرأة). مثلُ (العراقي) فهو وصفٌ للرجلِ المنسوبِ إلى (العراق) ، و(الإسلامي) فهو وصفٌ لكلِّ من أو ما ينتسبُ إلى (الإسلام) ، نحوُ (القائدُ الإسلاميُّ) ، و(الفكرُ الإسلاميُّ).
فـ(السنيُّ) ـ إذًا ـ هو الرجلُ المتصفُ بالنسبةِ إلى (السُّنة) النبويةِ الشريفة. 
     وهنا نقولُ: إنَّ الشرفَ كلَّ الشرفِ يكونُ للسُّنيِّ ، وهو من يتصِفُ بنسبتِه إلى منهجِ النبيِّ محمدٍ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) الشاملِ سنتَه من (قولٍ ، أو فعلٍ) كان النبيُّ محمدٌ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) يُصدِرُه.
     ولأنَّ (الشيعيين) لا نبيَّ لهم إلا العظيمُ محمدٌ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) ، فهم سنةٌ ، لأنهم ينتسبون إلى منهجِه ، ويتوجهون بما أمر به ، ونهى عنه. 
     أما لفظةُ (الشيعيّ) فهي صفةٌ للرجلِ المنتسبِ إلى الإمامِ عليّ بنِ أبي طالبٍ (عليه السلامُ) ، وإلى الأئمةِ من ولدِه (عليهمُ السلامُ) ، من المشايعةِ ، والمتابعةِ. وهو وصفٌ يغلبُ على الطرفين (الرجل ، والمرأة). مثلُ (المسيحي) فهو وصفٌ للرجلِ المنسوبِ إلى (المسيح) ، أو إلى (المسيحية).
     وهنا نُؤكدُ أنَّ العِزَّ كلَّ العِزِّ يكونُ لمن يتصِفُ بنسبتِه إلى اتباعِ منهجِ الإمامِ عليٍّ وأبنائِه الأئمةِ (عليهمُ السلامُ).
     ولأنَّ (السنيين) ـ العاملين بسنةِ نبيِّهم ـ يؤمنون بأنَّ الإمامَ عليًّـا (عليه السلامُ) هو خليفةُ النبيِّ ، وأنه هو وأبناؤُه الأئمةُ (عليهمْ السلامُ) أولياءُ اللهِ ، الصالحون ، والهادون المهديون ، والموقرون… فهم يتبعونهم ، ويوالونهم ، ويشايعونهم. فهم ـ إذًا ـ شيعيون. 
     وهنا نقولُ: إنَّ صفةَ (السني) ، أوصفةَ (الشيعي) عِزٌّ وشرفٌ لمن يحملُهما ، أو يتصفُ بهما.  وهل يحملُهما إلا الصالحون الذين يتصفون بما ٱستنه نبيُّهم محمدٌ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) ، فشايعوه ، وتابعوه ، والذين يعملون بالأمرِ بالمعروفِ والنهي عنِ المنكر ، والذين يُقيمون الصلاةَ ويُؤتون الزكاةَ ، والذين يُحبون وطنَهم ، والذين يحمون جارَهم ، ويعرفون أعداءَ الله فيُحاربونهم… ويفعلون كلَّ ما يتفرعُ عن ذلك مما يُرضي اللهَ تعالى ، ورسولَه محمدًا (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم).
     أما الذي لا شيءَ عنده من أخلاقِ النبيِّ محمدٍ وآلِ محمدٍ ، ولا من أخلاقِ أصحابِه العاملينَ بسنتِه… فهذا ليس بـ( سني) ، ولا (شيعي).
     وهنا نقولُ: أيها السنيُّ: هل تحبُّ الإئمةَ آلَ البيتِ (عليهمُ السلامُ) جميعًا ، وتشايعُهم ، وتعملُ بسيرتِهم ؟
فإن أجاب بـ( نعم) ، فهو المسلمُ العاملُ بالسنةِ. وإن أجاب بـ( لا) فهو الرافضُ العملَ بالسنةِ. فهو ليس بسنيٍّ. فهو ليس بمسلم. 
     ونقولُ للشيعيِّ: هل تعملُ بسنةِ النبيِّ محمدٍ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) ؟ فإن أجاب بـ( نعم) ، فهو المسلمُ العاملُ باتباعِ  النبيِّ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) ، ومشايعتِه. وإن أجاب بـ( لا) فهو الرافضُ متابعةَ النبي (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) ، والمنكرُ مشايعتَه. فهو ليس بشيعيٍّ. فهو ليس بمسلم. 
     هذه الحقيقةُ الأوليةُ لنا نحن المسلمين. وهي واضحةٌ ومعروفةٌ عند العقلاءِ والمتبصرين… وقد عبث بها المفسدون ، وجعلوا منها موقِدَ نارِ الفتنةِ ، ووقودَها… فسقط في وحلِها ، ودِيثَ في رمادِها الجهلاءُ والدنيويون العميان. 
     وقبل الخِتامِ نعرِضُ بخدمتِكم متسائلين:
     ★أليس اللهُ الواحدُ الأحدُ عندَ (المسلمين: سُنةً وشيعةً) هو الخالقَ الذي لا شريكَ له ، وخالقَ لخلقِ أجمعين؟ 
     ★أليس النبيُّ محمدٌ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) هو النبيَّ الأوحدَ الفردَ عند (المسلمين: سُنةً وشيعةً) ؟ وأنه ليس بخالدٍ في الدنيا ؟
     ★أليس القرآنُ الكريمُ عندهم ـ ونحن منهم ـ هو هذا الذي نتعبدُ به. وهو دليلُ حياتِنا ، ومصدرُ هدايتُنا ؟
     ★ أليستِ الكعبةُ قبلتَهم جميعًا ، وأليست صلاتُهم موقتةً بأزمانٍ محددةٍ بمرونةٍ تيسيرية ؟ 
     ★ أليست فروضُهم من صيامٍ ، وزكاةٍ ، وحجٍّ… وسواها واحدةً بعمومِها ؟
     ★ أليس الصالحون المتقون من أئمةِ آل البيتِ (عليهم السلام) ، ومن الصحابةِ (رضي اللهُ عنهم) موقَّرين ، ومتَّـبعين ، ومحترَمين ، ومؤتَمَرٌ بتعاليمِهم وتوجيهاتِهم عند الجميع ؟ وأنهم قد قضوا في سبيلِ اللهِ ، فالشهيدُ منهم حيٌّ يُرزَقُ عند الله ؟
     ★ أليس الكلُّ من المسلمين يجبُ عليه تنفيذُ أوامرِ النبيِّ محمدٍ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم) ، ومنها: (مَن أصبح ولم يهتّمَّ بأمورِ المسلمين فليس بمسلمٍ) ، و(المسلمُ ليس بسبَّابٍ ولا لعَّانٍ ولا طعَّانٍ ولا فاحشٍ ولا بذيء) ، و(سِبابُ المسلمِ فسوقٌ ، وقِتالُه كُفر) ؟
الجوابُ ـ بلا أدنى ريب ـ بَلى… 
 
     وختامًا نقولُ: لكلِّ إنسانٍ (عشيرتُه ، ومحافظتُه ، ومدينتُه ، وملبسُه ، ومأكلُه ، وأكلُه ، وشِربُه ، وتخصصُ دراستِه ، وهوايتُه) التي يعتزُّ ، ويتصفُ بها ، وهي من حريتِه المحترمة… ولا يُحارَبُ ، ولا يُبغَضُ بسببِها. فلماذا يكونُ محارَبًا بسببِ (فكرِه ، ومعتقدِه ، ومذهبِه) !؟ إنهم طغاةُ اليهودِ ، والنصارَى ، ومرتزقتُهم من المتأسلمين كذِبًا (قديمًا وحديثًا) … يثأرون لمعتقداتِهمُ الدنيويةِ الممسوخةِ التي نسخها الإسلامُ ، وهدى بغيرِها النبيُّ محمدٌ (صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم)… فصار لِزامًا عليهمُ الانتقامُ من الإسلامِ ، ومن المسلمين… ففرقوا بينهم بالنزاعِ الطائفي المفتعل… 
     فانتبهوا… أيها الغافلون… وفقكمُ اللهُ.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/24



كتابة تعليق لموضوع : نحن المسلمين نحتاجُ إلى هذه الصحوةِ التذكيريةِ… فقد عُـمِّيت علينا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net