صفحة الكاتب : كاظم فنجان الحمامي

المامبا السوداء في الناصرية الموجة الرابعة من موجات الإرهاب الحيواني
كاظم فنجان الحمامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مفاجأة جديدة من مفاجئات عالم الإرهاب الحيواني المتسلل إلينا من وراء الحدود, حملتها لنا هذه المرة أفعى المامبا الأفريقية لتحط الرحال في قرية (سيد دخيل) بالناصرية جنوب
العراق, وتُضاف إلى المفاجئات الحيوانية القديمة, التي حملتها لنا صغار التماسيح في مستنقعات هور (أصلين), لكنها اختفت بسرعة, ولم يعد لها وجود بعد أن هاجمتها الطيور
الجارحة وفقأت عيونها, لتظهر بعدها أعداد غير متوقعة من القروش القاتلة, التي غادرت بيئتها البحرية في المحيطات العميقة, وتسللت عبر نهر الفرات وجداوله  لتسبح في مياه سوق
الشيوخ والجبايش, واجتاحتنا قبلها حيوانات مفترسة من شعبة الكلبيات الضارية, شبهها الناس بالقرطة (الكرطة) الأسطورية, التي تسكن المقابر وتتعقب الأطفال وتخطفهم من أحضان
أمهاتهم عند اكتمال البدر (هكذا تقول الحكايات الشعبية الموروثة), وكانت هذه الكلبيات أول من افتتح مزاد موجات التسلل الحيواني المبرمج باتجاه المدن العراقية, وهي عبارة عن
حيوانات مستذئبة ظهرت فجأة قبل بضعة أعوام إلى الشمال من منطقة (كرمة علي) و(أبو صخير), و(أم عنيج) بين البصرة والناصرية, وكانت تنتهز الظلام الدامس لتهاجم الناس بمخالبها الحادة, وتشن عليهم غاراتها المباغتة عند انقطاع التيار الكهربائي, وأحيانا تستهدف الأحياء السكانية النائية, مستعينة بسرعاتها الفائقة وقدراتها الفطرية على القفز فوق
الحواجز, وذكر كبار السن من الشيوخ والعجائز, أنهم لم يروا مثل هذه الحيوانات الهجومية القاتلة من قبل, ويرى بعضهم ان هنالك أيادي خارجية خفية قامت بالإتيان بهذه الحيوانات,
ورمتها عند مقتربات المدن العراقية, لإثارة الرعب والبلبلة بين الناس, بيد أن الأكثر غرابة في هذه الموجات الحيوانية المتسللة إلى العراق, هو هذا النوع القاتل من الأفاعي
العدوانية المرعبة, فالموطن الأصلي لأفعى (المامبا السوداء) هو القارة الإفريقية, وبالتحديد وسط القارة وقلبها, فكيف انتقلت من موطنها الأصلي واجتازت هذه المسافات
البعيدة, وعبرت من قارة إفريقيا إلى قارة آسيا, لتستقر في الناصرية, وتتكاثر بسرعات مذهلة, ثم تمارس هوايتها في إثارة الفزع بين الأهالي في مناطق (سيد دخيل), و(الحصونة),
و(الإصلاح), و(الغراف), (وإشجابة للغراف طير المجرة), فهل جاءت لتضيف حلقة جديدة من حلقات الإرهاب الحيواني بنسخته الإفريقية المامبوية ؟, أم أنها جاءت لتضيف هموماً جديدة لهموم الفقراء في القرى البائسة, والأرياف المبعثرة المعزولة خارج أسوار (ذي قار. . جنة المستثمرين) ؟.
لهذه المامبا السوداء جسم رفيع يشبه السياط الخبيثة المرنة, ولها القدرة على التعلق بالأشجار والزحف على الأرض, وتكون في صغرها خضراء اللون, ثم تصبح رمادية داكنة كلما
تقدم بها العمر, وهي لم تكتسب اسمها من لونها, لأنها ليست سوداء, ويكاد يكون اللون الداكن هو الذي يميزها عن غيرها, لكنها أخذت هذا الاسم من نواياها الشريرة السوداء, ومن
غشائها المخاطي المبطن لفمها, والذي تستخدمه عادة لإخافة ضحاياها قبل الانقضاض عليهم والفتك بهم, وتعد من أخطر الثعابين على وجه الأرض, وأكثرها شراسة وعدوانية, وتذكر
التقارير المرسلة من محافظة ذي قار: أن أفعى المامبا تزحف نحو الأحياء السكانية بعد انتهاء مواسم الحصاد في الأرياف القريبة, وكانت تتحرك بطريقة أفقية من دون التواء, وهي
آخذة بالنمو والتكاثر, وتتزايد أعدادها بمعدلات مفزعة, ولا تتوفر الأمصال والحقن اللازمة لمعالجة لدغات الأفعى وعضاتها في مستشفيات الناصرية, ولوحظ أن أي محاولة لحقن
المصاب تتسبب بنزيف فوري من أماكن متفرقة من جسمه.  وعلى الرغم من غياب الإسعافات الأولية الميدانية, وبعد المسافة بين الريف ومركز
المدينة, استطاع أطباء الناصرية أن يسجلوا نجاحا محدوداً في إنقاذ حياة الناس, واستطاعوا أن يكتسبوا خبرات سريرية خاصة في التعامل مع سموم الأفاعي الوافدة إلينا من
القارة الإفريقية السوداء, والتي صارت بمرور الزمن من اخطر مصادر الخوف والهلع في قرى الناصرية وضواحيها, ما دعا وجهاء القبائل وشيوخها إلى مطالبة وزارة الصحة بتوفير
الأمصال الواقية والمضادات الطبية لهذا النوع الجديد من الأفاعي الإفريقية, ومطالبة الحكومة بتنظيم حملات مكثفة لمطاردة هذه الأفاعي السامة, ومكافحتها والقضاء عليها,
وإرسال الفرق الطبية إلى المراكز العلمية التخصصية خارج العراق لاكتساب المزيد من المعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع سموم هذه الأفاعي والثعابين والعقارب, اما
الأفاعي الآدمية الشرهة, والذئاب البشرية الكاسرة فأمرها متروك لله الواحد الأحد الفرد الصمد. .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم فنجان الحمامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/07



كتابة تعليق لموضوع : المامبا السوداء في الناصرية الموجة الرابعة من موجات الإرهاب الحيواني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net