صفحة الكاتب : علي علي

بيع الضمير والشرف والغيرة دفعة واحدة
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من سوء طالع العراقيين أن أغلب الساسيين من موديلات 2003- 2015 مافتئوا يتعاونون فيما بينهم وكذلك مع القاصي والداني على الإثم والعدوان كبديل وحيد وفعّال عن البر والتقوى، وهم بهذا يقصون الخير عن العراقيين ويجلبون المصائب والويلات لهم، وقطعا هم بنهجهم هذا يعمدون على خلق الأزمات واستحداثها، أكثر مما هي موجودة على أرض الواقع، وبذا هم ينحون منحى المثل؛ "جمّل الغركان غطه"..! وقد استقلوا -مجتمعين- موقعا حصينا يضمهم وحدهم، وانعزلوا عن المواطن باتخاذهم مكانا قصيا في مناطق خضراء وزرقاء وصفراء، مسورة ضد الوطنية ومدرعة ضد النزاهة والمصداقية ـفي القول والفعل والنية- على حد سواء. ولم يفتهم اتباع سياسة؛ "ذر الرماد في العيون" فهي ديدن المراوغين المبطنين خلاف مايبدون من نيات وغايات، والتي عادة ماتكون "خسيسة". ولم يفتهم أيضا الظهور بمظهر "حامي الحما" وأسد العرين، فراحوا يزأرون ملء أفواههم بحجة الدفاع عن المواطن والسعي في خدمته، فبالنيابة عنه -وهم ممثلوه- باتوا يسنون قانونا ويلغون آخر، ويرجئون قرارات ويؤجلون قراءات، ويمارسون ضغوطا ويخففون أخرى، وما الى ذلك من ممارسات أفعوانية ماكرة، دونما خوف من رقيب او وازع من ضمير. وباتوا يتشبثون بمناصبهم ورواتبهم وامتيازاتهم السحتية، وفي الوقت ذاته هم متمادون بتهميش مصلحة المواطن، وإبعاد كل ما من شأنه توفير أبسط حقوقه في أمنه وأمانه، بزجه في أتون حرب مع وجوده وكيانه واستقراره على أرضه وأرض أجداده، وما النازحون من مساكنهم إلا شريحة من الشرائح التي تعاني القلق المعاش يوميا، إذ جميع العراقيين قلقون نازحون من اطمئنانهم واستتباب أمنهم، وهاربون من شظف العيش ومرارته باتجاه المجهول الذي يقودهم اليه ساسة البلد. وقد كان واقعهم هذا في الربع الأخير من القرن المنصرم بفعل شخص واحد وحزب واحد، إلا أنهم منذ عام 2003 تناسل ذاك الشخص وتكاثر بالانشطار والاستنساخ، وبالإرث والعقيدة والضغينة، وكذلك الحزب الواحد صار اثنين وثلاثة وعشرة.. وكل حزب بما لديهم فرحون..!
اليوم حال العراقيين ينشد بيت القاضي أبي بكر ابن العربي القائل:
             ولو كان سهما واحدا لاتقيته
        ولكنه سهم وثانٍ وثالث
ولو ناظرنا بين السهام القاتلات الموجهة الى صدورنا، لتوصلنا الى حقيقة أن سهم داعش ليس الوحيد المتسبب في تدني أوضاعنا وضياع أراضينا وتهديد مستقبلنا، بل قد يكون هو السهم الأسهل معالجة من بين السهام الموجهة الى مقتلنا، فالسهم الأكثر خطورة والأبلغ تأثيرا والأشد وقعا هو السهم الموجه منا الينا..! فالأخير هذا تتضاعف خساراته وتتفاقم تداعياته لأن الرامي "من حبال المضيف"، ولو شئنا رده الى نحر الرماة ستكون حينها "العضة بالجلال"، وينطبق علينا إذاك قول الحارث بن وَعْلة الجَرْمي:
   قومي هُمُ قتلوا أُمَيم أخي             فإذا رميت يصيـبني سهمـي
   فلئن عفوت لأَعفونْ جَللاً            ولئن سـطوت لأُوهِنَنْ عظمي
فباستقراء مبسط للنكسات المخزية والمريعة منذ العاشر من حزيران الماضي، يتضح لنا جليا أن المسبب الأول بوقوعها هم عراقيون "أولاد عراقيين"..!. فالموصل مثلا.. لم تكن لتضيع بين براثن عصابات أتت مشرذمة متمثلة بأجناس أنجاس من بقاع وأصقاع مترامية الأطراف لولا خذلانها من قبل العراقي "ابن العراقي" أثيل النجيفي وحثالة ممن يسمون أنفسهم قادة، وهم في حقيقة الأمر خونة باعوا شرفهم وغيرتهم وضميرهم وكرامتهم دفعة واحدة قبل بيعهم أراضي عراقية، فانضموا بفعلهم الدنيء هذا الى قائمة الموديلات التي بدأت بها مقالي هذا، والخشية كل الخشية من قادم الأيام أن تطول القائمة فتأتي بموديلات جديدة وعجيبة لكنها ليست غريبة.
 
aliali6212g@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/03



كتابة تعليق لموضوع : بيع الضمير والشرف والغيرة دفعة واحدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net