صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

عودة الى بيانات المرجعية .. ماذا يمكن للقلم وللعراق وللشعب العراقي ان يقول بحق السيد السيستاني ؟
سامي جواد كاظم

الانسان الصادق في تعامله مع الاخرين هو الذي يكون معهم في الضراء اكثر مما في السراء، ومن اهم ما يميز الانسان الصادق عندما يحمل هموم الاخرين ويحاول ايجاد الحل لها، بل انه يسعى لذلك من خلال أي فرصة تتاح له.
العراق ومنذ ان سقط الطاغية عام 2003، تعرض لاعمال ادت الى تراكم جبل من الهموم على هذا البلد ارضا وشعبا، ولان البلد من غير حكومة غيورة تقوده فكان عرضة لكل الاعمال الاجرامية سواء كانت ارهابية او سياسية او اقتصادية، وبدا الاخيار القلة البحث عن حلول لاخراج العراق من مازقه، ولكن كان التشبث واضح وفقدان الحلول.
من الطبيعي ان تلجا القوى المحتلة للتظاهر بانها جاءت من اجل العراق وشعبه فتحاول كسب ود الزعامات التي لها تاثيرها على الشارع العراقي فكان نصب اعينها السيد علي السيستاني دام ظله، ولكن خاب ظنهم عندما راوا الباب موصدا بوجه من لا يستحق اللقاء، وفي الوقت ذاته فان المرجعية لم تترك أي فرصة او مناسبة الا والمطالبة بحقوق الشعب العراقي.
من خلال العودة الى بيانات المرجعية منذ سقوط العراق لفت انتباهي بيانيين عندما صدرا في حينها لم نلتفت الى مضامينها بل مجرد انها بيانات بروتوكولية لمجاملة في رد شكر او تعزية ولكنني وجدت فيها ما يعبر عن صدق المرجعية في حمل هموم وطن.
في البيان الذي صدر عن المرجعية بخصوص تعزية كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة السابق لاستشهاد ممثله في بغداد اثر تفجير ارهابي، تاريخ البيان 22 جمادى اخر 1424، وبعد كلمات المواساة ضمّن السيد البيان العبارة التالية " لنأمل أن لا يعيق هذا الحادث المؤسف جهود المنظمة الدولية في مساعدة الشعب العراقي في هذا الظرف العصيب، بل نأمل أن تتولى دوراً مركزياً في إقامة الأمن والاستقرار في العراق خلال المرحلة الانتقالية، وتقوم بالإشراف على الخطوات اللازمة لتمكين العراقيين من أن يحكموا بلدهم بأنفسهم وتعود إليهم السيادة عليه".
هذه العبارة التي تؤكد ان العراق وشعبه يعيش في ضمير السيد السيستاني ليؤكد على حقوقه في أي مناسبة تحدث.
وبيان المرجعية الاخر والذي هو جواب مكتب سماحة السيد على تعزية وزير خارجية فرنسا باستشهاد السيد محمد باقر الحكيم، حيث بعد شكر الوزير ضمّن السيد البيان هذه العبارة "نقدّر مواقف حكومتكم ودورها في حماية حقوق الشعب العراقي وأهمها إعادة السيادة له على بلده في ظل نظام نابع من إرادته الحرة المستقلة".
في حينها عندما صدرت هذه البيانات وبسبب الفوضى السياسية والميدانية لم يلتفت اليها لا المواطن العراقي ولا اصحاب الشان من العراق ولربما التفتت اليها القوى الساعية الى تنفيذ ما جاءت من اجله.
ومن هنا يتضح لو كان هنالك من يعي ما يصدر من السيد والتصرف بصدق مع هذه الهموم لكان العراق في وضعية افضل مما هي عليه الان، ولكن ماذا يمكن للقلم وللعراق وللشعب العراقي ان يقول بحق السيد علي السيستاني ؟ كيف نستطيع ان نرد الجميل لهذا الرجل؟
رد الجمل هو الالتزام بما امرنا الله عز وجل به من اداء عباداتنا وحسن نوايانا ونبذ خلافاتنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/31



كتابة تعليق لموضوع : عودة الى بيانات المرجعية .. ماذا يمكن للقلم وللعراق وللشعب العراقي ان يقول بحق السيد السيستاني ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net