صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

نقرأ القرآن ونطبق التوراة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذا مايحصل بالفعل في طول البلاد العربية وعرضها، فمايجري من نزاع ساحته بلدان العروبة، وليس البلدان الإسلامية بالكامل، وهناك حرب في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومشاكل في الخليج، وتفجيرات، وحرب مفتوحة في مصر وليبيا والجزائر وتونس والسودان والصومال، وتهتك في البنية المجتمعية، وعداء طائفي مقيت، ونزعات قومية ودينية تأخذ بنا الى المجهول دون أن نعرف النهايات، والى أين تمضي بنا المقادير؟
يقرأ المسلمون القرآن ولايتدبرونه في الغالب، وهمهم يتركز على توفير الصمانات لقراءة أكبر عدد من الآيات التي يمكن أن يدخلوا الجنة بها، فكلما قرأ القارئ آية إرتقى درجة من السلم الذي تكون منزلته عند واحدة منها أي الدرجات، ولذلك يتلوا المسلمون القرآن بلاوعي، ولافهم ولاإدراك وكل يؤول القرآن على هواه، فترى إن ضرب الرقاب عند المسلمين أمر محمود، وتضع دول إسلامية صور السيف على راياتها، ويعلق البعض من الناس السيوف بأغمادها على جدران المضافات التي يملكونها للتباهي والتفاخر وبغعتبار السيف من رموز التراث العربي، والحمدلله إنهم لم يربطوا الخيول والأباعر في تلك المضافات، وإلا كانت تحولت الى زرائب، ولن تبقى مضافات للزائرين.
المسلمون في الغالب يقراون القرآن ليحصلوا على الأجر لا ليفهموا وهذا سبب الطامة الكبرى التي غطتنا وأخذت بنا الى هاوية التطرف والعنجهية والإستعلاء، فنحن نعيش في مجتمعات قبلية بدائية دينية بلا وعي نمارس العنصرية والتكبر على من يشاركنا الحياة لمجرد إننا نمتلك السلطة وهو يخالفنا في الإعتقاد، أو لأنه من عرق آخر، أو بلون بشرة أسمر نأنف منه رغم إننا لانملك الكثير من عناصر التفوق على بقية الأجناس البشرية، وقد نكون أسوا الجميع وبلا منافسة.
الحاخام الصهيوني "نير بن أرتسي" شكر الرب في عظته الأسبوعية التي يلقيها في دور عبادة يهودية على نعمة ظهور تنظيم داعش الذي يهاجم المدن والقرى العربية في البلدان التي تصارع إسرائيل وتخشاها وتهدد بزوالها ويعتقد إن داعش جاءت لحماية إسرائيل وليس لتهديدها وهذا مايدفع الغرب المتحالف مع تل أبيب الى الترو وعدم التسرع في الرد على حراك التنظيمات الدينية الإسلامية في هذه المرحلة فهي تنفذ أجندات صهيونية غربية تتمثل بإضعاف البلاد العربية وتخريبها من الداخل، وتدمير بناها التحتية وتركيعها لتكون مهيئة لإستقبال المهيمنين العالميين والباحثين عن الثروة والسيطرة المطلقة، وهو مانجحت تلك الجماعات الدينية في تحقيقه دون خسارة تذكر لإسرائيل وللغرب الحامي لها.
داعش تطبق التوراة حتى مع قراءة القرآن، فهي جعلت أطيافا من المسلمين يقرأون القرآن، لكنهم يطبقون التوراة حرفيا وهي تدعو اليهود لقتل العرب، وحرق بيوتهم، ونهب نساءهم وأموالهم، وحرق زروعهم بلا تردد، أو رحمة، ماتفعله داعش لايختلف على الإطلاق مع مافعلته إسرائيل خلال ال 67 عاما من أعوام النكبة التي تسببت بضياع فلسطين، ولذلك فالحذر الحذر من تحالف بني صهيون مع بني داعش مع بعض الحكومات العربية المهادنة والخائفة، وهو ماقد يتسبب بمزيد من الكوارث للعرب والمسلمين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/25



كتابة تعليق لموضوع : نقرأ القرآن ونطبق التوراة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net