صفحة الكاتب : صالح المحنه

ثقافة الهزائم !
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما يستبسل جيشٌ ما في أي قتال مع أي عدوٍّ ويستنفذ ماعنده من إمكانيات وقدرات ومعدات قتالية ولم يبق بيده وسيلة أخرى يجابه به عدوه المتفوق عليه بقدراته العسكرية وأسلحته القتالية...في هذه الحال إذا إنسحب الجيش وبأي طريقة لخلاص أفراده وحمايتهم من الوقوع في قبضة العدوّ مع الحفاظ على ماتبقّى من أسلحته... فلا  يُعتبر هذا الإنسحاب هزيمة من العدو بل يُعدُ خسارة معركة فقط...ويمكن أن يُطلق عليه إنسحابا تكتيكيا لإعادة تجهيز الوحدة المنسحبة ووضع خطة جديدة والعودة لمجابهة العدو مرّة  أخرى...ولكن  عندما تنسحب فرقة عسكرية ( ذهبية ) بكامل عدّتها وعديدها وتترك مواقعها المهمّة التي كُلّفت بالدفاع عنها والحفاظ عليها  أمام عدوٍ خارجي يُقال أنّ عددهم لايتجاوز المئات... فلامكان هنا للتكتيك والإنسحاب التكتيكي ! وكيف يجوز لجيش أن ينسحب ويهرب من مدينته وأرضه وعرضه وتحت أي ضغطٍ  ليسلّمها للغرباء الأعداء ؟! ولعلّ أمرهذا القائد الذهبي أقلّ وطئة من غيره فعلى الأقل لم يترك جنوده ومعداته لداعش ويهرب ....بل حافظ على الجميع وتراجع للخلف تكتيكياً ...ولكنّ غيره ممن راهن عليه السياسيون وسلموه راية القيادة العامة لشرطة الإنبار قد ألبس الهزيمة ثوبا جديدا يليق بمكانته وخبرته المتراكمة وأسس للهروب ثقافةً جديدة لم يسبقه فيها لاقنبر ولاغيدان ! فهولم يكتفِ بترك مدينته وشرف أبناء محافظته فحسب ... بل إحتفظ للعدو بمخازن السلاح كاملة وكأنه على موعد معهم على تسليمها ...ولم يسمح لأفراد شرطته بالتصرّف بها ... ثمَّ هام الرفيق الفهداوي على وجهه مع ثلّة من ضباطه الأشاوس ...هذا ماصرّح وشهد  به بعض منتسبي مديريتة  الى قناة البغدادية ووسائل إعلامية أخرى ! والقائد الآخر الذي إستبشر به مجلس حكروت خيراً وراهن على شراسته وصموده ....هو قائد عمليات الأنبار محمد خلف سعيد...هذا القائد من خفته القتالية وسرعته في الحركة (ولكن ليس في مباغتة العدو) ... ترك حتى جرحاه خلفه في أرض المعركة ولم يأمر بإخلائهم فالوقت لايسعه لأعطاء الأوامر ! وقافلة المنسحبين تكتيكيا لاتنتظره... فكان أولئك الجرحى من نصيب العدو الداعشي الذي أجهز عليهم وانهى حياتهم جميعا ! ومن إنجازات هذا القائد أيضا ...أنه  ترك السجناء في سجنهم فكان نصيب المتهمين منهم بالإرهاب اللحاق بركب الداعشيين ...ونصيب الآخرين المسجونين لمخالفات بسيطة الأعدام الفوري من قبل الدواعش ..هذه هي إنجازات القادة الأشاوس أبناء المحافظة المنكوبة ! الذين نكئوا جراحنا التي لم تندمل بعد ...فمنذ أن سقطت الموصل بأيدي المجرمين الداعشيين  فلم يفارقنا شبح تلك الهزيمة النكراء التي مُني بها الجيش العراقي الذي كان ضحيّة المؤامرات والمناكفات السياسية والتي أودت  به الى تلك الكارثة ... تفائلنا خيرا بعد أن تحقق النصر على داعش في تكريت ومناطق أخرى بدعم وإسناد من الحشد الشعبي والقوى الخيرة من أبناء العشائر ....ولكن لم يمهلنا العدو طويلا حتى إنتكست تلك الآمال وتراجعت الثقة مرّة أخرى عندما تم تسليم الأنبار بسهولة ويسر الى شراذم داعش وبطريقة لاتختلف كثيرا عن سيناريو تسليم الموصل...! بعد هزيمة القادة العسكريين والأمنيين غير المبرّرة....ليفتحوا صفحة جديدة من الإتهامات المتبادلة وتخوين بعضهم البعض الآخر. ...مع تبادل التهم والتقصير بين الحكومة المحلية والحكومة المركزية!  وداعش منهم في مأمن...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/21



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة الهزائم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net