صفحة الكاتب : واثق الجابري

نحن نستحق أهداف مبكرة
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عاش العراق حالات حُبلى بالتناقضات، وصراع أجيال وثقافات، وتيارات سلطوية، تغذيها عوامل خارجية وداخلية؛ لفرض إرادة تطفلية.
من المبكر الإعتقاد بالخلاص من تناقضات، وتعود المواطنة الى رشدها، وتمارس السلطة بسلمية، على أنقاض أنا متجذرة.
من السذاجة الوصول الى إقناع الإنسان العاقل؛ وهو يرى العراق بلد دائم الحرب، ومن الغرابة البناء على مواقف آنية، وتترك أحداث ترتبط ببعضها؛ لبناء تصورات تبعية الحكم، وإبقاء العراق في عزلة كاملة عن الشعوب، وإكتناز أموال عند طبقة، تقوم بتهريبها وحرمان الشعب من تطوير، مستواهم الإجتماعي والثقافي والإقتصادي.
مسلسل لم تكتمل حلقاته، وتخدير أعصاب لإستمرار عملية الترويض والتكييف، على حب الأنا ونكران الإجماع، والأبتعاد عن التعاضد والعمل الطوعي، ثم أعداد مجتمع للعمل الإجباري؛ مرة تحت ضغط الحكومات؛ للدفاع عن تهوراتها، وأخرى لمواجهة شغف العيش بدون أختصاص، والإجبار على مخالفة نظام الحياة، الذي يقسم بين العمل والتربية والراحة.
نعيش سكون بعد المتاعب، وننشغل بالحروب وطلب العيش، ولا يفسح مجال للتفكير بمستقبل الأجيال، وبالنتيجة إجبار الفرد للطاعة العمياء وتبعية تفكير الحاكمين، الذين يتبنون نظريات التآمر على شعوبهم، ويظهرون أنها من فعل الخارج، حتى يعزلون شعب كامل عن العالم.
أن الرياضة وكرة القدم تحديداً؛ من الممارسات التي تقضي على خلافات الشعوب، وتُشعر أبناء الوطن بالحاجة للإنضواء تحت راية بلدهم، حتى طال الإجحاف الرياضة والإهتمام بالشباب، خوفاً من تحرك دمائهم بالإتصال بالعالم، وسجلت بحق العراق قرارات ضبابية، وأصبحت أرضه محرمة من ممارسة الألعاب الجماهيرية.
بعضهم يعترض دائماً على العناوين ويترك المضامين، وينظر الظاهر ويترك الجواهر، وعنده العالم نصفان؛ أبيض ينتمي له، وأسود يتمنى هلاكه، ومن هؤولاء من إعترض على تسنم الوزير عبدالحسين عبطان؛ وزارة الرياضة والشباب، وقال أنه لم يحرك سنتر في حياته، وكأنه يريد الوزير هداف الدوري؟! وإذا كان كذلك؛ فعلى الأرجنتين ان تنصب ميسي رئيساً.
دأب عبطان ليل نهار، وحمل في داخله مشروع وطني وتصورات إستراتيجية، وإختار وزارة بعيدة عن التكالب المحاصصي؛ ليجعل منها سيادية، وأصر على إعادة هيبة العراق ودوره دولياً، وهيأ الأرضية المناسبة؛ بوضع خطة للملاعب العراقية، وتوجيه الأندية على إنفاق الأموال للملاعب؛ بدلاً من العقود المكلفة والسفرات، وبهذه الحصيلة، تقدم لإتحاد كرة القدم (فيفا)، وحصل رفع جزئي عن الملاعب العراقية.
لاشيء مستحيل في الرياضة، والى الثواني الأخير ننتظر النتائج، وطموح الإرقام القياسية لا يُحكر على أحد، وعبطان سجل أهدافه في بداية المباراة.
أقامت وزارة الرياضة والشباب، إحتفالها برفع الحظر عن العراق تحت عنوان( نحن نستحق)، وتصرفت بلغة الجمع وقال الوزير نحن ولم يقل أنا، وبالفعل نحن شعب يستحق الحياة ويصنعها بدماء أبناءه، وقوة تستحق الحضور الدولي؛ إذا كان لها قادة، يؤمنون بكرامة الشعوب أولاً، وأهمية بناء العلاقات السلمية؛ لمصلحة شعبهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/13



كتابة تعليق لموضوع : نحن نستحق أهداف مبكرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net