صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

وزير يخرج من حقل الألغام!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يخوض العراق في الوقت الراهن حربين, أحداهما  عسكرية معلنة نهض بأعبائها الغيارى, بمختلف صنوفهم من أبناء الجيش العراقي والحشد الشعبي, وبمختلف طوائفهم وانتماءاتهم, وهم يجودون بأنفسهم ليكتبوا حقبة جديدة من تاريخ العراق بالدم ويدفعوا ضريبة الدفاع عن الوطن والمقدسات, تلك هي الحرب الأولى , وقد تكفل بها أهلها وصنعوا المعجزات وبقي أمامهم خطوات قليلة.

الحرب الأخرى تختلف عن الأولى, لأنها تدار بصمت من خلف الستار, وهي أقتصادية بطبيعتها وتتمثل بأنخفاض أسعار النفط , فأقتصاد العراق كما هو معلوم يعتمد بشكل كلي على النفط, بعد أن أنقرض مردود أنتاج الواقع الزراعي والصناعي وعلى هذا الأساس يعتبر النفط العمود الفقري للاقتصاد العراقي, الذي تلقى ضربة موجعة , أصابت البلاد بحالة أشبه بالعجز, لاسيما أن أعلانَ تلك الحروب جاء بتوقيت واحد, وذلك لم يحصل بمحض الصدفة بل عن تخطيط مسبق.

 في ظل ظروف أقل ما يمكن أن توصف به  أنها كارثية, خزينة مفلسة تماما لعام 2014 ,وبلد يخوض حرباً عسكرية تحتاج لأموالٍ طائلة, ونزوح جماعي لأبناء المحافظات, التي تتعرض للأجتياح من قبل الجماعات الإرهابية , وأزمة مستعصية بين المركز والاقليم, خطوط نفطية دمرت بشكل كامل, وبلد مقبل على الإفلاس  وأزمة غاز مفتعلة راهن عليها كُثر, تلك هي أبرز المشاكل التي يتوجب على رجال الحرب الأقتصادية التصدي لها, وقد نهضوا بأعبائها وكانوا أهلاً لها.

بدأ مشوار تجاوز الأزمات الإقتصادية من إنهاء المعضلة حول الصادرات النفطية بين المركز والإقليم, والقضاء على أزمة الغاز المفتعلة, مروراً بالنجاح في توفير المشتقات النفطية للعوائل النازحة, وإصلاح بعض الخطوط النفطية في المناطق المحررة, والسعي الحثيث لزيادة الإنتاج, من أجل مواجهة إنخفاض إسعار النفط وتعويض الخسارة الناتجة عن ذلك ,وقد تحقق ذلك فعلا على أرض الواقع.

لنعد بالذاكرة إلى الوراء قليلا, في تقرير أقتصادي يكشف عن واقع الإنتاج النفطي العراقي لعام 2012, تبين  أن حصة العراق في إنتاج أوبك 3 ملايين و800 الف برميل لا ينتج سوى ثلثيها, فهو لا يصدر سوى مليونين و500 ألف برميل فقط, كان هذا في سنوات لم يشهد فيها العراق تحديات عسكرية وإقتصادية بهذا الحجم, ورغم ذلك كانت مستويات الإنتاج والتصدير متدنية جداً مقارنة بالوضع الراهن.

  اليوم وزارة النفط تتخطى الأرقام القياسية في التصدير, رغم كل تلك المعوقات لتعلن أن معدل التصدير اليومي, للنفط العراقي خلال شهر كانون الأول, من العام الماضي هو الأعلى منذ ثمانينيات القرن الماضي، فيما بينت أن مجموع الإيرادات المتحققة خلال عام 2014 بلغ 84 مليارا و215 مليون و624 الف دولار, وأن العراق يصدر في الوقت الراهن  3 مليون و 100 ألف برميل يومياً.

وزرات ثلاث يمكن أن توصف بأنها أشبه بحقول ألغام, بسبب المشاكل المتراكمة فيها, هي وزارة الدفاع والداخلية والنفط.

 الوزارتان الأولى والثانية, تتولى تحقيق النجاح في الحرب العسكرية المعلنة, وتأخذ على عاتقها توفير الأمن, بينما الوزارة الثالثة تخوض غمار الحرب الأقتصادية المبطنة, وهاهي وزارة النفط اليوم تتمكن من تجاوز الأزمات, وتتخلص من معظم تراكمات الحقبة السابقة, وتقترب من حسم الحرب الأقتصادية لصالحها, ليخرج وزيرها سالماً من حقل الألغام, بينما تسعى وزارتي الدفاع والداخلية, لحسم المعركة العسكرية, ونأمل أن يتمكن وزرائها من أجتياز حقول الألغام, وتجاوز الأزمة ولم يتبق أمامهم سوى خطوات بسيطة. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/03



كتابة تعليق لموضوع : وزير يخرج من حقل الألغام!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net