صفحة الكاتب : عدنان سبهان

الحسين ( ع ) وحقوق الأنسان
عدنان سبهان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا زالت قضية الحسين الى اليوم تشغل بال الباحثين وتثير أنتباههم الى كثير من البحوث والدروس التي من الممكن على كل عقل بشري واع ان يستنبطها ويستقيها من تلك الحركة العالمية. بالتأكيد حركة الحسين بن علي عليهما السلام لم تكن مجرد ثورة أو حركة تحررية كان يراد بها أسقاط طاغية معين, فلو كانت كذلك فلماذا أستحوذت على كل هذه الخصوصية من بين الثورات على مدى التأريخ. الحسين, سادتي كان يُنظر الى مواثيق ومبادئ وأسس عالمية, كان يريد أن يكتب لسكان الصحارى الأعلان العالمي لحقوق الأنسان, ببساطة كان يهدف الى أنتشال حفاة العقول من الجهل المركب الذي يعانوه عن طريق تأطير أسس الشرعة الدولية والاتفاقيات الأساسية لحقوق الأنسان. عندما رفع الحسين الشهيد شعار "هيهات منا الذلة" كان يبغي من وراء ذلك أن يحفظ للأنسان كرامته ويحرره من الخوف الذي تجذر في داخله لسنين, حيث كان يقول "أني زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد وخذلان الناصر" أي أن الحسين عنما قدم دمائه ودماء عياله كان يقصد بذلك تحرير تلك النفوس وفك أسرها, وهذا ما نص عليه صراحة العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية وكذلك الأقتصادية والأجتماعية والثقافية حيث جاء في الديباجة "أن ما جاء من حقوق في هذا العهد كلها تنبثق من كرامة الأنسان الأصيلة فيه وأن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو أن يكون البشر أحراراً ومتحررين من الخوف والفاقة". من جانب اخر ان الحسين الثائر المفكر كان يدرك تماماً أن المساحة التي أراد لها التوهج لا تتوقف عند حدود كربلاء أو حتى الدولة الأسلامية, أن عالمية الحركة تتضح من خلال قيام الحسين بأعتباره معلم الأنسان بتذليل كل العقبات التي من الممكن أن تعترض طريق رسالة الأسلام الى باقي الأمم, حينما كان يضع خده في مرة على خد ابنه علي الأكبر وفي مرة اخرى على خد جون مولى ابي ذر الغفاري ذلك العبد الأسود, ببساطة العباقرة كان مولانا ابي عبد الله يُنظر الى أتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري التي نصت بوضوح على "أن التمييز بين البشر بسبب العرق أو اللون أو الأصل الأثني يشكل عقبة تعترض العلاقات الودية والسلمية بين الأمم". لم تختصر الحركة الحسينية على تلك المبادئ بل تعتدها الى أبعد من ذلك بكثير, حيث يتضح لنا بشكل جلي أن أعطاء الدور الأعلامي لزينب بنت علي ما هو ألا أشارة صريحة الى تأكيد تلك الحركة على أعلاء شأن المرأة وفرض مشاركتها على قدم المساواة مع الرجل في الحدود التي تضمن لها كرامتها, مع الأخذ بنظر الأعتبار أننا نتكلم على حقبة زمنية تتسم بالفحولة وقد كانت حديثة عهد على وأد بناتها خوفاً من العار المجهول. زينب بنت الحسين أرادت أن تُكمل ما بدأه أخوها الحسين برسم حياة أجتماعية رغيدة لذلك المجتمع القبلي, وقد أنجزت الدور على أتم وجه حيث ذكر المؤرخون أن الدعم الأعلامي الذي حضيت به الحركة الحسينية على يد زينب بنت علي كان له بالغ الأثر في توهج تلك الحركة, وهذا الدور هو عين ما أرادته أتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو), التي أشارت الى "أن التمييز ضد المرأة يشكل أنتهاكاً لمبدأ المساواة في الحقوق ويعد عقبة أمام مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل في حياة بلدهما السياسية والأجتماعية والأقتصادية والثقافية". وتستمر حركة الحسين التي هي بالتأكيد أكبر من أن تكون مجرد دمعة....أنها دمعة عمرها 1400 سنة ومازلنا غير قادرين على سبر أغوارها...
السلام على الحسين وأبناء الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.......
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدنان سبهان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/28



كتابة تعليق لموضوع : الحسين ( ع ) وحقوق الأنسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net