صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإنقراض الديناصوري!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من النظريات الأكثر قبولا لتفسير إنقراض الديناصورات , أن تلك المخلوقات العظيمة كانت تأكل النباتات  وترعى مثل الغزلان والخرفان وغيرها من الحيوانات التي تعيش على النباتات.
ومع توالي القرون ودوران الأزمان  برز من بينها نوع جديد يأكل اللحوم ويتميز بفكين عظيمين  وأنياب حادة  , ومخالب يدين كبيرة وشرسة  , وهذا النوع من الديناصورات لا يقدر على صيد الحيوانات الأخرى لأنه لا يمتلك قدرات الركض السريع  , فلا يستطيع صيد الغزلان أو الأرانب  والثيران وغيرها  من أهداف الحيوانات المفترسة , فما وجد إلا أن يفترس الديناصورات التي تأكل النباتات , وهي عظيمة الجسم بطيئة الحركة  , فتهاجمها مجموعات منها وتفترسها , ومع تواكب القرون , إزداد عددها وراحت تفتك بالديناصورات النباتية , حتى تمكنت من القضاء عليها , فوجدت نفسها بكثرتها الهائلة  غير قادرة على توفير الطعام , فراحت تتصارع وتتقاتل وتفترس بعضها , حتى إنقرضت وصارت متحجرات  , نقرأ عنها ونكتشف هياكلها .
وهذه القصة الإنقراضية يمكن مقارنتها بما يجري ببلاد العرب اليوم  , فالبعض يقول أن العرب أعدادهم كثيرة ولن ينقرضوا , لكن التأريخ بأحداثه وتطوراته يؤكد بأن أي نوع من المخلوقات الولودة مهما تعاظم عدده , إذا تفشى فيه القتل الداخلي  فأنه سينقرض حتما ويذوب في الموجودات الأخرى , ولا يفصل بينه وبين الإنقراض التام إلا عامل الزمن المنظور وغير المنظور.
ولا نغفل أن الديناصورات إنقرضت بسلاح المخالب والأنياب , فكيف بنا وقد توفر عندنا سلاح التدمير الشامل؟
وعليه , فالعرب بهذا التمزق والتحارب والتفاعل الشرس  , وبتسليحهم من قبل الطامعين بهم بأحدث الأسلحة الفتاكة  , إنما يمضون على سكة الإنقراض , وسيكون السبب الأكبر في إنقراضهم هو الإقتدار الذي به إنطلقوا وتسيّدوا , وبه سيندحرون .
وربما ستدور القرون ولن يجد العرب أنفسهم إلا قلة مستضعفة مرهونة بإرادات الآخرين,  ومكبلة بأصفاد التحديات الخطيرة التي تستهدف محقهم بالكامل.
فالعربي الذي يقاتل العربي , إنما يقتل نفسه ويحفر قبره وقبر أحفاده بيده.
ومن المفجع أن العرب قد ذهبوا بهذا الإتجاه المأساوي , وهم يرفعون الرايات التي تزيدهم عدوانية على بعضهم , وتحرق وجودهم وتمنع وحدتهم وقوتهم وعزتهم , وكأنهم يقفزون إلى أتون الموت أجمعين , ويكرهون الحياة أجمعين!!
فالويل للعرب مما يفعلونه بكل ما يمت بصلةٍ لوجودهم المَكين!!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/20



كتابة تعليق لموضوع : الإنقراض الديناصوري!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net