صفحة الكاتب : واثق الجابري

نون نحن قادمون..!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعتقد من كاد وجودهم ينعدم بين العراقيين، ولم تعد الآذان صاغية؛ لأصوات مومبؤة، عزلها الشعب في محجر التخاذل والخيانة، بعد أن إنحرفوا الى هاوية التآمر، فهم لا يريدون تسويق الإنتصارات الكبيرة، وتحويلها الى نقطة إنطلاق لإقتلاع داعش من أرض العراق؛ لأنهم نيام على ماضي سحيق يتمنون عودته، وأن كلف أنهار من الدماء.
سيلعن التاريخ كل دور مشبوه، ساعد في فقدان الأرواح، والأموال وخراب العراق.
ممارسات لا تمت الى الإسلام بِصلة، ولا للإنسانية بتقارب، وتختفي وراءها دول أقليمية معادية للعراق، وبالضد من العملية الديموقراطية والدستور وحق الشعوب، وقد وقعوا في فخ الإنحراف، وفخخوا الشوارع والبيوت؛ متلذذين بدماء أخوتهم وأبناء عمومتهم، وحتى آباءهم وأمهاتهم، أن خالفوا عقائدهم.
ساهمت التضحيات بشكل فاق توقعات داعش وأذنابها، برص صفوف المجتمع، ورفدت المعركة بطاقات فرقتها المصالح السياسية، وصقلت الطوعية؛ ما تولد من شوائب الأنانية؛ وأثارت قدرة التنظيم، وتهذيب علاقات مزقتها قوى محلية لمصالح خارجية، وجندت شعب لمواجهة خطر يداهم وجوده.
تحققت إنتصارات تكريت؛ بفعل مشاركة الجيش والشرطة، والحشد الشعبي وبعض العشائر، وعادت الحياة الى طبيعتها بعد ساعات من التطهير؛ نتيجة مشاركة أهلها، وتقديمهم تضحيات ومعلومات إستخبارية، ومعونات غذائية.
أمتزجت دماء تضحية على أرض الوطن، وإنخرط المسيحيون والأيزيديون؛ في جهاد الّذين شوهوا صورة الإسلام، في وقت ما تزال بعض من القوى السنية؛ غير مقتنعة بمقولة الإمام السيستاني " السنّة أنفسنا"، وعارضها قلة من الشيعة بوصفها (إنبطاحية)؟! وكلا الطرفان المذكوران؛ إتخذوا من الطائفية أوراق، لزيادة الأرصدة الشعبية والسلطوية.
أن إهتمام المرجعية بكل الطوائف، لم يكن بمعزل عن المسيحين؛ حيث إعتبرتهم مكون أساس في المجتمع العراقي، وإعتبروها نقطة مضيئة تلتقي بها مكونات العراق، نتيجة تم تعرضهم المستمر للقتل والتشريد، كما لم تترك المرجعية الإهتمام بالأيزيدين، والتركمان والشبك والصابئة، وكل الأقليات.
(ن) حرف من كلمة وطن، وفي شرعية داعش من تكتب على باب بيته؛ تعني التهجير والقتل وإستباحة أمواله وعرضه، وعلى أثرها فجرت الكنائس، وما عاد لهم مأوى في وطنهم، وهم يتنقلون بين المخيمات، على أمل أن تفتح دول أبوابها، وهي تقصد التغيير الديموغرافي للعراق.
أقام المسيحيون قداس بمناسبة يوم القيامة، وفرح لهم جميع العراقيون، بمزيج من دموع الفرح والحزن، بعدما تحررت بعض كنائسهم بأيادي عراقية.
شارك الشيعة والسنة في تلاحم يدعو للفخر في تكريت، وفي تطهير نينوى سيشارك، المسلمون،المسيحيون، الشبك، الأيزيدون، التركمان والصابئة، ونينوى كغيرها، عراق مصغر.
العراق شعب متنوع الأطياف، وخليط بشري؛ كوصفة دواء بمواد كيمياوية للعلاج، ولا يمكن أن يعطي الفعالية؛ بنقص أحد المكونات، وأن كان السنة أنفسنا، والشيعة أجسادنا، فقد صار المسيحيون أرواحنا, ويشاركون بالجهاد، وتقويم الإنحراف، الذي أصاب بعض نفوسنا.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/09



كتابة تعليق لموضوع : نون نحن قادمون..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net