صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

شكراً طالب شغاتي
فالح حسون الدراجي
تحررت تكريت من قيود العار الداعشية الارهابية، بفضل شجاعة المقاتلين العراقيين، وتضحيات الشهداء الأبطال، وبفضل توفر قيادة عسكرية نموذجية قادت معركة تحرير تكريت بتفوق واقتدار، ومهارة عالية، أذهلت الأصدقاء والأعداء معاً، فكانت هذه المعركة أنموذجاً متقدماً بين النماذج العسكرية المضيئة في معارك النصر السريع، رغم الالتباس السياسي، ورغم التعقيدات الميدانية، المعيقة لتحقيق نصر سريع في معارك مفخخة مثل هذه! لذلك كان فرح العراقيين الشرفاء بتحرير مدينة تكريت عظيماً.. فإعادة تكريت الى بيت الطاعة الوطني، أمرٌ ليس سهلاً، ولاعادياً قطعاً. ولعل أسباب ذلك باتت اليوم معروفة للجميع، فتكريت ليست مدينة مثل أية مدينة عراقية أخرى، إنما هي مدينة لها خصوصية سياسية، وفنية، وحتى طائفية، وأبسط مراجعة لأسماء، وهويات، منفذي جريمة سبايكر توضح الخصوصية الخطيرة لهذه المدينة.. ويقيناً أن بقاء هذه المدينة خارج بيت الطاعة العراقي، لا يشكل خطراً على الخارطة الوطنية فحسب، إنما يشكل أيضاً عاراً على كرامة العراقيين جميعاً. لذا فإن قرار تحرير تكريت قبل تحرير الموصل والأنبار قرار صائب من كل النواحي. ولكن، قبل أن تبدأ الصفحة الحاسمة والمهمة في تحرير المدينة، بدأت الإشكالات تتوالى من كل حدب وصوب.. منها موقف قيادات الحشد الشعبي من المشاركة في حال تدخل قوات التحالف الدولي، وما يجعل الأمر صعباً هو إصرار التحالف الدولي على التدخل جوياً في هذه المعركة.. ثم دخلت على الخط قضية تفخيخ القصور الرئاسية، والممرات، والبنايات، وهذا الأمر ليس بسيطاً، في ظل تقنية داعش العالية في التفخيخ، بحيث قاموا بتفخيخ كل شيء، بما فيها مولدات الكهرباء، أضف الى ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة من لغط وكلام حول وقوع رغد صدام، وعزت الدوري، وبعض قادة البعث في شراك الجيش العراقي الذي يحاصر تكريت، وما أشيع عن تدخل قطر (بأموالها) مقابل إيجاد منفذ لهروب هؤلاء المحاصرين، بل ان ثمة من حدد قيمة الرشوة القطرية بخمسين مليار دولار..!!
لذلك كان قرار تحرير تكريت بشكل سريع وحاسم وخاطف، قراراً صحيحاً تماماً.. وهنا سيتطلب الأمر (عقلاً) عسكرياً إستراتيجياً ميدانياً فذاً لقيادة مثل هذه المعركة الخاصة جداً، كما سيتطلب مهارة وخبرة أمنية، وتجربة مباشرة مع قوى الإرهاب في العراق. إضافة، بل وشرطاً أن يكون مع كل هذه المهارات العسكرية، والأمنية لهذا القائد، امتلاكه لعقل (دولي) يقرأ ويترجم في الحال، تضاريس الحرب على الإرهاب بمختلف اللغات، ويجد لها الحلول بلغة بلاده، وببعض اللغات الحية الأخرى. وحين تجد مثل هذا القائد (السوبر)، فإن عليك ان تبحث في إمكانية قدرته على إصدار قرارات مهمة وحازمة، بحيث تنفذ قراراته بشكل فوري دون مناقشة أو تردد؟
وهنا لا يمكن اللجوء لغير الفريق الأول الركن طالب شغاتي. فهذا الرجل خلق بهذه المواصفات الفريدة، وأنتجته الأقدار لتحمل مسؤوليات استثنائية خاصة مثل هذه. فهو من الناحية العسكرية (فلتة)، وهو قدرة كبيرة، يتحدث عنها قادة الجيش العراقي، وهو الأول دائماً في الدورات والدراسات والعلوم، والأركان، حتى أن الضباط كانوا يتنافسون على المرتبة الثانية في التنافسات العسكرية العليا، لأن المركز الأول كان محجوزا (علمياً) باستمرار للضابط طالب شغاتي، حين يكون شغاتي مشاركاً في المنافسة!!
ومن ناحية الخبرات الأمنية فالرجل كان ولم يزل رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الذي أبكى الإرهابيين المعادين للعراق، وهو ليس رئيس هذا الجهاز البطل فحسب، إنما هو مؤسسه أيضاً، وواضع حجر بنائه الأول، حتى اكتمال جهازه العالي.
ويعد الفريق شغاتي، العسكري العراقي الوحيد الذي يجيد التحدث والكتابة بست لغات عالمية، وهذه ميزة ربما لم تتوفر حتى لقادة عسكريين عظام مثل ستالين وتشرشل وهتلر وغيرهم.. وهكذا تجد أن مواصفات (قائد تحرير تكريت) جاءت مفصلة على قدرات هذا الرجل، إضافة الى وطنيته العالية، وتقواه، وثقته بقدرة جنوده الأبطال الذين خاض بهم، وبضباطهم معارك كبيرة، وخرج منها مرفوع الرأس..
لذلك كان الرجل بمستوى ثقة القيادة العسكرية والسياسية العليا، حين كلفته بواجب تحرير تكريت، فذهب بنفسه نحوها، ليحررها بجنوده وضباطه، وهو يشع أمامهم مثل مصباح كبير، فحرر تكريت بقصورها وشوارعها، ومقر محافظها، وبكل مفخخاتها، فيطرد داعش منها شر طردة ثم يرافق محافظها (الوطني الشريف) الى مبنى المحافظة ويقول له بود: تكريت الآن نظيفة من الأشرار، فتسلم مسؤولياتك ومبارك لكم الحرية والنصر أيها المحافظ الغيور.
وكم كان المحافظ رائعاً، حين حمل علم العراق، ليضعه على عنق الفريق طالب، قائلاً له: (شكراً لك أيها المقاتل البطل، فأنا لا املك غير هذه العلم الغالي لأقدمه هدية لك، اعترافاً بدورك الكبير في تحرير تكريت الغالية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/05



كتابة تعليق لموضوع : شكراً طالب شغاتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net