صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

ضياع الاحساس والحدس في مجتمع الحقد السياسي والدجل الديني وضياع التربيه لبناء المجتمع
قاسم محمد الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الكثير من الاسئله التي تطرح نفسها في يوميات حياتي لذاتي المبعثره وعشوئيتها وسلوكها المضطرب في وسط مجتمع زرع فيه مرض التعصب الديني والسياسي من قبل شراذم الجهل السياسي المتعصب فتولد الارهاب والتناحر وتقطع المجتمع .. وكثيرمن التسائلات التي تدور في مخيلة بعض المتنورين المثقفين عن انعدام الحدس والاحساس في  مجتمع اليوم .. لان تعصب وحقد بعض من يسمون انفسهم شخصيات دينيه وبعض من المتعلمين والسياسيين وعدم نزاهتهم أفقدنا جميعا الاحساس والحدس .. وهنا ليس كل رجل دين وكل متعلم هو مدرك لنفسه وذاته وتعليمه وشهادته وكذالك السياسي الذي تسبب بكل مايحدث لمجتمعنا .. فالكثير منهم تجده مصاب بالغرور ويفتعل حواجز بينه وبين الاخرين وهذا هو نتيجة طبيعيه لكل من يسرق ويخون مجتمعه فينتج عنده إصابته باضطراب الشخصيه والانا فتتولد لديه اظطرابات السلوك المتعدده واعتلال الشخصيه .. وليس فقط السياسي ورجل الدين الدجال هو من يخون المجتمع .. فهناك الكثير من المتعلمين وعددهم كبير تاثرا بصاحب الكرسي الاعلى وصاحب الانا العليا .. فهل هذا العدد الكبير من المتعلمين لديهم فرط الاحساس بوطنيتهم وبدينهم السمح وخدمة الناس هل نصدق هذا ام جهلهم وأمراضهم النفسيه ومصالحهم الخاصه ... ضاع الاحساس عند بعض الناس اليوم ؟ كثيرين اليوم نجد قلوبهم ميته يغتالون ويقتلون القتيل ويحضرون في جنازته كما يقول المثل الشعبي .((يقتلون القتيل ويحضرون فالجنازه)). يخطئون بحق الاخرين .. ولا يشعرون بالذنب .. يشاهدون مآاسي ومصائب اخوانهم من المسلمين فيتلذذون .. وكأنهم يشاهدون فيلما سينمائيا عنيفا يشبع ملذاته وحبه للعنف ... وشعار الكثير من هؤلاء اليوم بل اغلبهم في مجتمعنا يقولون ( ما لنا ولهم هؤلاء لا يخصوننا ) متجاهلين مفهوم ( المؤمن اخو المؤمن ) الذي بينه نبينا (ص) بقوله ..( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . وهنا للاسف فقد انطمر وتبلد الاحساس في مجتمعنا اليوم وقصرت الاهداف في الحياة الدنيا على الاكل والشرب والنوم وزرع الفتن والعداوات والتلذذ بايذاء الاخرين والنفاق ..... ولو سال احدنا نفسه أين اهتماماتنا اليوم هل هي بالحقائق والتفاصيل أم بالمعاني والارتباط بين الاشياء .. ؟هل نحن واقعيين ومنطقيين أم اكثر خيالا وابداعا وغش وخداع .. ؟ هل نستخدم مهاراتنا المتمكنين منها أم نشعر بالملل عندما نتقن هذه المهاره وننزلق لسلوك الجاهلين ..؟ وهنا تبرز مهارات الاحساس والحدس  .. فالانسان الحساس.... يثق في الحقائق المؤكده ولا يثق في الخيال وهو واقعي ومنطقي يفضل العمل الحقيقي المفيد ويعمل على اسعاد اخوانه الاخرين من خلال عمله ومهاراته وعلاقاته والتواصل مع الاخرين ونبذ الانا .. والانسان الحساس موضوعي يحب التطور والتعلم ويتقن علمه وعمله والمهارة التي إكتسبها في حياته العمليه والخدمه العامه.. والحساس واضح الكلا م ملتزم بكلامه دقيق في وصفه للتفاصيل .. محدد ومنظم ومرتب .. لديه القدره على التكيف مع الواقع ومنهجي يعيش لحظته ... أما الانسان الحدسي ... يثق جدا بالالهام والاستنتاج والاستنباط .. وينظر للصوره بشكل عام .. بدون الدخول في التفاصيل ... والحدسي يفضل الجديد فقط.. وهو يحب الابداع .. ويحب الابتكار والخيال ويستخدم القياس والرموز والتشبيه يعيش ويفكر في المستقبل أكثر من الحاضر ....... اذا الاحساس والحدس  عند اغلبية  الناس اليوم بات معدوما فقد اصبح البعض بلا تفكير بالمستقبل لتحقيق شئ ما وبلا خيال بعيدين عن الواقع وانعدام الثقه بكل شيئ وغير منتظم بلا مبالات ولا يهتم بمن حوله وما يصدر  منه ومنهم  ولايهتمون بما يقوله الاخرين ومعانات اخوتهم او جيرانهم او ارحامهم وانعدام التواصل مع الناس الا اذا كانت له مصلحه عند الا خرين ... من هنا فإن الإقرار بانعدام او تبلد الاحساس كمرض من الأمراض الاجتماعية والأخلاقية قد يعتبر خطوة أولى على طريق الشفاء .. وموت او تبلد الاحساس  وهو يصيب عقول بعض الناس فيعطلها وعواطفهم فيبلدها .. وهنا على المصابين بهذا المرض الاجتماعي السعي والعمل على التغيير وفقاً لقول الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .  فانعدام او تبلد الاحساس هو خلق مذموم قائم على قصر الأهداف في الحياة الدنيا يقتصر فقط على الأكل والشرب والنوم.. كما اسلفت  وأصحاب هذا الخلق قلوبهم ميتة .. كما هو السياسي الكذاب ورجل الدين الدجال .. والمتاثرين بهم يخطئون بحق الآخرين نفاقا وتجني ولا يشعرون بالذنب وهمهم انفسهم ومصالحهم يطلقون الشعارات ولايعملون بها .. يقولون الدين والوطن .. وفي سرهم بلا دين وبلا وطن وبلا (؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) .... كيف نأمن عل أبنائنا والجيل الجديد ..ففي التربيه او الجامعه مثلا يعلمون أولادنا ويربوهم ويدرسوهم بعض من المتأثرين بهذه الشريحه المريضه التي ذكرتها .. كيف نأمن بهم يؤدون عمل تربوي واداري لأبنائنا ا اورئاسة عمل نقابي يجمع المربين  ان هؤلاء المتعلمين الجاهلين المرضى باظطراب السلوك .. لا يهمهم قتل الاخرين بسلوكياتهم المريضه ... فهل تصدقون ان عدد كبير ممن يحسبون تربوي او تدريسي ... يوصمون الاخرين بوصمات هم انفسهم كانو نشطين بهذه الوصمه او تلك .. فتبلد وضاع الاحساس والحدس يرافقه اضطراب السلوك وفقدان الاخلاق الاجتماعيه مرضى موجود في كل الشرائح الاجتماعيه والمهنيه ليس فقط في التربيه والجامعه.. لكن عندما يكون بالمباشر مع ابنائنا الطلبه في الجامعه او المدرسه وبين المدرسين والتدريسيين والمعلمين او رئاسه هيئه اداريه اونقابيه او حتى يدير مدرس  وهم بناة اساس اجتماعي لمجتمع متحضر .. فان هذا المرض سينتشر ويصبح سلوك غير سوي مزمن يجب معالجته بتعليم مهارة التربيه النفسيه ومهارات بناء الشخصيه والسلوك السوي للافراد في مجتمعنا يأتي دور منظما ت المجتمع المدني المهتمه بعلم النفس الاجتماعي  ودور رجال الدين الاسوياء المتنورين المتعلمين لاصلاح ما افسده الدهر والاضطرابات السلوكيه نتيجة الحروب وانعكساتها على الحاله النفسيه للمجتمع والافراد ولا ننسى دور الاسره والتربيه والجامعه في هذا الجانب  وادخال مادة حقوق الانسان جنبا الى جنب مع علم النفس كجزء من اختبارات الترقيه السنويه لكل موضفي الدوله وبالاخص التدريسيين والتربويين لنشر الثقافه النفسيه وتزويد المهارات قدر الممكن لتحسين ومعالجة ما يعم المجتمع من اضطرابات السلوك .... 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/05



كتابة تعليق لموضوع : ضياع الاحساس والحدس في مجتمع الحقد السياسي والدجل الديني وضياع التربيه لبناء المجتمع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net