صفحة الكاتب : علي علي

حمايات المسؤول لاتحمي المواطن
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   وسط تداعيات انخفاض أسعار النفط عالميا.. وفي خضم المشاكل الاقتصادية التي يعيشها العراق نتيجة جملة أسباب، أهمها استشراء الفساد بأصنافه، وتدني الحالة الأمنية الى حد يربك الشركات والمستثمرين الأجانب في الإقدام على المغامرة بانشاء مشاريعهم، والمقامرة باستثمار اموالهم داخل العراق.. كذلك انحسار واردات العراق على انتاج النفط وإهمال باقي المفاصل الانتاجية المتعمد كالزراعة والصناعة والسياحة.. علاوة على كل هذه الأسباب وتلك التداعيات تأخير إقرار الموازنة للعامين الماضيين -بفعل فاعل طبعا ولقصد قاصد- وسط كل هذه الأرضيات الهشة صرح قبل أيام أحد النواب وقال إن رواتب ومخصصات حماية المسؤولين لن تثقل ميزانية الدولة.
  هنا تفرض المقولة؛ "حدّث العاقل بما لايليق فإن عقل فلا عقل له" نفسها، ذاك لأن القاصي والداني يدرك كم الحمايات الهائل التي تحيط بالمسؤول، وهي معلومة يعرفها أبسط عابر سبيل يصادفه رتل من أرتالهم، إذ تتقدمه حماية.. وتتذيله ثانية.. وتنتظره في مكان توجهه ثالثة.. وأحيانا تحوم في السماء هيليوكوبتر او اثنتان، كغيمة تسير مع المسؤول لتوفير الغطاء الآمن له. وقطعا مامن نفر من هؤلاء الحمايات يعمل "لله وللوطن".. او كما نقول: "لله بالله"، او (لسواد عيون المسؤول).. فأقل ماينتظره عنصر الحماية شهريا هو مرتبه، فضلا عن امتيازات أخرى تبدأ بمخصصات خطورة ولاتنتهي بمخصصات إيفاد.
 ولم يفت نائبنا ان يدافع في تصريحه عن حمايات المسؤولين بالقول أنهم جزء من ابناء الشعب العراقي ووظيفتهم تقع ضمن مؤسسات الدولة. هنا فاته أن كل أفراد الشعب مسؤولون من قبل الدولة، سواء أموظفين كانوا أم غير موظفين!. وأظن أنه شط كثيرا عن الحق والحقيقة، حين قال: "وقد لاحظنا قبل مدة حادثة النائب زيد الجنابي عندما اعتدى عليه مسلحون بالرغم من وجود حمايته وهذا ما يجعل الحمايات هي من الدواعي الامنية". وبتحليله هذا يدعو الى زيادة عدد الحمايات فوق ماهو عليه الآن.
  وباستطلاع واستقراء سريعين لضوابط وأصول تعيين عناصر حماية المسؤولين، يتضح لنا ان التعليمات تنص على ان لكل نائب (30) فردا كحماية شخصية، ولكن بعض النواب يكتفي باثنين او ثلاثة فقط من افراد الحماية، اما الباقون فهم مجرد مستمسكات ورواتب وهمية. 
  ومن اللافت للنظر.. أن أغلب عناصر حماية المسؤولين لايتسلمون رواتبهم بأنفسهم، بل تسلم -إضافة الى المخصصات- بيد المسؤول حصرا، وهو يتولى توزيعها وتقسيمها، بموجب نظرية؛ (ودّع البزون شحمة) وهذه الآلية لم تعهدها نظرية او قانون او سياق سابق في عراقنا الجديد او -العتيگ- او أية دولة أخرى..! إذ حتما ستكون "قسمة ضيزى"، بل أن بعض عناصر الحمايات الشخصية لايعرف مقدار المرتب الشهري الذي يتقاضاه، او المخصصات المصروفة له.
كما أن انتقاء عناصر الحماية لا يخضع لشروط الكفاءة والمؤهلات، فأغلبهم ينتمون إلى الحزب الذي رشح المسؤول، والبعض الآخر تم تعيينه من قبل مجلس النواب، وهؤلاء جميعا تصرف مرتباتهم ومخصصاتهم من ميزانية الدولة العراقية.
   فيا مسؤولينا ونوابنا.. فردا فردا.. جملة ومفرد.. نثية وفحل.. هل تعلمون أن حماياتكم لاتحمي المواطن..؟ يقول مثلنا؛ (أگعد اعوج واحچي عدل).
aliali6212g@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/30



كتابة تعليق لموضوع : حمايات المسؤول لاتحمي المواطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net