صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

لعبة لا تنتهي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لعبة بدأت ولن تنتهي أبدا , لأنها ذات ربحية عالية ومردودات خيالية تغذي التطلعات الستراتيجية وغيرها من التصورات والمعتقدات القابعة في دياجير العصور.

لعبة إبتكرتها عقول قادات السياسات الخارجية في الدول الأقوى في هذه الدنيا , التي تتسيد فيها شرائع الغاب المأساوية.

لعبة بدأت في أفغانستان وتواصلت في كلّستان!!

خلاصة اللعبة ومنهجها هو الإرهاب , الذي يتم تزويقه وتسويغه وتعزيزه بالدين , ومنذ الربع الأخير من القرن العشرين ولعبة الإرهاب سارية المفعول ومتنامية التأثير , حتى صار الدين الإسلامي هو الإرهاب والعربي هو الإرهاب!!

إنطلقت اللعبة تحت رايات الجهاد في أفغانستان ضد الإتحاد السوفياتي الذي تم إستدراجه إلى مستنقعها , وأسهمت في هذا السلوك الدول النفطية المعروفة , وبذلت الأموال والشباب ونقلتهم طوابيرا طوابيرا إلى سوح المواجهات , بعد أن غسلت أدمغتهم وحشتها بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان , وفتاوى وعاظ الكراسي المسوغة بالأضاليل والبهتان.

وراحت رقعة اللعبة تنتقل من مكان إلى مكان , واليوم رقعتها البلدان العربية المحورية الأساسية في قوة الوجود العربي المعاصر , وتطورت فنونها وقواعدها وأدوارها , لكنها ذات اللعبة , التي تسمى الإرهاب المعفر بعقائد منحرفة تنسب إلى الدين.

واللاعبون من نسل اللاعبين المجاهدين , والممولين ذات الممولين , ومدراء اللعبة لم يتغيروا , الذي يتبدل هو رقعة اللعبة وميادينها , التي أخذت تتسع وتهيمن على مساحات شاسعة من الأرض العربية , فتحولت إلى سوح دمار وميادين خراب وويلات دامية.

هذه اللعبة كاسحة حضارية وقنبلة تدمير شامل , أفظع فتكا من أعتى القنابل النووية والهيدروجينية التي تمتلكها البشرية , فهي ذات سلوك إقتلاعي إجتثاثي لما هو إنساني وحضاري , وتهدف إلى محق الحياة من جذورها , وتثوير النفوس الأمّارة بالسوء وتحقيق العمى النفسي والعقلي والعقائدي , وسيادة الإنفعالات والعواطف الحامية الحاقدة السلبية المتأججة , الكفيلة بتحقيق متواليات هندسية من التقاتل المروع الشديد ما بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد , لضمان مصالح الآخرين , وتأمين قوتهم وهيمنتهم وسطوتهم.

كما أن اللعبة تساهم في إدامة سلوك التبعية والخنوع , وعدم القدرة على الإعتماد على النفس وإنما على الغير , وهذا يعني أن الدول العربية في مسيرة الإنحلال والوصاية والإنتداب , الذي يتحقق بإرادة الحكومات وطلبها , لأنها أصبحت في مأزق خطير وعلى شفا حفرة سوء المصير.

تلك هي خلاصة  اللعبة التي تتحقق في الدول العربية منذ عقود , وتسير نحو أوجها الذي بلغته في العراق وسوريا وليبيا واليمن , والبقية ستأتي من الدول التي يُراد لها أن تكون رقعة للعبة الإرهاب والدين.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/15



كتابة تعليق لموضوع : لعبة لا تنتهي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net