صفحة الكاتب : باقر العراقي

لعبة التأثير بين الولايات المتحدة وإيران.
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شهدت الحرب العالمية الثانية، انتهاء قوى عالمية كاليابان العسكرية وايطاليا الفاشية وألمانيا النازية، أو ما يسمى بدول المحور، وظهور قوى جديدة على الساحة أهمها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، واستمر الصراع من خلال الحرب الباردة لحين سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى عدة دول لتكون الولايات المتحدة الدولة المؤثرة الأولى على العالم.
هناك دول تؤثر في العالم ولا تتأثر كالولايات المتحدة، وهناك دول تتأثر وتؤثر كالدول الأوربية والقليل من الدول كإيران مثلا، وهناك دول لا تتأثر ولا تؤثر لأنها مستقرة من جميع النواحي كالسويد وسويسرا، بينما بقية دول العالم تتأثر ولا تؤثر كأغلب دول العالم الثالث والدول العربية بشكل عام، والعراق بوضعه الحالي.
التأثير في الغالب يكون عسكريا، أما الآن أصبحت السيطرة رأسمالية؛ اقتصادية؛ تكنولوجية؛ عسكرية، وبذلك أصبحت أمريكا القطب الأوحد في العالم، لكن بعد حرب لبنان 2006، وبعد حروب الربيع العربي، أخذت موازين القوى تتغير، بشكل ملفت للانتباه.
داعش تتربع على عرش الإرهاب العالمي، وترث كل المنظمات الإرهابية التي تدعي الإسلام، وبإحاطة أمريكية إسرائيلية واضحة، حسب نظرية الاحتواء، وتدق ناقوس الخطر في سوريا، وتحتل جزء كبير من العراق، وتهدد العتبات الإسلامية في كلا البلدين، لكن الرد كان تحالفا مؤثرا وثلاثيا، بين العراق وسوريا وإيران.
استقر الوضع في سوريا على حرب استنزافية، قصتها كر وفر، ويبدو أمدها طويل، فلو انتصر فيها النظام السوري ومن يسانده، كان النصر لإيران على أمريكا ومن يواليها، ولو حصل العكس كان نصرا أمريكيا بامتياز.
تستمر قصة التأثير بين البلدين، لتنتقل الى العراق هذه المرة، وكانت إرادة أمريكا تريد إطالة بقاء داعش في العراق إلى أمد غير منظور، لكن هناك إرادة أخرى، انطلقت من النجف الاشرف لتقلب الموازين، ولتبقي حرب التأثير مستمرة بين أمريكا وإيران.
إيران وقفت موقفا مميزا، تمليه عليها حساسية الموقف، لتكون المؤثر الأساسي فيه، فجهزت العراقيين بالسلاح والجهد الاستخباري، بينما تستمر داعش بالحصول على احدث الأسلحة والتقنيات العسكرية، إلى أن نضجت خطة تحرير صلاح الدين، "التي لم يشارك فيها التحالف الدولي" فكان التنافس شديدا، وكأنها حرب بين الدولتين وليس بين داعش والعراق.
 فلو انتصرت إرادة العراقيين على داعش، وتحررت صلاح الدين، فهو أيضا نصر لإيران على كل أعداءها في المنطقة والعالم، ولو لم يستطع العراقيون تحرير صلاح الدين، فهو صمود بين وواضح لأمريكا وكل حلفاءها بالمنطقة، مقابل إيران.
تستمر إيران في كسب الأرض، ليصبح تأثيرها من باب المندب واليمن جنوبا الى اللاذقية والبحر المتوسط شمالا، وتستمر معركة كسر العظم بين الدولتين، ليتأثر من هو ضعيف ويؤثر من هو الأقوى، ويبقى العراق أحدى الساحات العالمية، لحرب ربما سيطول أمدها، عنوانها النفوذ والتأثير.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/08



كتابة تعليق لموضوع : لعبة التأثير بين الولايات المتحدة وإيران.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net