صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

أم البنين/ع/ :هويتها :وإختيار أمير المؤمنين لها :وتعاطيها مع أهل البيت/ع/ في مطالعة تأريخية وجيزة
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعه الكلابية
أمها ثمامة بنت سهل الكلابي.
وبني كلاب عشيرة من العرب الأقحاح،
شهيرة بالشجاعة والفروسية
تكنى بأم البنين وأم العباس
ولدت في السنة الخامسة للهجرة الشريفة على أشهر الروايات
.تزوجت من أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد سنة 24 للهجرة الشريفة،

.أولادها العباس أبو الفضل، وعبد الله، وجعفر، وعثمان.. قتلوا جميعاً تحت راية الإمام الحسين (عليه السلام) في كر بلاء،

أشهرهم العباس وقد كان حامل لواء أخيه الحسين (عليه السلام)، وساقي عطاشى كر بلاء،وهو أكبرهم (عليه السلام)

./إنظر/قاموس الرجال/التستري/ج12/ص195.

=============================

(( اختيار أمير المؤمنين (عليه السلام) لأم البنين))
=========================
عُرِفَ بنو كلاب بأنهم فرسان العرب ، ولهم الذكريات المجيدة والمواقف البطولية الرائعة في المغازي بالفروسية والبسالة والزعامة والسؤدد حتى اذعن لهم الملوك،
وهم الذين قال عنهم عقيل بن أبي طالب
(ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس).
وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأخيه عقيل (رضي الله عنه)
وكان نسابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم:
أنظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً
فارساً فقال له تزوج أم البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها فتزوجها.
/إنظر/أعيان الشيعة/السيد محسن الأمين/ج 8/ص389.

يروى أن فاطمة قالت لأمها أني رأيت في منامي كأني جالسة في روضة

ذات أشجار مثمرة وأنهار جارية وكانت السماء صاحية والقمر مشرقاً

والنجوم ساطعة وأنا أفكر في عظمة خلق الله من سماء مرفوعة بغير عمد

وقمر منير وكواكب زاهرة، فبينما كنت في هذا التفكير ونحوه وإذا أرى

كأن القمر قد انقض من كبد السماء ووقع في حجري وهو يتلألأ نوراً

يغشي الأبصار، فعجبت من ذلك وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعوا أيضاً

في حجري وقد أغشى نورهم بصري فتحيرت في أمري مما رأيت وإذا

بهاتف قد هتف بي أسمع منه الصوت ولا أرى الشخص
وهو يقول:
بشـراك فاطــمة بالسادة الغـــرر ثـلاثـة أنجــــم والـزاهـــر القـر
أبـــوهم سـيد فـــي الخلـق قاطبة بعدالرسول كــذا قـد جاء في الخبـر

فلما سمعت ذلك ذهلت وانتبهت فزعة مرعوبة، هذه رؤياي يا أماه فما
تأويلها

فقالت لها أمها يا بنية ان صدقت رؤياك فانك تتزوجين برجل جليل القدر
رفيع الشأن عظيم المنزلة عند الله مطاع في عشيرته، وترزقين منه أربعة أولاد يكون أولهم وجهه كأنه القمر وثلاثة كالنجوم الزواهر.

فلما سمع حزام ذلك أقبل عليهما وهو مبتسم ويقول يا بنية قد صدقت
رؤياك فقالت له أمها وكيف علمت ذلك قال هذا عقيل ابن أبي طالب جاء
يخطب ابنتك قالت لمن قال لفلال الكتائب ومظهر العجايب وسهم الله
الصائب وفارس المشارق والمغارب الإمام علي بن أبي طالب (عليه
السلام)عندها ذهب حزام إلى عقيل وهو مستبشر

فقال له عقيل ما ورائك قال كل الخير إن شاء الله قد رضينا بأن تكون ابنتنا خادمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقال عقيل لا تقل خادمة بل قل زوجة.
/إنظر/كتاب/العباس/ع// للسيد المقرّم/ص72/73.

==================================
(( السلوكيات المميَّزة لأم البنين/ع/ مع اهل البيت عليهم السلام))
==================================

((السلوك الأول))
=============
وذلك ينصب على صورة دخولها في بيت أمير المؤمنين(ع)
فقد روي ان عشيرتها حينما زفتها الى بيت علي ابن ابي طالب (ع)، طلبت من عشيرتها ان لايدخلوا معها الى بيت علي (ع)،

فلما أن دخلت جاءت بكل أدب لأولاد علي ابن ابي طالب قائلة
: اني دخلت داركم خادمة فهل تقبلوني معكم ؟
وهناك رحب أهل البيت بها .

وهذا الموقف مدعاة للتأمل .قد يتساءل الإنسان لماذا فعلت أم البنين ذلك؟

والجواب:
لعله أن ام البنين أرادت ان تقدم درسا أخلاقيا بليغا مفاده

ان الإنسان ينفذ إلى قلوب الآخرين بأخلاقه وأدبه ، لا بهيئته وعشيرته.

ولذا أمير المؤمنين(ع) يقول : (الناس منهم إلى صالح الأدب أحوج منهم الى الفضة والذهب)
وبالفعل عاشت مع أهل البيت(ع) في بيت علي عطوفة على أولاده عطف الأم الرؤوف ، إلى أن رزقها الله الولد وإذا بها تربيهم تربية لانظير لها في عالم المرأة

. فكل امرأة ترى بأن أبناءها أحب إليها من أبناء ضرتها، إلا أن أم البنين
كسرت هذا الحاجز فسعت باذلة قصارى جهدها في غرس بذرة الولاء
الممزوج بالتفاني في نفوس أولادها لأبناء رسول الله(ص) وقد نجحت ،

والتأريخ خير شاهد على ذلك

. فسلام الله عليك ياأم العباس واخوته .

((السلوك الثاني))
======
وذلك يعرف من التماسها من علي ابن أبى طالب أن لايناديها (فاطمة)

قيل إن أم البنين أتت ذات يوم إلى أمير المؤمنين

وقالت له: لي إليك حاجة.

قال لها: قولي ما عندك.

قالت: اني أطلب منك أن تغير اسمي،

فعندما تناديني فاطمة، أرى الانكسار بادياً على وجوه الحسن والحسين وزينب،
فإنهم يذكرون أمهم فاطمة الزهراء ويتألمون.

فلبّى الإمام علي /ع/ طلبها إلا أن غير اسمها وأخذ يناديها بأم البنين.

فالموالي يود ان يقدم أي شيء من أجل ترسيخ روح الحب

، وليس الحب ادعاء مجرد عن العمل بل ان الحب عاطفة و عمل يترجم نحو المحبوب،

قال تعالى
((قلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))آل عمران/31.

============
((السلوك الثالث))
================

وذلك يلمس من تعاملها مع أمير المؤمنين في عش الزوجية فلم تكن تتعامل مع أمير المؤمنين في المنزل على انه زوج فقط

بل كانت تتعامل معه على انه زوج وانه إمام مفترض الطاعة.

وبذلك تضرب ام البنين أروع الأمثلة في الالتزام بالحكم الشرعي في واقع الحياة الزوجية.

اذا على المرأة أن تكتسب من أم البنين درسا بأن تكون كما كانت ام البنين في بيت علي/ع/ تتعامل معه على انه امامها وسيدها قبل أن يكون زوجها.

((وفاتها :/ع/))
===============
وبعد عمرٍ طاهر قضته أم البنين ( عليها السلام ) بين عبادةٍ لله جل وعلا وأحزانٍ طويلةٍ على فقد أولياء الله سبحانه ، وفجائع مذهلة بشهادة أربعة أولادٍ لها في ساعةٍ واحدة مع حبيب الله الحسين ( عليه السلام ) .
وكذلك بعد شهادة زوجها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في محرابه .
بعد ذلك كله وخدمتها لسيد الأوصياء ( عليه السلام ) وولديه الإمامين ( عليهما السلام ) سبطَي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيدي شباب أهل الجنة ، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) أقبل الأجَلُ الذي لابُدَّ منه ، وحان موعدُ الحِمام النازل على ابن آدم .
فكانتْ وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة ( 64 هـ ) .ودفنت في مقبرة البقيع
/إنظر/ أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين /ج8/ص389.

فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة ، الوفيّة المخلصة ، التي واست الزهراء ( عليها السلام ) في فاجعتها بالحسين ( عليه السلام ) ، ونابت عنها في إقامة المآتم عليه ، فهنيئاً لها ولكل من اقتدت بها من المؤمنات الصالحات .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/17



كتابة تعليق لموضوع : أم البنين/ع/ :هويتها :وإختيار أمير المؤمنين لها :وتعاطيها مع أهل البيت/ع/ في مطالعة تأريخية وجيزة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net