صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

تاج الخزي الابدي الذي جلل الاردن
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ الفين وثلاثة لم يدع الشعب الاردني دنيئة الا ومارسها مع الشعب العراقي الذي يفترض به ان يكون شقيقا فصار شقيا . على مرأى ومسمع مخابرات عَمان المرعبة التي لا يطير طائر الا بتأشيرة دخول او خروج منها، سُهل نشاط كل شياطين الارض وأمقتهم خلقا وخلقا ليمتصوا ما تبقى من نجيع العراقيين بابشع الطرق و أخسها . تجليات هذا الاجرام الذي يذكر بهجمات الوهابية البربرية على مدن عراقية قبل قرنين واكثر ، تمثلت في مصاص الدماء المحترف "ابو مصعب الزرقاوي" الذي نفذ من المذابح المروعة بحق عراقيين ما انساهم جرائم ابن العوجة التكريتي وعصابته الدموية . وبلغ السفير الاردني من القساوة حدا ان الشعب العراقي وهو بيئة حاضنة للشائعة واختلاق الاساطير ليصوغ من وحي خياله الخصب قصصا اسطورية تعكس بشاعة اجرامه في مواجهة الهلال الشيعي المزعوم . فاذا قتل الزرقاوي وحاقت به زبانية جهنم وبئس المصير من كل حدب ، كذب العراقيون الخبر حتى وهم يشاهدون جيفته وقد مزقتها شظايا المارينز . وهذا ليس جديدا فقد سبقنا اليه المصريون القدماء عندما سمعوا بمقتل فرعون فهرعوا مكذبين ، ثم التقط الفكرة العراقيون بحذافيرها عندما فطس الجزار صدام التكريتي . و الى يومنا هذا وجدت في العراق من لا يزال يعتقد بان صداما حي يرزق وكل ما يجري انما هو تمهيد اميركي لعودته للسلطة ثانية ويربط تنازلات الحاج حيدر العبادي ربطا جدليا بفكرة عودة القائد الضرورة ابي عدي الى سلطة البعث ورسالته الخالدة من جديد . في كل عيد اضحى يُستفز ملايين العراقيين باحتفالات تأبين ينظمها اسلاميون وغير اسلاميين في الاردن تخليدا لذكرى سفر شهيد الامة صدام الى جهنم خالدا فيها باذن الله . وبنفس الحفاوة والدناءة يحتفي هؤلاء بذكرى فطسة المجاهد لابن تيمية الزرقاوي الفلسطيني . وهم بين هذا وذاك يودعون يوميا وبحفاوة بالغة فرقا من القتلة ويستقبلون بالهلاهل والزغاريد جِيفا قتلت العراقيين في ظاهرة مشينة تتزايد وتيرتها سنويا وربما يوميا . ولعل في ذاك مكافأة وفاقا لما يدره نفط العراق من عطاء سخي على جيرانه المتحاملين وباسعار هي اقرب للنكتة السمجة . اعجب ممن يتشفى بالاردنيين كونهم ذاقوا من نفس الكاس التي نتجرعها منذ اكثر من عقد على اياديهم الرخيصة . الاردن اعلنها ويعلنها بشكل رسمي ان لاعلاقة له بتنظيم داعش واخوانه ولا خطر يتهدد أمنه من هذه التنظيمات و ان ما يجري هو عملية ثارية للطيار معاذ الكساسبة الذي يرجح انه قتل قتلة شنيعة تذكر بمقتل محمد بن الخليفة الاول على يد الخليفة الخامس اثر اتهامه بالفسق بعد مقتل الخليفة الثالث . وقد استعان الهوان الاردني بطائرات اماراتية واموال عربية متحدة لتنفيذ عملية الثار لدم طياره الكساسبة ومنذ ذلك اليوم تدك طائرات اماراتية معاقل مزعومة للدواعش ، قالت السلطات الاردنية انها حققت خلالها مالم تحققه طائرات التحالف الدولي في اربعة شهور . السلطات والمخابرات الاردنية لم تحرك ساكنا على مدى عشر سنوات لايقاف الدم العراقي المسترخص ، هذا اذا برأنا ساحة السلطات والمخابرات من جريرة دفع حفدة معاوية ويزيد والحجاج لقتل العراقيين الابرياء . حتى اذا قتل طيار واحد وهو ماض في مهمة يفترض ان تكون قتالية قامت الدنيا من حوله ولم تقعد . وليت شعري هل سافر وفد عراقي على مستوى نعال للتعزية ام لا فقد فعلت المنطقة الخضراء اشنع من ذلك عندما عزت بوفد كبير في وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز . ما يشجع الاردنيين على استرخاص دمائنا هو البترول الرخيص الذي ندعم نظامهم به ، و متى ما توقف تدفق هذا النفط سيتوقف معه النزيف او جزء كبير منه على الاقل . ألم يقل النَواب شافاه الله وعافاه : نحن لغة ترقص الرقصة البدوية قدام قاتلها . هبوا ان دم الكساسبة الازرق يعادل دماء ١٧٠٠ سبايكري مذبوح من الوريد الى الوريد ، فهل ثمة من تاخذه الغيرة للانتقام لهم كما استعرت حمية المخابرات الاردنية للثار لحرق طيارها . مجرد سؤال اتمنى الا يخدش اسماع الرئيس فؤاد المعصوم فينتهي به الامر في المانيا للعلاج .

 

IRAQZAHRA@YAHOO.COM


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/15



كتابة تعليق لموضوع : تاج الخزي الابدي الذي جلل الاردن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net