صفحة الكاتب : السيد يوسف البيومي

قيام الساعة وآخر الزمان
السيد يوسف البيومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


لا بد أن معظم من سيقرأ هذه المقالة قد ترامى إلى مسامعه هذه المقولة: (علامات قيام الساعة وشرائط آخر الزمان)، وقد لا يميز البعض أنهما مختلفان تمام الاختلاف. فقيام الساعة هو انتهاء هذا العالم بشكل كلي، وبداية الحساب الآلهي. أما آخر الزمان فهو ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
وإليكم الفروقات المهمة بينهما:
أولاً: علامات آخر الزمان:
ومن تلك العلامات ما ورد في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد:" قد جاءت الأخبار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عليه السلام) وحوادث تكون أمام قيامه، وآيات ودلالات، فمنها:
1ـ خروج السفياني.
2 ـ وقتل الحسني.
3 ـ اختلاف بني العباس في الملك الدنياوي.
4 ـ كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات.
5 ـ خسفٌ بالبيداء، وخسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب.
6 ـ قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وهدم سور الكوفة، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملّكه للشامات.
7 ـ خلع العرب أعنتها وتملّكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام، واختلاف ثلاث رايات فيه.
8 ـ خروج ستين كذاباً كلهم يدَّعي النبوة، وخروج اثني عشر رجلاً من آل أبي طالب كلهم يدَّعي الإمامة لنفسه.
9 ـ وخوف يشمل أهل العراق، وموت ذريع فيه، ونقص من الأنفس والأموال والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه، حتى يأتي على الزرع والغلاّت، وقلّة ريع لما يزرعه الناس.
10 ـ مسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير.
11 ـ نداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلُّ أهل لغة بلغتهم، ووجهٌ وصدرٌ يظهران من السماء للناس في عين الشمس.
 12 ـ وأموات يُنشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون.

13 ـ ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض من بعد موتها وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهديعليه السلام، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته؛ كما جاءت بذلك الأخبار.
ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة، والله أعلم بما يكون، وإنما ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنها الأثر المنقول، وبالله نستعين وإياه نسأل التوفيق"(1).
أما عن أسباب وقوع هذه الأمور هو:
عدم الانسياق ضمن  الأوامر والحدود التي وضعتها الشريعة الغراء للبشرية وتعدي على هذه الحدود الموضوعة من الشارع المقدس، واتباع الأهواء، والمقاييس الذاتية حسب كل ما تشتهي وتريد النفوس البشرية الضعيفة.
ودور هذه الشريعة الآلهية هو تحصين المؤمنين من كل هذه الأسباب التي تسبب الهلاك، حين حرمت اتباع الأهواء، وتم توضيح السبل.
 إلا أن الروايات المباركة التي أوضحت أسباب الفتن:
فقد خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس فقال: "أيها الناس، إنما بَدْءُ وقوع الفتن أهواءٌ تُتَّبَع وأحكام تُبتدَع، يُخالَف فيها كتابُ الله، يتولى فيها رجال رجالاً.
فلو أن الباطل خلص لم يخفَ على ذي حِجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيُمزجان فيجيئان معاً فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى"(2).
فإن هذه العلامات هي بوادر ظهور الإمام، وقد عبرت الروايات الكثيرة المعتبرة أن الساعة لا تقوم حتى ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وإليكم جملة من هذه الروايات:
عن النبي (صلى الله عليه وآله): "لا تقوم الساعة حتى يقوم القائم الحق منا، وذلك حين يأذن الله عز وجل له ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك، الله الله، عباد الله فأتوه ولو على الثلج فإنه خليفة الله عز وجل وخليفتي"(3).
وعنه (صلى الله عليه وآله): "لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين (عليه السلام) يملأها عدلاً كما ملئت ظلما وجوراً"(4).
ومن خلال التعبير الواضح والذي لا يحتاج لكثير من التآويل أن آخر الزمان هو غير قيام الساعة، فقد عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن عدم قيام الساعة بقوله: "لا تقوم الساعة حتى..."، وفي الرواية الثانية: "لا تذهب الدنيا حتى..."، إذن فإن قيام الساعة وانتهاء الدنيا هو خلاف آخر الزمان ولا يجب الخلط بينهما.
ثانياً:علامات قيام الساعة:
أما عن علامات قيام الساعة أي انتهاء البشرية، وكذلك نهاية العالم، فقد ورد من طرق أهل البيت (عليهم السلام) عن تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}(5).
 قال أبو عبد الله (عليه السلام): "طلوع الشمس من المغرب، و خروج الدّابة، والرجل يكون مصراً ولم يعمل على الإيمان، ثمّ تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه"(6).
وعن النبيّ (صلّى الله عليه وآله): "من أشراط الساعة أن يفشوا الفالج، وموت الفجأة"(7).
وفي رواية آخرى سُئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن الساعة فقال: "عند إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر"(8).
وبالطبع ومن خلال ملاحظة بسيطة لتلك الروايات فإن من أهم شروط قيام الساعة فهي طلوع الشمس من المغرب، بينما في علامات آخر الزمان هما الخسوف والكسوف. لذلك فإن الالتفات لتلك العلامات من المهم في محل لتفرقة بينهما، ونسأل الله تعالى حسنى العاقبة.
________________
(1): كتاب الإرشاد، الشيخ المفيد، ج2، ص368.
(2): كتاب الكافي، ج1، ص54، باب البدع والرأي والمقاييس، ح1.
(3): عيون أخبار الرضا للصدوق، ج1، ص65، ح230.
(4): المصدر نفسه، ج1، ص71، ح293.
(5): الآية 158 من سورة الأنعام المباركة.
(6): تفسير العياشي، في تفسير الآية 158 من سورة الأنعام.
(7): كتاب الكافي، ج3، ص261، ح39. وعنه في كتاب بحار الأنوار، ج6، ص312، ح15.
(8): كتاب الخصال، للشيخ الصدوق، ص30.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد يوسف البيومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/08



كتابة تعليق لموضوع : قيام الساعة وآخر الزمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net