صفحة الكاتب : عباس طريم

الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. وخاصة الرشوة والسرقة
عباس طريم

 الصلاة  : عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها . والصلاة : هي الركن الثاني بعد الشهادتين وهي عمود الدين كما ثبت من قول الرسول ص .. وهي عملية صلة المسلم بربه . في اوقات حددها الاسلام وجعلها سلما للرقي والتبارك بعبادة العزيز الحكيم ! والتقيد بتعاليمه التي اقرها ديننا الحنيف وحث البشرية على التقيد بها . واللازم علينا الاهتمام بهذه الصلاة التي هي معراج المؤمن وقربان كل تقي  , وان نسعى الى الالتزام بروحها الزكية التي تدعونا الى النقاء والاستقامة والابتعاد عما يغضب الله سبحانه وتعالى ! من اعمال شيطانية تدفع الانسان الى التهلكة . لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر . وان اقامة الصلاة هي التي جاء الامر بها في كتاب الله عز وجل ! والنهي لا يكون الا اذا حضر القلب وتدبر وتفكر . اما حضور الجسد فحسب , فلا يجد الا حركات الجوارح التي يقوم بها بلا خشوع وتدبر . ومن المستغرب ان لا يعي المرء تلك الحقيقة .. في النهي عن السرقة والابتعاد عنها , ووجوب التخلق بسمات المسلم الصالح الذي يحافظ على صلاته من اي دنس قد يبعدها عن رضى الباري عز وجل ! ويجعلها غير مقبولة , ولا تنفع في  [ يوم لا ينفع مال ولا بنون  , الا من اتى الله بقلب سليم ]
لذا فاستغرابنا من ان الصلاة لا تنهي عن الفحشاء والمنكر في محله . وذالك لان النهي في الصلاة يكون تشريعا لا تكوينيا . بمعنى ان الصلاة في حركات الجوارح من قيام وركوع مجرد حركات . "وقول اياك نعبد " اي لا نعبد سواك يا رب . وهنا تاتي العبودية ليطيع المعبود معبوده في كل اوامره ونهيه . وان من يسرق اموال الدولة .. فهو يخالف ما انزل الله سبحانه وتعالى ! فلا تصح صلاته فالاشكال متوفر وقائم  وعليه ان يعيد النظر فيما جنت يداه .
ومن الغريب ان نشاهد بعض الاخوة الذين يسرقون الاموال على مراى ومسمع من الجميع دون خوف من الله سبحانه وتعالى ! ورادع من ضمير , ودون  ان تكون صلاتهم قد اثرت في كبح جماحهم وردعهم عن سلوك يخالف تعالم الباري عز وجل ! . وقد نهى الله عنه في كثير من اياته .  [ والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ] ومن الغريب ان نجد المنظومة الاخلاقية التي اكد على سلامتها جميع الرسل والانبياء , تتقهقر وتتراجع الى تلك الدرجة الكبيرة حتى تصل الى اسفل السلم , وان تتلطخ الايدي بمال الحرام , بينما الفقراء تتلوى بطونهم من الجوع والفاقة , و جريمة السرقة وخاصة سرقة اموال الدولة .. تكثر وتتفشى في
 جميع مفاصل الجسد العراقي , وتجري كما السيل في واد عميق .
اما الرشوة : فقد اصبحت واقع حال , لا يمكن تجاوزه في عقد اي صفقة تجارية مهما كانت صغيرة او كبيرة . واصبحت لها مسميات تجملها وتجعلها مقبولة ولا تؤثر على علاقة المرء بربه وبمجتمعه , بينما تعتبر في نظر القانون مخلة بالشرف ووصمت عار لمن يقترفها , وعلامة سوداء في جبين اصحابها .
ومن الكبائر في ديننا .. الزنا واكل الربا والرشوة والسرقة . وهذه من المحرمات التي نهى الله عنها وهي حدود الله [ ومن يتعدى حدود الله ظلم نفسه ] وهدد الله سبحانه وتعالى من يتعدى حدوده وينتهك حرماته فقال سبحانه : [ ومن يعصي الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ] وقال جل جلاله [ يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ] وقال النبي ص [ لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ] فهل هناك اكثر تاكيدا على ان السرقة مرفوضة في ديننا الحنيف , وهل هناك صورا اوضح من تلك التي يرسمها لنا الباري عز وجل , ويطلقها نبي الرحمة ص . فيا اخوتي الحرامية متى تصحون على انفسكم .. لقد سرقتم كل شيء والحمد لله ! لا توجد اليوم اي خزينة للعراق الغني بنفطه وثرواته , واين تذهبون يوم الحساب .. فلا توجد محاصصة في يوم القيامة , وان مصيركم في القعر الاسفل لجهنم , تنعمون بها الى ابد الابدين . فاسرعوا واعيدوا لنا الخزينة التي سرقتموها العام السابق  , وسندعوا الله ان يسامحكم , فدونها ايدينا مرفوعة للسماء تدعوا الله عز وجل!  ان يسكنكم دار السعادة , في ركن من جهنم  تصرخون فلا يستغاث لكم  [ وظلت يمكم بعد ]


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس طريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/30



كتابة تعليق لموضوع : الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. وخاصة الرشوة والسرقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net